&
لا تخفي الولايات المتحدة قلقها ازاء تعدد المؤشرات إلى تعزيز التواجد العسكري الروسي في شمال غرب سوريا، من إقامة منازل جاهزة الصنع يمكنها استقبال مئات الجنود الروس، إلى بناء برج مراقبة، إلى تكرار رحلات طائرات نقل عسكرية ضخمة.

&
قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة طالبت اليونان وبلغاريا بإغلاق مجالهما الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية المتجهة إلى سوريا، ووصفت ذلك بأنه فظاظة دولية.
وكانت واشنطن طلبت من اليونان وبلغاريا هذا الأسبوع منع استخدام الطائرات الروسية لمجالهما الجوي، قلقًا من تقارير بحدوث حشد عسكري روسي في سوريا. إلا أن وكالة تاس الروسية للأنباء نقلت اليوم الأربعاء عن مسؤول بسفارة روسيا في أثينا قوله إن اليونان منحت في 31 آب (أغسطس) الطائرات الروسية حق استخدام مجالها الجوي في الرحلات الإنسانية المتجهة لسوريا. وأضافت أن الطلب يغطي الفترة من الأول إلى الرابع والعشرين من أيلول (سبتمبر). إلا أن اليونان قالت إنها تلقت هذا الطلب من واشنطن، لكنها اكدت أن روسيا قررت في مطلق الاحوال استخدام خط جوي اخر.
&
شرط تفتيشها
كما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية، نقلًا عن مسؤول بسفارة روسيا في طهران، أن إيران وافقت على كل طلبات موسكو المتعلقة بالرحلات المتجهة لسوريا.
أما بلغاريا فستجيز للطائرات الروسية المتجهة لسوريا عبور مجالها الجوي اذا سمحت موسكو بتفتيشها، خصوصًا أن موسكو تؤكد انها لا تنقل سوى مساعدات انسانية. وقال وزير الخارجية البلغاري دانيال ميتوف للصحافيين: "اذا سمح الروس بأن يتم تفتيش طائراتهم في مطار بلغاري، فسنمنحهم الاذن".
وقد رفضت بلغاريا حتى الان منح هذا الاذن بالتحليق. وبحسب معلومات لم تؤكدها صوفيا فان واشنطن طلبت منها رفض تحليق هذه الطائرات فوق اراضيها لانها تنقل مساعدات عسكرية لقوات الاسد. فالعبور فوق بلغاريا واليونان يتيح للطائرات الروسية تجنب تركيا وايران.
&
تصعيد محتمل
رسميًا، ليس لموسكو أي وجود على الاراضي السورية، باستثناء منشآتها اللوجستية العسكرية في ميناء طرطوس. لكن استمر نشر المعلومات في الايام الاخيرة عن وجود عسكري روسي متنام في سوريا، فهل تخطط روسيا لشيء ما في سوريا؟
وكانت نيويورك تايمز أول وسيلة إعلامية نشرت السبت الماضي معلومات عن أن روسيا نشرت قوة ونقلت معدات لاقامة قاعدة جوية في اللاذقية، معقل بشار الاسد في شمال غرب سوريا. في هذه الاثناء، اتصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف ليعبر له عن مخاوفه من احتمال "تصعيد" النزاع.
الثلاثاء، قال مسؤولون اميركيون لوكالة الصحافة الفرنسية إن الروس اقاموا منازل جاهزة الصنع قادرة على استقبال "مئات الاشخاص" وبرج مراقبة جوية نقالًا. وحطت ثلاث طائرات شحن عسكرية على الاقل – طائرتان من طراز انطونوف 124 كوندور وطائرة لنقل الجنود- في الايام الاخيرة في مطار اللاذقية بحسب ما قال المسؤولون الاميركيون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم. وقال المسؤولون: "كل ذلك يشير إلى اقامة قاعدة جوية، لكن لا معلومات عن احتمال وجود اسلحة روسية على الارض".

خداع روسي!
نفت موسكو اي تعزيز لوجودها العسكري في سوريا. واكدت الخارجية الروسية انها لم تخف ابدًا دعمها للجيش السوري بالعديد والعتاد "لمحاربة الارهاب"، لكنها رفضت كشف حمولة الطائرات إلى سوريا. كما نفى نظام دمشق نفيًا قاطعًا هذه المعلومات، واتهم "الاستخبارات الغربية والعربية" بالترويج لمعلومات خاطئة.
وقلق واشنطن اليوم اكثر من الماضي، فروسيا نجحت في نشر جنود من دون أن تقر بذلك، على الطريقة التي اعتمدتها في أوكرانيا. فخلال ضم شبه جزيرة القرم، تم نشر قوات النخبة في الجيش الروسي، ونفت موسكو في البداية اي تورط لها في هذه العملية. وبعد عام، اقر بوتين امام الكاميرات إنه عمل سرًا لوضع خطة تدخل في شبه جزيرة القرم.

اطمأن العلويون
يقول المحلل جيفري وايت، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى: "الكثير من المعدات الروسية تصل عبر مضيق البوسفور، خصوصًا المدرعات، والهدف الاول هو تعزيز النظام السوري، وقد تكون بدأت هذه العملية في نيسان (ابريل) ولم يلاحظها احد".
أضاف: "الوجود الروسي سيقضي على فرص المعارضين لتحقيق نجاحات، خصوصًا في منطقة اللاذقية الاستراتيجية للاسد، لانها تعتبر من المناطق التي يمكن أن يلجأ اليها الرئيس السوري والمقربون منه".
ونقل موقع "السورية نت" المعارض عن الناشطة العلوية المعارضة (م.م.) قولها أنها شاهدت الجنود الروس وسط أسواق مدينة اللاذقية، وأشارت إلى أن الأعداد كبيرة وغير متوقعة. وأضافت: "هذا الأمر لاقى قبولاً لدى أطياف المجتمع العلوي وأعطاهم مزيدًا من المعنويات بعد أن تواردت أنباء عن قرب تخلي روسيا عن الأسد".
&