أي دور للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة ولبنان تحديدًا بعد الاتفاق النووي، وماذا عن المعلومات التي تشير إلى تدخل أميركي في التحرّكات المطلبية الشعبية في لبنان؟.

بيروت: يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن الأحداث أثبتت أن الولايات المتحدة الأميركية ليست ممسكة بكل الأوراق في المنطقة، لذلك هي فوجئت بتطورات لم تكن على علم بها، وتؤكد التجارب أن الولايات المتحدة الأميركية أحرقت أصابعها في الشرق الأوسط من حرب العراق إلى أفغانستان، وهذا ما يجعل التردد يلازم الموقف الأميركي في المنطقة ولبنان، لكن في الوقت عينه اضطرت أميركا ورئيسها باراك أوباما بالذات على إرسال 600 عنصر أميركي قيل أنهم لتدريب القوات العراقية، من هنا يمكن القول إن اميركا لا يمكن أن تعود عسكريًا إلى المنطقة على الإطلاق، وهي بذلك لا تريد المواجهة عسكريًا بتاتًا.

دور أميركي في لبنان

ولدى سؤاله بأنه اليوم يتم الحديث عن دور أميركي في تحريك الشارع الشعبي والمطلبي في لبنان، يرى مالك إن الموضوع لا أحد يدعي امتلاكه المعلومات الدقيقة فيه، لكن هناك بعض المعلومات المؤكدة أن مجموعة انتفاضة الحراك الشعبي تبقى منعطفًا خطيرًا بالنسبة للوضع في لبنان، لكن في الوقت عينه هناك بعض الأيادي التي تحاول إما التسلل عبر هذا الحراك، لإحراز ثمار من هنا وهناك، وتبقى المسؤولية الكبرى على عاتق منظمي هذه التحركات، ولاحظنا في الايام الأخيرة عدم وجود قيادة موحدة بين تعدد القائمين بالتحرك الشعبي، والأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة من محاولة إجهاض التحرك الشبابي والمطلبي الذي لم نشهد له مثيلاً على الساحة اللبنانيّة، فبعض الأطراف الأميركية يهمها التدخل أو إيجاد مدخل داخل هذه التحركات التي يجب المحافظة عليها لمدى أهميتها لجهة المطالب.

وبعد مرور 14 شهرًا على الفراغ الرئاسي، يؤكد مالك أن الانتخاب الرئاسي لن يحصل بشكل عادي ويجب أن يسبقه حدث أو أكثر وما شهدناه من حراك من نوع آخر ربما هو من سيفضي إلى تقديم زخم جديد للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، لأنه في الوقت الحالي ما يجري من انتفاضات تشكل عاملاً أساسيًا في انهاء الشغور في الرئاسة الأولى.

الاتفاق النووي وأميركا

ولدى سؤاله بعد الاتفاق النووي أي دور يبقى للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة عمومًا ولبنان تحديدًا؟ يجيب مالك أن الآن يجب أن نتحدث عن ما قبل الاتفاق النووي وما بعده، هنالك بعض الصعوبات بين إيران وأميركا ربما تؤخر مضمون اتفاق والتفاهم مع الدول الغربية، لذلك لاحظنا رغم الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق النووي لا تزال لغة التخاطب بين إيران وواشنطن غير واضحة، أميركا واجهت ولا تزال تواجه صعوبات كبيرة في إقناع دول المنطقة وبصورة خاصة دول الخليج من مخاوفها ممارسة إيران بعض السياسات التي لا تتماشى مع تلك الدول، وهذا أخذ وقتًا طويلاً في لقاء العاهل السعودي أخيرًا مع أوباما، والدور الأميركي لا يزال أساسيًا في المنطقة، غير أن إيران رغم كل ما يقال انتزعت عبر هذه المفاوضات من دول العالم أنه من حقها أن تمتلك قوة نووية.

ويضيف مالك أنه بعد بضعة أيام سيتم التصويت على الاتفاق النووي، ورغم كل معارضة الجمهوريين فإن الاتفاق سيمر بأغلبية معقولة جدًا داخل مجلسي الشيوخ والنواب، علمًا أنه لو لجأ أكثرية النواب في الكونغرس إلى الفيتو فيحق للرئيس الأميركي بموجب صلاحياته أن يمارس الفيتو على الفيتو.

ويضيف مالك:" لوحظ أن مجلس الشورى الإيراني يتأخر في إعلان موقفه من الموضوع بانتظار قرار الكونغرس، إنما كل الدلائل تشير على أن الاتفاق بدأ يسير بخط مستقيم نحو إقراره".

&


&