تصاعدت حدة التوتر بين حكومة أنقرة وحزب الشعوب الديمقراطي المعارض تزامناً مع الاستعدادات للانتخابات، حيث منع الأمن التركي أعضاء بارزين في الحزب من الوصول مشيا على الاقدام الى بلدة جيزرة التي يشن فيها الجيش اتركي عملية عسكرية.

نصر المجالي: تعهد رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرطاش وزملاؤه الوصول الى البلدة عبر الجبال، بعدما تم منع موكبهم من دخولها يوم الأربعاء.
ويحقق الإدعاء التركي في اتهامات لدمرتاش بإهانة الرئيس رجب طيب أردوغان في إطار محاولات لتجريده من الحصانة البرلمانية.
ويأتي التصادم بين حكومة أنقرة التي يقودها حزب التنمية والعدالة وحزب الشعوب الديموقراطي تزامناً مع استعدادات تستعد تركيا لانتخابات جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل على خلفية النتائج غير الحاسمة الصادرة في حزيران (يونيو) الماضي التي لم يحقق فيها الحزب الحاكم غالبية تمكنه منفرداً من تشكيل حكومة.
وتصاعدت حدة العنف بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف اطلق النار في تموز (يوليو) تموز الماضي.
ويشن الجيش التركي عملية عسكرية في جيزرة تقول جماعات حقوق الإنسان إنها كلفت العديد من المدنيين أرواحهم.

كلام وزير الداخلية&
وأوضح وزير الداخلية التركي، سلامي ألتين أوق في تعليق على محاولة نواب وأفراد من حزب الشعوب الديمقراطي (غالبية أعضائه من الأكراد) كسر الطوق الأمني حول بلدة جيزرة &من أجل دخولها، أن الجميع في تركيا يعلم وجود حظر للتجوال في البلدة.&
وأكد ألتين أوق أنهم لن يسمحوا للمجموعة التي يتقدمها رئيس الحزب بدخول البلدة، حفاظا على سلامتهم، فضلا عن أن دخولهم إليها قد يتسبب في أعمال استفزازية مختلفة.
ونوه الوزير أن السلطات التركية تحرص على توفير كافة الاحتياجات الانسانية لأهالي البلدة، منذ انطلاق العمليات، وتؤمن الطعام والخدمات الصحية لهم.
وحول أحداث الشغب والتحريض التي شهدتها بعض الولايات، ذكر الوزير أن 69 مبنى حزبيا تعرض لاعتداءات في عموم البلاد، فضلا عن الحاق أضرار بثلاثين منزلا ومحلا تجاريا، و8 سيارات في 7 ولايات، ومصرع مواطنين اثنين.
وأكد ألتين أوق تدخل فرق الأمن لمواجهة الأحداث فورا، حيث جرى توقيف 310 أشخاص، وإحالتهم إلى السلطات العدلية.
&
اتهامات لحزب الشعوب&
&وإلى ذلك، اتهم نائب رئيس الوزراء التركي، يالتشن آقدوغان، حزب الشعوب الديمقراطي (ذو الأغلبية الكردية) بالدعم العلني لمنظمة "بي كي كي" والعمل "كامتداد ومكتب سياسي" لها.
وكان آقدوغان قال في تصريحات له خلال زيارته للمقر الرئيسي لوكالة أنباء (الأناضول) في أنقرة أمس الأربعاء، إن حزب الشعوب الديمقراطي أقام تعاونًا مع أعداء مسيرة السلام الداخلي- التي أطلقتها الحكومة، قبل أعوام، لإنهاء أعمال العنف الإرهابية، وإيجاد حل للمسألة الكردية - من أجل تجاوز العتبة الانتخابية (في الانتخابات الأخيرة في حزيران (يونيو) الماضي)، مضيفًا أن الحزب "نسف مسيرة السلام في سبيل حسابات الأصوات". &
وأوضح أن "الكيان الموازي" يلعب دورًا هامًّا ضمن "العملاء الداخليين"، مؤكدًا على اعتزام الحكومة "القضاء على هذا التحالف"، وعلى ضرورة مكافحة "بي كي كي" و"الكيان الموازي" في آن واحد.
وشدد آقدوغان على أن مكافحة الإرهاب ستستمر، ولن تتراجع ما لم تتخلى المنظمة عن السلاح، موضحًا أن المكافحة تتم "في إطار القانون، وتهدف لحماية المواطنين والمحافظة على حقوقهم".
وتصف السلطات التركية جماعة "فتح الله غولن" - المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ العام 1998- بـ"الكيان الموازي"، الذي تتهمه بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في &سلكَي الشرطة والقضاء.
&