سيسعى الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة يقوم بها إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل للقاء نظيره الأميركي باراك أوباما، إلى إظهار زيادة النفوذ الصيني في العالم رغم القلق المتزايد من أن اقتصاد الدولة الآسيوية العملاق يفقد قوته.


إيلاف - متابعة: لدى الولايات المتحدة والصين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، جيشان قويان، وعلاقتهما تشمل تعاونا ومنافسة على المستوى العالمي. وبحسب ما اشار مسؤولون صينيون، فإن المحادثات خلال هذه الزيارة ستتضمن العلاقات التجارية بين البلدين والجغرافيا السياسية والتغير المناخي، اضافة الى الارهاب والأمن الالكتروني وغيرها من الموضوعات.

علاقات&تتغير
ستبدأ الزيارة الثلاثاء المقبل في مركز سياتل للتكنولوجيا والطيران على الساحل الغربي، قبل القمة الرئاسية التي ستعقد يوم الجمعة في واشنطن. بعد ذلك، سيتوجه شي الى نيويورك للاحتفال بالذكرى الـ70 لتأسيس الامم المتحدة. وترى الصين في هذه الزيارة فرصة لتأكيد مكانتها كدولة وحيدة قادرة على منافسة الولايات المتحدة في الاهمية العالمية، اذ تحدث الرئيس الصيني لرجال أعمال أميركيين كبار الخميس عن "نموذج جديد للعلاقات بين الدول الكبرى".

واضاف الزعيم الصيني انه مستعد لـ"تبادل عميق في وجهات النظر مع الرئيس اوباما حول القضايا الرئيسة ذات الاهتمام المشترك". وقال روان تسونغتسي نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، التابع لوزارة الخارجية، امام دبلوماسيين خلال منتدى لانتينغ في بكين، ان طبيعة العلاقة قد تغيرت.

وقال ان "العالم يدخل مرحلة من التعديلات والتغييرات الرئيسة"، مضيفا انه "في ظل هذه الظروف لا يمكن للصين أن تبقى صامتة كما كانت من قبل". وقبل أقل من ثلاثة اشهر كانت بكين تشعر بالارتياح في اعقاب نجاحها في الحصول على تواقيع عشرات البلدان، بينها الحليفتان المقربتان من الولايات المتحدة، المانيا وبريطانيا، في البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية.

قوة البقاء
لكن الانخفاض الكبير في بورصة شانغهاي، اضافة الى التوتر في السوق العالمية، على خلفية التباطؤ المستمر في النمو، والشكوك حول قدرات شي وغيره من القادة الشيوعيين على ادارة الاقتصاد، اثرت&في&هذا النجاح.

في هذا السياق، قال مدير البرامج في مركز المحيط الهادئ للدراسات الدولية والاستراتيجية في هونولولو كارل بايكر، ان شي ورغم التقلبات الاقتصادية الاخيرة "ما زال يملك القوة في وجه اوباما" لان الرئيس الاميركي اصبح في نهاية ولايته الرئاسية. واضاف لوكالة فرانس برس ان "شي جينبينغ ما زال متأكدًا من انه باق لبعض الوقت مستقبلا".

ورغم رغبتها الشديدة في الاعتراف بها كقوة عظمى داخل البلاد وخارجها، تدرك الصين الشكوك القائمة حول أعمالها وتسعى بانتظام الى اصدار تطمينات. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، اقامت بكين عرضا عسكريا في وسط العاصمة، للاحتفال بالذكرى الـ70 لخسارة اليابان في الحرب العالمية الثانية، شاركت فيه كمية ضخمة من المعدات العسكرية، بما في ذلك "الناقل القاتل" من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن. وعلى رأس هذا العرض، كافح شي للتأكيد ان الصين "لا تسعى الى الهيمنة".

بناء ثقة
لكن الصين حاليًا عالقة في نزاعات على الاراضي مع اليابان والفلبين، حليفتي الولايات المتحدة، ما يجعل المنطقة عرضة لحدوث تصادم بين مصالح بكين وواشنطن. وتقوم الصين بأعمال بناء على جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي اكد في اب/اغسطس الماضي ان الصين اوقفت اعمال الردم في المنطقة. لكن مركزا اميركيا للابحاث نشر صورًا التقطت بوساطة الاقمار الاصطناعية تظهر ان الاعمال ما زالت مستمرة.

لذا يرى المسؤولون الصينيون في القمة بين الرئيسين فرصة لتخفيف المخاوف في الولايات المتحدة بشأن طموحاتها العالمية وزيادة الوجود العسكري، جنبا الى جنب مع الاتهامات الموجهة الى بكين بالوقوف وراء عمليات تجسس الكترونية ضد الحكومة والشركات الاميركية.

سيادة الجزر
وقال وانغ خلال منتدى لانتينع في الاسبوع الحالي ان الرئيس الصيني سيسعى الى "بناء الثقة"، مضيفًا ان على البلدين "تبديد الخوف الاستراتيجي وتجنب سوء التقدير الاستراتيجي". واضاف ان الحكومات الاخرى "ستنتظر اشارات بشأن ما اذا كان البلدان يتنافسان او يتعاونان، واذا ما سيتعايشان معا بسلام ام سيكونان في حالة احتكاك او مواجهة".

لكن وانغ شدد على ان بكين لن تتخلى عن مطالبتها بالسيادة على جزر بحر الصين الجنوبي. وقال روان ان الصين لعبت "دورًا اكبر في العلاقات الدولية" بدفع من الولايات المتحدة، لتجد اخيرًا واشنطن تعرب عن قلقها عندما فعلت ذلك. واضاف ان "جوهر المشكلة يكمن في العقلية الصفرية (ربح طرف على حساب الآخر) في الولايات المتحدة، لان الكثير من الاميركيين يرى في الصين مصدرًا للمشاكل كلما ازداد نموها".
&