عثرت مواطنة ألمانية على رسالة يُعتقد أنها الاقدم الى حدّ الآن. والرسالة التي وجدت داخلة قنينة، هي واحدة من 1020 قنينة رماها العالم المختص بالبيولوجيا البحرية جورج باركر بيدر في بحر الشمال خلال الفترة الواقعة بين 1904 و1906.


عبدالإله مجيد من لندن: عُثر على رسالة داخل قنينة رماها علماء بريطانيون في البحر قبل 108 اعوام على شاطئ البحر في المانيا.

ويُعتقد انها أقدم رسالة في قنينة يُعثر عليها حتى الآن في العالم.&

وعثرت على الرسالة الموظفة المتقاعدة في دائرة البريد الالماني مريام فينكلر حين كانت تقضي الاجازة مع زوجها في جزيرة آرموم في بحر الشمال.

وعثرت فينكلر على الرسالة في نيسان/ابريل ولكن بسبب خوفها من الدعاية وملاحقة الصحافيين لها لم يُكشف عن القصة كاملة إلا الآن.&

وتساءلت فينكلر عن مصدر الرسالة وكاتبها وكم من الأيام ظلت تتقاذفها الامواج قبل ان ترميها على شواطئ المانيا معربه عن سرورها بأن تكون هي التي عثرت على الرسالة.

ولم تكن لدى فينكلر أي فكرة عن عمر الرسالة حين وقعت عليها.

كُتبت على قصاصة ورق داخل القنينة عبارة "اكسر القنينة".

وقالت فينكلر ان زوجها حاول جاهدا إخراج الرسالة من القنينة دون ان يضطر الى كسرها ولكن بلا جدوى.

وفي النهاية تعين عليه ان يتَّبع التعلميات التي كُتبت على قصاصة الورق.

وفي القنينة عثر الزوجان على بطاقة بريدية غفل من التاريخ ولكها تعد من يُعيدها بمكافأة نقدية قدرها شلن حين كان الشلن جزء من الجنيه الاسترليني قبل اعتماد النظام العشري.

وتطلب الرسالة المكتوبة بالانكليزية والالمانية والهولندية من يعثر على القنينة ان يقدم معلومات عن مكان العثور عليها وكيف عثر عليها.

وكان العنوان الذي طُلب ارسال الرد عليه عنوان الجمعية البيولوجية البحرية في مدينة بليموث جنوب انكلترا.

وقالت فينكلر "فعلنا كما طُلب منا وأخذت القصة مجراها الطبيعي". إذ ارسل الزوجان البطاقة البريدية الى بليموث في مظروف لكي لا يصبيها تلف في البريد.&

وقال غاي بيكر مدير الاتصالات في الجمعية البيولوجية البحرية ان أجواء الاثارة عمت مقر الجمعية حين فُتح المظروف.

واتضح ان القنينة كانت واحدة من 1020 قنينة رماها العالم المختص بالبيولوجيا البحرية ورئيس الجمعية السابق جورج باركر بيدر في بحر الشمال خلال الفترة الواقعة بين 1904 و1906.

واتخذ بيدر هذه الخطوة في اطار مشروع لدراسة التيارات المائية في اعماق البحار.&

وصُممت القناني خصيصاً بحيث تعوم فوق قاع البحر مباشرة كي تحملها التيارات الجارية عميقاً تحت السطح.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مدير الاتصالات في الجمعية البيولوجية البحرية غاي بيكر ان العلماء في تلك الفترة كانوا يخترعون طرقاً شتى لدراسة التيارات البحرية والأسماك.

واضاف ان الجمعية ما زالت تجري ابحاثاً مماثلة اليوم ولكن التكنولوجيا المتاحة الآن لم تكن متاحة للعلماء في تلك الفترة مثل العلامات الالكترونية.

وكان الصيادون يعثرون على كثير من هذه القناني بشباكهم التي تغوص عميقاً في مياه البحر.

وكانت الأمواج تقذف اخرى على الشواطئ، وهناك قنان لم يُعثر عليها قط.

ومن المعلومات التي يرسلها الأشخاص بعد عثورهم على هذه القناني تمكن العالم بيدر من ان يثبت لأول مرة ان التيارات في اعماق البحار تجري من الشرق الى الغرب في بحر الشمال. كما وجد ان سمك البلايس عموماً يسبح ضد التيارات العميقة وهي معلومة ذات أهمية تجارية كبيرة لتجارة صيد الأسماك.

وقال بيكر ان غالبية القناني كان يُعثر عليها في وقت قصير نسبياً، خلال أشهر وليس عقودا من السنين. وفقدت الجمعية الأمل بتعقب أي قنان أخرى.&

ويُعتقد ان البطاقة البريدية التي عثرت عليها فينكلر أقدم رسالة في قنينة حتى الآن.

وقال بيكر ان الجمعية تنتظر تأكيد موسوعة غينيس للأرقام القياسية بهذا الشأن.

ويبلغ الرقم القياسي الحالي 99 سنة و43 يوماً قضتها رسالة داخل قنينة في البحر قبل العثور عليها.

ورميت القنينة في البحر عام 1914 في اطار تجربة علمية مماثلة وعُثر عليها عام 2013 عالقة بشبكة قارب صيد.

وقال بيكر عن القنينة التي عُثر عليها على شواطئ المانيا ان من المتعذر القول ما إذا كانت في البحر 108 سنوات أو ان الأمواج قذفتها على الشاطئ وظلت مدفونة في الرمل أو حتى انها كانت مرمية على الشاطئ دون ان ينتبه اليها احد.

ولكن الجمعية حرصت على دفع المكافأة التي وعدت بها في قصاصة الورق.

وقال بيكر ان الجميعة عثرت على قطعة نقدية معدنية من فئة شلن اشترتها على موقع إيباي وارسلتها الى فينكلر مع رسالة تقول "شكرا".