يبدو أن الإشتباك الإعلامي الذي وقع بين رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير السابق وئام وهاب، والمحلل السياسي حبيب فياض (شقيق النائب عن حزب الله علي فياض)، لم تنته مفاعيله بعد. فبعد تهدئة ومساع إلى احتواء الأزمة بين شخصيتين بارزتين من قوى 8 آذار أصدر فياض ردًا عنيفًا عبر فايسبوك على وهاب بسبب "نقضه للعهد"، كما قال.


جواد الصايغ: على الرغم من إعلان أمانة الإعلام في حزب التوحيد في وقت سابق، أن ما حدث هو عبارة عن غيمة صيف عابرة، إلا أن فياض أعاد ليل أمس تسخين المواجهة، وذلك عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، حيث كتب منشورًا استهله بعبارة "توطئة ما قبل الرد" مفندًا من خلاله ما حصل.

زيارة ظريف خلفية
المواجهة الإعلامية بين الرجلين اللذين ينتميان إلى قوى الثامن من آذار في لبنان، كانت قد بدأت بعد إصدار أمانة الإعلام في التوحيد بيانًا هاجمت فيه فياض على خلفية ما قاله الأخير على شاشة الجديد اللبنانية حول زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت، واللقاءات التي عقدها، حيث أجاب عن سؤال محاورته حول أسباب قيام الوزير الإيراني بزيارة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون، بالقول: "وهل سيزور الوزير السابق وئام وهاب مع كامل الإحترام له".

التوحيد الذي رد بشكل قاس على فياض، واصفًا "إياه بصاحب الوجه البشع، الذي لا يبثّ إلا سمومًا وأحقادًا تجاه قوى 8 آذار، والتافه الذي يستغل قرابة ويدّعي موقعًا"، مستغربًا "قيام منتحل صفة الناطق باسم هذه القوى، بالحديث عن زيارات وزير الخارجية الإيراني"، وطالبًا "ممن يرعى هذا الشخص جعله أكثر أدبًا والتزامًا، لأن من يدّعي أحيانًا النطق باسمهم يحملون أخلاقيات لا يصل إلى مثلها هذا الشخص".

رمانة أم قلوب مليانة
عاد واعتبر في بيان ثان "أنه وإثر الإشكال الكلامي الذي أثارته الحلقة التي أجراها الدكتور حبيب فياض على قناة الجديد، وردّ أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي، جرت إتصالات بين الطرفين أدّت إلى تسوية الإشكال حبيًا وإنهاء جميع مفاعيله، مع تأكيد كل طرف على احترامه الطرف الآخر، والتراجع عن كل البيانات والتصريحات التي صدرت منهما، واعتبار ما حصل غيمة صيف عابرة، حيث لا وجود لأي خلاف بينهما".

فياض الذي فضل الصمت بعد الأيام الأولى لوقوع الإشتباك، أطلق العنان لنفسه في الرد على وهاب، بعدما اعتبر أن الأخير نقض العهد، وعاد إلى التهجم عليه من على شاشات التلفزة.

شقيق النائب علي فياض، قال في معرض هجومه، "يهمّني أن أوضح لكم بعض النقاط على خلفية الحملة الهجينة وغير المسبوقة (حتى في أشد الخصومات الإعلامية والسياسية) التي تعرّضت لها من قبل المدعو وئام وهاب"، كاشفًا "أن سبب تأخري في الرد على المذكور إنما يعود إلى انشغالي بتمضية إجازة صيفية، ولم أرد لهذه المشكلة أن تأخذ من وقتي خارج إنشغالاتي اليومية".

عود على بدء
وأضاف "أنه وبعد ما حدث في مقابلتي الأخيرة على قناة الجديد، ورغم اعترافي بالخطأ في ما حصل من دون أن يكون لديّ قصد الإساءة لأحد، إذا بي أفاجأ في اليوم التالي ببيان صادر من حزب المذكور يطفح بالشتائم، ويصفني بأفدح الصفات، ثم قيام الموقع الإلكتروني للحزب نفسه بنشر مقال لاحقًا تضمن من الشتم والسباب ما يتجاوز كل رصيد متوافر في جعبة الشتامين والسبابين"، مشيرًا "إلى أنه وعلى الرغم من كل ما حصل، التزمت بعدم الرد، وأفسحت في المجال أمام جهود المخلصين والحريصين على وحدة الصف، إلى أن تم الإتفاق على إنهاء المشكلة وإصدار التوحيد لبيانه، ولكني فوجئت، في اليوم التالي بأن المذكور (وهاب) نقض العهد، وعاد إلى التهجم عليّ".

المحلل السياسي، أعلن "أنه بات من واجبي وضع حد لهذا التمادي في العدوان الأخلاقي غير المسبوق، ومحتفظًا بحقي باتخاذ إجراءات عديدة، سوف أعلن عنها لاحقًا، وأرجو المعذرة من كل الذين أصرّوا عليّ أن أترفع عن الرد، حيث بات الرد ضروريًا، حتى لا أكون من أهل الحق الذين سكتوا عن حقهم، فظنّ أهل الباطل أنهم على حق".

نصر للخصوم
الإشتباك الإعلامي تلقفه رواد موقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، حيث كتبت رولا يازجي،" يؤسفني أن تصل الأمور إلى هذا الدرك الذي يصب نصرًا في خانة أعداء محور المقاومة، وأتمنى لهذا الصدع أن يلتئم سريعًا، لك كامل الحق في الدفاع عن نفسك طالما سمح الآخر لنفسه أن يكون في موقع الهجوم والإدعاء".

بينما قال عبد العلي الحباشنة "أستاذ فياض، أنت كبير بأخلاقك. وهذا ما نحبه فيك، ويعكس جو وبيئة المقاومة. وئام وهاب، للأسف، سقط في امتحان الخصومة، ففجر وأسرف"، واعتبر نزيه حوراني، "أن الشخصيتين (وهاب وفياض)، مختلفتان تمام الاختلاف فكرًا وعلمًا وأدبًا وهدوء وتهذيبًا ومنطقًا ومنهجًا وبحثًا، واللبيب من الإشارة يفهم".

&