من الوارثين السياسيين أخيرًا في لبنان، ظهر جبران باسيل، صهر العماد ميشال عون، وقد ورث عنه رئاسة التيار الوطني الحر، علمًا أن التوريث السياسي في لبنان كان الحافز بالنسبة للكثيرين للتظاهر ضد الفساد السياسي.
بيروت: عندما أعلنت حملة "طلعت ريحتكم" التظاهرات في وسط بيروت، إنما كانت تتظاهر ضد الفساد في مختلف القطاعات الحياتية والسياسية، ومن الملفات السياسية التي نزلت الحملة ضدها، ملف التوريث السياسي الذي فتح مجددًا مع "التوافق" في التيار الوطني الحر، حيث انتقلت رئاسة الحزب من رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون إلى صهره وزير الخارجية، جبران باسيل.
&
وقد إشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي مندّدة بما يسمى بالتوريث السياسي ما أشعل التظاهرات الأخيرة ل"طلعت ريحتكم" مطالبة هذا الطقم السياسي أن يتنحّى بعدما بات التوريث السياسي بالنسبة لهذه الحملة من الأسباب المكمّلة للفساد المستشري في الطبقة السياسيّة في لبنان.
&
وليست المرة الأولى التي يتم فيها توريث زعيم السياسة لإبنه أو صهره، فقد شهدت الحياة السياسية في لبنان هذا الأمر منذ زمن بعيد، ويعتبر الكثيرون أن هذا يتناقض مع الحياة الديموقراطية في لبنان ومع إعطاء الحق للجميع في أن يكونوا هم بدورهم قادة وسياسيين.
&
الإقطاع السياسي
&
كلارا فياض نزلت إلى وسط بيروت للتظاهر وتقول إن إحدى الأسباب التي دفعتها إلى ذلك هي ما يسمى بالتوريث السياسي، لأنه من غير المقبول اليوم أن نشهد إقطاعًا سياسيًا وهيمنة فئة على فئات أخرى لمدى الحياة، وتشير إلى وجود طبقة متعلمة ومثقفة في المجتمع اللبناني، لكن لا تعطى حقوقها في الوصول والبروز وممارسة حقها في الترشح والانتخاب، وكانت تعتقد أن ميشال عون بعيد نوعًا ما عن ما يسمى بالفساد السياسي، غير أنه أتضح أن الجميع، أي جميع الزعماء في لبنان هم فاسدون لذلك يجب أن يحاسبوا وأن يتعلموا احترام حقوق المواطنين وعدم الانغماس في بؤرة الفساد.
&
وصمة عار
&
سامي إقليموس يرى في التوريث السياسي الذي يتصف به كل الزعماء في لبنان وصمة عار في جبين الوطن، ويستاءل بماذا يختلف بقية الزعماء في الدول المجاورة عن زعمائنا؟ ولا يحق لزعمائنا أن ينتقدوا زعماء العالم على البقاء في مراكزهم والقتال من أجل ذلك لأنهم يشبهونهم قولاً وفعلاً، لذلك، يضيف، نحن نطالب وسنبقى نطالب بأن يرحل هؤلاء الزعماء عنا وسنجد البديل ولو تأخرنا لا يهم، وسيكون البديل طبقة سياسية شابة منتجة تحب الوطن وتبتعد قدر المستطاع عن أجواء الفساد بما فيها التوريث السياسي من أجل فتح المجال أمام كل الشباب اللبنانيين في أن يمارسوا حقوقهم السياسية والديموقراطية في لبنان وأن يبتعدوا عن فكرة الهجرة بعدما ضاقت بهم المساحات والساحات في لبنان.
&
عدم السكوت
&
باتريك جرجورة يؤكد أن ما حصل من انتقال الزعامة من ميشال عون إلى صهره جبران باسيل كان الحافز بالنسبة للكثيرين للتظاهر من أجل عدم السكوت مجددًا عن كل الأعمال الفاسدة التي تحيط بالسياسيين في لبنان، والتوريث السياسي بات سمة كل الزعماء في لبنان، ولا يمكن الحديث فقط عن زعيم واحد قام بتوريث زعامته إلى ابنه فالجميع يتساوون في هذا المجال، ما يدفع الشباب المتعلمين والمثقفين بأن يفقدوا أملهم في أن يكونوا في يوم من الأيام زعماء أيضًا، من هنا يعتبر أنه حان الوقت قد يتحرك الشعب ضد كل الفساد في لبنان، من فساد مافيات النفايات، إلى فساد انقطاع المياه والكهرباء وصولاً إلى الفساد السياسي الذي بدأ يظهر جليًا في عملية توزير أو إعطاء منصب من قبل الزعماء لأقاربهم، ففي لبنان إذا لم تكن تنتمي إلى حزب أو زعيم فإنك ستبقى من دون عمل أو منصب محترم أو حتى وظيفة.&
&
التعليقات