استنكر نصر الحريري عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري والأمين السابق له التدخل الروسي في سوريا وقال أن موسكو تتدخل عسكريا في سوريا نظرا لضعف النظام السوري وتراجعه عسكريا وميدانيا، مدللا على ذلك بالخسائر العسكرية التي مني بها النظام السوري، واعتبر ان النظام لن يستطيع الصمود رغم الدعم الروسي.

وقال في تصريح لـ"ايلاف " ان علينا ان نعي لماذا تدخلت روسيا أولا ، واشار الى عدة اسباب منها "ضعف النظام ومحاولة موسكو منع سقوطه من جهة، والتواجد لحفظ مصالحها حال سقوطه من جهة أخرى ، وجعل الملف السوري أداة قوية للتفاوض دوليا ومحاولة ترويج الروس أنفسهم أنهم في الصف الاول لمحاربة داعش".

ولفت الى ان موسكو لا تريد أن تكون طهران صاحبة اليد الطولى ومنفذة القرار الاوحد في سوريا، ورأى أن التدخل الروسي هو محاولة روسية للتوازن مع ايران في الملف السوري داخلياً.

في ذات السياق اعتبر الحريري ان الروس زادوا من كثافة التدخل العسكري قبل اية محاولة اميركية لاعلان منطقة امنة في سوريا، ورأى أن الوجود الروسي في سوريا سوف يعطل هذا الاجراء ولن يجعل واشنطن تقدم عليه.

وقال "أن روسيا تحاول ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الاميركية عموما حيث تنفتح موسكو على الخليج وتحاول اعادة مكانتها في المنطقة وتقوي من دورها في سوريا عسكريا وسياسيا".

ولكنه أكد في ذات المجال ان التدخل الروسي العسكري في سوريا هو محض حماقة" فتجربة الاتحاد السوفيتي مع افغانستان لم تكن جيدة وانحل اثرها الاتحاد".

واشار الى الجانب الاقتصادي وأضاف أن "موسكو تعتبر اليوم أن بيع السلاح واستهلاكه يصب في صالحها ".

وقال الحريري ان الائتلاف سوف يرسل رسالة الى الامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية تستنكر هذا التدخل وتعتبره يصعد الصراع في المنطقة.

هذا واستنكر الائتلاف الوطني السوري التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية، مؤكداً في بيان ، تلقت ايلاف نسخة منه، أن روسيا بهذا التصرف العدواني، تكون قد انتقلت من مرحلة دعم نظام الإجرام والإبادة الجماعية في بلدنا إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر إلى جانب سلطة متهالكة غير شرعية وآيلة للسقوط.

بيان الائتلاف جاء بعد أن توالت الأنباء والتصريحات التي تؤكد إرسال قوات روسية إلى الساحل السوري وبعض المطارات وهو ما يشير إلى تدخل عسكري روسي مباشر في سورية، قابلتها مواقف رسمية روسية تعترف بهذا التورط، وتدعي بأنه تنفيذ لعقود سابقة.

وأكد البيان والذي صدر بالتزامن مع اجتماعات الهيئة السياسية في الائتلاف على أن التدخل العسكري الروسي المباشر، "يضع القيادة الروسية في موقع العداء للشعب السوري، ويجعل من قواتها على الأرض السورية قوات احتلال، الأمر الذي يتناقض كلياً مع المسؤوليات الخاصة التي تتحملها روسيا الاتحادية تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي".

ولفت البيان إلى أن التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية لن يؤدي إلى إنقاذ نظام الأسد أو منحه الشرعية، أو إعادة تأهيله، ولن يجعل السوريين يتخلون عن مطلب الحرية الذي خرجوا لأجله، وإنما سيؤدي (كما أدى تدخل إيران وميليشيا حزب الله والميليشيات الطائفية العراقية والأفغانية) إلى مزيد من القتل والتدمير والتهجير.

ووضع الائتلاف هذه الحقائق برسم المجتمع الدولي، وهيئة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وخاصة الشعب الروسي، "الذي لا نتمنى له أن يعيش تجربة أفغانية جديدة في سورية، لأن السوريين لن يسكتوا عن احتلال أرضهم وهدر دماء أبنائهم".