تقول تايمز البريطانية إن فلاديمير بوتين يروج لخطة تسند الأسد بتكليفه مهمة الخلاص من داعش، بعد عجز أميركا وحلفائها. فهل يتواطأ الغرب معه؟

بيروت: قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن وصول الجنود الروس بلباسهم العسكري المموه وسلاحهم الحديث إلى سوريا يشبه إلى حد بعيد أول مراحل ضم شبه جزيرة القرم في العام الماضي، والذي تبعه فورًا تدخل عسكري روسي قوي، أدى في نهاية المطاف إلى تقسيم أوكرانيا. وهذا ما يحدث راهنًا في سوريا.

بوتين السوري
لأن الطريقة التي يقدم فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل روسيا في سوريا مختلفة بعض الشيء. فحين يزور مقر الأمم المتحدة نهاية أيلول (سبتمبر) الجاري، سيقدم نفسه رجلًا لا يمكن الاستغناء عنه في بحث الشأن السوري. وترى تايمز أن اللعبة التي ستجري أحداثها في الأشهر الستة القادمة ستتم على مرحلتين: أولى، متعلقة بأوكرانيا التي ستتراجع وتيرة النزاع فيها حتى نقطة التجميد، والتقرب من أميركا وأوروبا لرفع العقوبات عن موسكو في كانون الثاني (يناير) القادم، خصوصًا أن &تراجع أسعار النفط يؤثر على ميزانية المؤسسة العسكرية الروسية؛ والثانية، الاتجاه نحو إرساء تعاون بين الشرق والغرب في سوريا، وهذا ما تقدمه موسكو لقادة الدول الغربية على أنه يصب في صالحهم.
ويقول تقرير تايمز إن بوتين سيقول في نيويورك إن أزمة اللاجئين في أوروبا نتجت من تفكك الدولة بسوريا، فيما عجزت الحملة التي تقودها أميركا عن الاضرار بداعش، إذ أصبح الجهاديون، من داعش ومن غيره، قريبين من السيطرة على الطريق السريع الذي يصل دمشق بغرب سوريا وشمالها.

دول تؤيده
ووفقًا لتقرير تايمز، تحقيق أي انتصار في الحرب يستدعي وجود جيش قوي وطيران قوي. وهذا هو ما يظن بوتين أنه قادر على تأمينه من خلال الدعم الروسي من معدات ومستشارين وأسلحة الجديدة، فيتمكن الأسد حينها من القيام بمهمة القضاء على داعش. ومن هنا، عرض بوتين للعالم واضح، مفاده أن "دعونا نتعاون للقضاء على داعش كما تعاونا للتخلص من الأسلحة الكيماوية التي كانت النظام في سوريا يمتلكها".
تقول تايمز إن دولًا أوروبية عديدة تؤيد الطرح الروسي، ومن يشكك في نوايا بوتين فسينظر إلى هذا العرض بأنه آخر محاولة روسية لإنقاذ آخر عميل لها في الشرق الأوسط، ما يجعل مبرر الحرب ضد داعش أمرًا مقبولًا لبقاء الأسد.
لذا، ترى تايمز أن دروس أوكرانيا مهمة، إذ بدأت من غزو بدائي وانتهت إلى أزمة يحسن بوتين استغلالها حتى الرمق الأخير، والتجربة مع بوتين منذ وصوله الكرملين في العام 2000 أظهرت أن أي مبادرة سلام يتقدم بها هي حطة لحرف الأنظار عن الخطة الحقيقية، ليس إلا.
&