فتحت قضية توقيف الأمن العام للشيخ أحمد الأسير في مطار بيروت الباب أمام مواجهة إعلامية من العيار الثقيل بين خالد الضاهر ووئام وهاب. ففي وقت هاجم ضاهر بشدة وهاب على خلفية اشتباك أحد مرافقيه عند معبر حدودي مع رجل أمن، وحذر من أن يصير "ميشال سماحة ثانيًا" برر وهاب هذا الهجوم بوقوفه ضد الجماعات التكفيرية.


جواد الصايغ: لم يكد الإشتباك الإعلامي ينتهي بين المحلل السياسي حبيب فياض، ورئيس حزب التوحيد العربي اللبناني وئام وهاب ينتهي، حتى إندلعت معركة إعلامية ثانية بين الأخير، والنائب عن قضاء عكار، خالد الضاهر.

إذا كان الإشتباك الأول قد وقع بين شخصيتين تنتميان إلى قوى الثامن من آذار، فإن المواجهة الحالية جمعت بين النائب المفصول من كتلة المستقبل النيابية، ووزير البيئة السابق، الذي يعد أحد صقور قوى الثامن من آذار.

عظيم... وأعظم
الضاهر أعلن إنطلاقة المواجهة الحالية، خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله، للتعليق على موضوع توقيف الشيخ أحمد الأسير، حيث إعتبر أن " الأجهزة الأمنية قامت بإنجاز عظيم في موضوع الأسير، ولكن الإنجاز الأعظم كان في دخول وئام وهاب من سوريا عبر معبر العريضة إلى لبنان بست سيارات داكنة ومحملة من دون أن يفتش على الحدود اللبنانية، بل إنه إعتدى على ضباط وعناصر الأمن العام، وإستباح السيادة اللبنانية بطريقة معيبة".

وكانت وسائل إعلام لبنانية قد تحدثت عن وقوع إشكال بين موكب وهاب وعناصر الأمن العام، على خلفية إقدام مرافقي الوزير السابق على منع عناصر الأمن العام من تفتيش سيارات الموكب، وقد أصدر وهاب بيانًا أعلن فيه أن الحادثة التي وقعت عند معبر العريضة، فردية، وتمت معالجتها بسرعة.

"سماحة" آخر
الضاهر طالب "أهل الحكمة في الطائفة الدرزية الكريمة والزعيم وليد جنبلاط والأمير طلال إرسلان بأن ينتبهوا إلى هذا الأرعن وهذا المجنون وهذا المتهور فيكون ميشال سماحة الثاني، أناشدكم أن تمنعوه أن يكون ميشال سماحة الثاني، وأنتم لطالما كنتم حلفاء هذه الأمة ومتعاملين معها رافضين أعداءها والعملاء داخلها".

وهاب رد في مقابلة تلفزيونية له على الضاهر قائلًا: "كلبٌ يُهوِش ولن أرد عليه"، وعن تشبيهه بالوزير السابق ميشال سماحة، قال: "لا نفعل ما فعله ميشال، ولا نسمح لأحد بمعاملتنا كما تمت معاملة سماحة، ومن يدخل إلى منازلنا، ندخل إلى منازل عائلته".

رد وهاب المقتضب، كان قد سبقه بيان نُشر على الموقوع الإلكتروني لحزبه، جاء فيه، "بين الحين والآخر يطل علينا خالد الضاهر كحشرة صغيرة أبت إلا أن تتسلق إلى مكان لا تعرف فيها حجمها الطبيعي، فيأتي هذا المارق الذي يحمل لقب "نائب" ليدس سمومه ضد مؤسسات الدولة، وفي طليعتها المؤسسة العسكرية والتحريض على العنف ضد الوطن واثارة الفتنة بين ابنائه عن طريق تصريحاته الدنيئة، منفذًا بذلك تعليمات اولياء نعمته، الذين يحرّضون ويموّلون حالات الاقتتال وسفك الدماء في سوريا والعراق ومصر واليمن ولبنان".

رسالة تحذيرية
وأضاف، "هذا الصعلوك الذي اراد ان تكون شهرته على حساب التطاول على المقامات الوطنية فاته بأن هناك اناسًا لم تعد تنطلي عليهم كل ألاعيبه الوسخة والفاظه الرديئة، فهؤلاء يتحدثون بلغة السيف الذي تجتث جذور هذا المهرّج الذي بات يشكل ظاهرة غريبة وفريدة على مجتمعنا".

واشار إلى "انه اذا كان ما تفوّه به هذا البهلواني المستنسخ هو رسالة تحذيرية لوهاب لدعمه الشعب السوري ضد الجماعات التكفيرية المسلحة، فدعم هذا القائد العربي لأهله في جبل الشيخ والسويداء وجبل السماق وكل شبر من ارض سوريا سيستمر وموقفه ثابت. اما انت ايها الشتّام فقد انكشفت لعبتك، وينتظرك الحساب امام الله والتاريخ".

تاريخ مواجهات
المواجهة الحالية بين وهاب والضاهر ليست الأولى، فقد عرفت الفترة الماضية، وتحديدا منذ إندلاع الأزمة الإحتجاجية في سوريا، مواجهات عديدة بين الرجلين، كان أغربها، قيام النائب العكاري بمهاجمة وهاب على خلفية إنتقاد الأخير لمشاركة شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، في صلاة الغائب التي اقيمت في مدينة عاليه عن روح الملازم اول المنشق عن الجيش السوري خلدون زين الدين، في مطلع عام 2013.
&