مع بدء إجراءات إعادة الانتخابات البرلمانية في تركيا وإعلان الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) موعداً لها، تحدث تقرير نشر في لندن عما اسماه "مقامرة إردوغان" مقابل حرب استنزاف، واصفاً محاولته تشكيل حكومة ائتلافية بأنها كانت مجرد "تمثيلية".

نصر المجالي: أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية، سعدي كوفان، الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في البلاد.

وأشار كوفان بعد اجتماع عقدته اللجنة العليا للانتخابات، إلى فشل تشكيل حكومة خلال 45 يوماً، عقب صدور نتائج الانتخابات العامة، التي جرت في 7 حزيران (يونيو) الماضي، وإلى إصدار الرئيس إردوغان قراراً بإعادة الانتخابات، بموجب المادتين 104 و116 من الدستور التركي.

وكان إردوغان كلّف في وقت سابق اليوم، زعيم حزب العدالة والتنمية، رئيس الوزراء الحالي، أحمد داود أوغلو، بتشكيل حكومة انتخابية، لتصريف الأعمال إلى حين إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة جديدة.

مقامرة

وإلى ذلك، تحدثت صحيفة (فاينانشال تايمز) اللندنية عما أسمته "مقامرة إردوغان الانتخابية". وتقول الصحيفة إن الرئيس التركي اردوغان دعا لانتخابات عامة جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد عدم تمكن حزبه "العدالة والتنمية" من الحصول على الاغليبة في البرلمان في الانتخابات التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي.

وتقول الصحيفة إن قرار اردوغان اجراء الانتخابات جاء بعد فشل محاولات تشكيل حكومة ائتلافية، وتصف الصحيفة محاولة اردوغان تشكيل حكومة ائتلافية بأنها مجرد "تمثيلية". وتضيف أن اردوغان، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث فترات قبل ان يصبح رئيسا، بدا بالفعل عاقد العزم على أن يصوت الناخب التركي له في انتخابات جديدة.

حرب استنزاف

وأشارت إلى أنه في الشهر الماضي شن اردوغان ما أسمته الصحيفة "حرب استنزاف" ضد حزب العمال الكردستاني، وتقول الصحيفة إن حملة اردوغان ضد الحزب جاءت كمحاولة لوصم الحزب الذي احبط من صوتوا له مساعي اردوغان في الحصول على الاغلبية في البرلمان.

وتقول الصحيفة إن الطريقة التي يحكم بها اردوغان تركيا تهدد بسقوط البلاد في الفوضى. وتضيف أن إردوغان قال الشهر الماضي إن السلطة في يد الرئيس: "يوجد رئيس بسلطة فعلية وليست رمزية".

وتتابع الفاينانشال تايمز قائلة إن الحكومة التركية شنت هجوما واحدا فقط ضد (داعش) مقابل العشرات من الهجمات ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وإن اردوغان يصر على أن الميليشيات الكردية، التي تقاتل تنظيم داعش ولكنها متحالفة مع حزب العمال الكردستاني، أكبر خطرًا على تركيا من التنظيم الجهادي.

وترى الصحيفة أن الاقتصاد التركي يبدو اقل قدرة على تحمل اي اضطراب محتمل في البلاد، مع ركود النمو وانخفاض قيمة الليرة وارتفاع تكلفة الاقتراض الاجنبي. وتختتم الصحيفة قائلة إن الفرصة سانحة أمام الناخبين الأتراك لإنهاء استحواذ إردوغان على السلطة بإعادة ما قالوه في حزيران (يونيو) الماضي بصورة أكثر وضوحا.