وصفت الصحافة السعودية قرارات الملك سلمان بن عبدالعزيز بخصوص مأساة الحرم المكي، بالصارمة والشفافة والحازمة، منوهة بشدة سخائه تجاه المتضررين الذين أوصى بتعويضهم بشكل يليق بما تعرّضوا له.


إيلاف من الرياض: أجمعت الصحافة السعودية على القول إنّ الملك سلمان انتصر للمتضررين وحاسب المقصّرين، وذلك صبيحة صدور البيان الملكي بخصوص حادثة الحرم المكي التي خلفت أكثر من مائة قتيل وأكثر من مائتي جريح.

وتصدّر البيان الملكي السعودي مانشات الصحف السعودية كافة، وكتب المحررون عن فحوى البيان، في حين زخرت أعمدة الرأي بالاشادات والترحيب وسرعة الانتصار للضحايا وتحديد الجهة المسؤولة عن هذا الحادث.

وقالت الصحف إنّ قرارات سلمان اتصفت بالحزم والعدل ومراعاة حقوق الجميع من دون تفرقة، فحفظت لذوي الشهداء والمصابين حقهم ووضعت الأمور في نصابها في حق من ثبت تقصيره.

وأعلن الديوان الملكي السعودي الثلاثاء إيقاف تصنيف مجموعة بن لادن التي تتولى أعمال تطوير الحرم بعد وقوع حادث سقوط رافعة أدى إلى مقتل 107 أشخاص وإصابة أكثر من مئتين آخرين، ومنعها من تولي مشاريع جديدة، ومنع أعضائها من السفر، كما قرر صرف تعويضات للمصابين وعائلات القتلى.

وأصدر الديوان الملكي بياناً جاء فيه أن تقرير لجنة التحقيق الخاصة بحادث الحرم المكي نفى الشبهة الجنائية للحادث.

وجاء في البيان أن سبب الحادث كان تعرض الرافعة& لرياح قوية أدت إلى سقوطها، وهي في وضعية خاطئة "مخالفة لتعليمات التشغيل التصنيعية.

وأضاف البيان أن الديوان الملكي قرر "إيقاف تصنيف مجموعة بن لادن ومنعها من المشاريع الجديدة. وتكليف وزارة المالية بمراجعة جميع مشروعات مجموعة بن لادن. ومنع سفر جميع أعضاء مجموعة بن لادن إلى أن ينتهي التحقيق".

وأكد أن "نتائج التحقيق يجب ألا تحول دون المطالبة بالحق الخاص قضائياً".

وقرر الديوان الملكي السعودي صرف تعويضات تبلغ مليون ريال سعودي [266622 دولارًا أمركيًا] لكل مصاب بعاهة مستدامة، ولعائلة كل قتيل، ونصف مليون ريال سعودي [133311 دولارًا أمركيًا] لكل مصاب آخر.

كما قرر منح تأشيرات دخول خاصة إلى المملكة لذوي المصابين، واستضافة اثنين من ذوي كل مصاب على نفقة الحكومة السعودية.

المصابون يشكرون سلمان

أعرب عدد من مصابي حادثة سقوط الرافعة بالمسجد الحرام عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد القرارات الملكية التي أصدرها يوم الثلاثاء، واختارت صحيفة "الرياض" التحدث معهم مباشرة، ونقلت عنهم تأكيدهم بأن قرارات الملك بأنها امتداد للرعاية والاهتمام الكبير الذي نالوه منذ وقوع الحادث.

واستضافت "الرياض" حمد القاضي عضو مجلس الشورى والكاتب الاعلامي وامين عام مجلس امناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية الخيرية - للتعليق على البيان الملكي، فقال إن هذه القرارات "حملت في طياتها ثلاث رسائل واضحة".

أولا: الحزم الذي عرف به الملك سلمان في مثل هذه القرارات وبما يتعلق بالشركة والتحقيق معها وإيقافها وما يتعلق من اجراءات تتعلق بالسلامة وأمن مثل هذه الشركات.

ثانيا: الانسانية التي اتصفت بها هذه القرارات من الملك سلمان بن عبدالعزيز وبما يتعلق بالشهداء واعطاء ذويهم ديات تبلغ مليون ريال وما يتعلق بالتعويض المالي الذي خصص بالمصابين بالإعاقات في هذا الحادث الأليم الذي بلغ 500 ألف ريال، ثم إكمال حج من لم يستطع أن يكمل حجه في العام القادم.

ثالثا: قرارات الملك مبنية على تقرير اللجنة التي ظهرت نتائجها بسرعة وهذه التحقيقات التي أظهرت الاسباب التي أدت لسقوط الرافعة التي اسكتت جميع الاصوات التي كانت تتحدث عن الرافعة والتي أيضا نفت وجود أي شبهة جنائية ما تردد عبر وسائل إعلامية خارجية، وأظهرت أن هناك سببين لسقوط هذه الرافعة التي تمثلت في: قوة الرياح، وعدم الوضع التشغيلي الجيد للرافعة التي أخلت بالسلامة.

وأشار القاضي إلى أن مثل هذه القرارات قطعت كل الاصوات المغرضة وأظهرت الممكلة العربية السعودية بكل شفافية ومصارحة بما يقتضيه الموقف فضلا عن الجانب الانساني الكبير الذي حملته تلك القرارات من تسهيل التأشيرات لمن أراد أن يأتي للمملكة ليزور أهله من المصابين.

ملك الحزم

تحت عنوان "5 أيام لـ«ملك الحزم» تنتصر لـ«شهداء الحرم» سريعًا"، كتبت صحيفة "المدينة": خمسة أيام فقط من بداية «حادثة الحرم» وحتى ظهور النتيجة في عصر الحزم والحسم في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز
خمسة أيام فقط انتصرت سريعًا لشهداء ومصابي الحرم..
خمسة أيام برهنت على أنه لا تهاون في أي امر يخص ضيوف الرحمن، كعادة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة المعتمرين والزوار وحجاج بيت الله الحرام.

انكشاف الاقنعة

كتب سعيد آل جندب في صحيفة "سبق" الإلكترونية: "درس تعلمناه جيداً أن عمر شركات المقاولات والصيانة افتراضي متى توسعت أنشطتها، وتعددت أعمالها، وتنوعت مشاريعها.. ومجموعة بن لادن بتاريخها العريق سقطت في التحدي الوحيد والأصعب منذ سنوات لتوفير وسائل أمن وسلامة لمشروعها الأهم والأضخم.

تناسى القائمون بالأعمال في مجموعة بن لادن أن عملهم يمثل الدولة السعودية بكيانها الممتد لثلاثة عقود، وتهاونت في وضع خطط طوارئ لتقلبات الأجواء.
&
هنا دق جرس الإنذار لتنويع وتجديد سياسة التعميد المباشر؛ ليكون وفق سياسات إجرائية واضحة، تسمح للتكتلات والشراكات كما حدث في مشاريع القطارات، والاعتماد على الله وحده دون اتكال أو تفاؤل بمن سيعمل وسيخطئ."

وفي ذات الموقع، كتب صالح مطر الغامدي: "هكذا عودنا سلمان الحزم والعزم على اتخاذ القرارات الحازمة في مثل هذه المواقف، ومعاقبة الفاسدين والمخفقين في أعمالهم كائناً من كان".