الوافدون السوريون إلى السعودية لا يسجلون كلاجئين، بل يعاملون معاملة المقيمين النظاميين ويتمتعون برعاية كاملة. ويوجد 100 ألف طالب سوري يدرسون مجانًا في مختلف مناطق المملكة.

إيلاف - متابعة: منذ آذار (مارس) 2011، دخل إلى السعودية نصف مليون سوري، منحتهم السلطات السعودية حق الإقامة والعمل، ووفرت لهم الخدمات التعليمية والصحية مجانًا، بعدما ساوتهم بالسعوديين.

ودخل إلى المملكة 300 ألف سوري بتأشيرات موقتة ولم يغادروها، منحتهم السلطات السعودية تسهيلات في الإقامة والعمل والتعليم.

حق الإقامة والعمل

وما يميز السوريين في السعودية أنهم غير مسجلين دوليًا كلاجئين، لأن السلطات المحلية بادرت فورًا إلى منحهم حق الإقامة والعمل، مثلهم مثل المقيمين النظاميين الآخرين في المملكة.

وقبل عام 2011، كان في المملكة أقل من ربع مليون سوري، واليوم هناك 750 ألف سوري يعيش في السعودية، منهم 200 ألف مقيم وأكثر من 300 ألف دخلوا السعودية بتأشيرة موقتة ولم يغادروها.

والعائد من عملية تصحيح أوضاع هؤلاء السوريين فتمثل في التحاق أكثر من 100 ألف طالب سوري في المدارس السعودية، يتمتعون بحق التعليم المجاني. وتحت عنوان "لم شمل الأسرة"، دخل نصف مليون سوري إلى السعودية، إذ سمحت السلطات السعودية للمقيم السوري باستقدام أفراد أسرته والعيش معه في السعودية، والاستفادة من رعاية اجتماعية أساسية.

المانح الأكبر

وفي هذا السياق، أكد السفير السعودي في روما، رائد القرملي أن المملكة "تستضيف ملايين اللاجئين من الدول الأخرى"، مشيرًا إلى أن "ما بين 35 و40 في المائة من مجموع سكان المملكة هم من غير المواطنين".

وأوضح أن "هذه الأعداد تضم 1,5 مليون يمني وأكثر من 500 ألف سوري"، مشيرًا إلى أن هؤلاء "لا يسمون لاجئين لأنهم يتمتعون بالإقامة القانونية ما يسمح لهم بالوصول الكامل إلى المدارس والمستشفيات والسكن وفرص العمل".

وأضاف أنه "منذ اندلاع أزمتي سوريا واليمن، أعطت المملكة لمواطني هذين البلدين الحق في الحصول على الإقامة القانونية استثناء من المتطلبات والشروط في مثل هذه الحالات"، مؤكدًا أن السعودية "هي أكبر مانح، وبشوط بعيد، للمساعدات الإنسانية إلى اللاجئين اليمنيين والسوريين بما في ذلك المساهمة في البرامج التي تنفذها وكالات الأمم المتحدة".

حملات شعبية

من جهته ذكر أديب الشيشكلي سفير الائتلاف السوري في الخليج، بأن المؤازرة السعودية لقضية الشعب السوري جلية واتضحت من خلال تقديمها المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين، مؤكدا لـ"الشرق الأوسط" أن ممثلين عن وزارة المالية السعودية هم من يشرفون بشكل مباشر على برامج الإعانات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين، بينما قال الدكتور ساعد العرابي الحارثي، مستشار وزير الداخلية السعودي، إن السعودية من أوائل الدول التي رحبت ببعض الأشقاء السوريين، وعملت حملة شعبية تسابق المجتمع السعودي عليها لدعم السوريين المتضررين نتيجة الأزمة التي تعرضوا لها.

وأشار الشيشكلي إلى أن 700 ألف سوري يعيشون في السعودية ويلقون الاحترام والتقدير، داعيا دول الخليج لرفع الحصة الممنوحة لمواطني سوريا من تأشيرات العمل، من أجل الالتحاق بوظائف تناسب كفاءتهم وقدرتهم، يأتي ذلك بينما كشفت هيئات حكومية في المملكة بأن مجموع الدعم السعودي للشعب السوري فاق الـ850 مليون ريال (226.6 مليون دولار)، منذ اندلاع الأزمة في بلادهم.

وكان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، أمر في 2012، بقبول جميع الطلاب السوريين المقيمين على الأراضي السعودية، في مدارس التعليم العام، حيث شرعت في حينها الجهات التعليمية، في تفعيل الأمر الملكي، وقدمت التسهيلات للطلاب السوريين، الذين حرموا من التعليم نتيجة الأزمة المتفاقمة التي تعيشها بلادهم.