من المرجّح أن تسير فرنسا على خطى بريطانيا في ما يتعلّق باستهداف الفرنسيين المتطرفين الذين ينشطون في سوريا ضمن جماعات ارهابية، وقد يشكلون حسب المخابرات الفرنسية خطرا على البلاد التي تضررت سابقا من هجمات هؤلاء.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بدأت تلوح تساؤلات في الأفق بخصوص ما إن كانت ستحذو فرنسا حذو بريطانيا بخصوص هجومها الجوي الذي شنته في سوريا، وأسفر عن مقتل بريطانيين متشددين تابعين لتنظيم داعش، حيث تشير توقعات إلى قرب اتخاذ فرنسا قرار مماثل وأن تبدأ بإرسال طائرات من جانبها لتتبع وتصفية مواطنيها المتشددين في سوريا.

وأشارت تقارير إلى أن باريس ربما تُقدِم على تلك الخطوة انطلاقاً من أن هؤلاء الفرنسيين المتطرفين قد يخططون لشن هجمات على فرنسا. وذلك في الوقت الذي أكد فيه خبراء بهذا الصدد أن الشعب الفرنسي لن يعترض بالتأكيد على تلك الخطوة.

ولفت موقع "ذا لوكال" المهتم بتغطية الشأن الفرنسي إلى أنه في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه بريطانيا عن أن طائراتها الآلية قد تسببت بقتل اثنين من مواطنيها في سوريا، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أنه سيرسل طائرات إلى سوريا لتحديد وربما تدمير الأشخاص الذين يعتقد أنهم يسعون ويخططون لشن هجمات بفرنسا.

وأوضح أن أول طلعات جوية فرنسية فوق الأراضي السورية ستتركز على تجميع المعلومات الاستخباراتية، وهو ما سيسمح بشن غارات جوية على عناصر تنظيم داعش.

وصرح رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، من جانبه بأن الغارة التي شنها سلاح الجو الملكي في سوريا كانت قانونية في إطار ما تبذله البلاد من جهود للدفاع عن نفسها بعد وصول معلومات استخباراتية مفادها تخطيط "الجهاديين" لشن هجمات وحشية على الأراضي البريطانية، وذلك رداً على الشكوك التي طالت تلك الغارة من الناحية القانونية.

وفي اليوم التالي لتصريحات كاميرون، خرجت الصحافة البريطانية لتؤكد أن للقوات المسلحة البريطانية "قائمة" بعشرات البريطانيين المطلوب تصفيتهم في سوريا.

وهي الخطوة التي يسهل على فرنسا القيام بها بالذريعة نفسها بهدف التخلص من مئات الفرنسيين الذين سافروا إلى سوريا من أجل الالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

وشدد خبراء أمنيون في هذا السياق على مدى خطورة التهديدات التي يشكلها "الجهاديون" الأوربيون العائدون بعد خوض غمار القتال وأعمال "الجهاد" في الشرق الأوسط، منوهين بأن الفرنسيين لن يكونوا راضين بعودة أي من هؤلاء الفرنسيين المتطرفين مرة أخرى إلى البلاد كي يشنوا عمليات أو هجمات إرهابية، وأن جزءا كبيرا من الرأي العام في فرنسا سيقف مع تلك الغارات التي قد تشنها فرنسا.