تعالت أصوات التخوين بين المعارضين السوريين منذ سنوات عندما طالب بعضهم الغرب بالتدخل العسكري للاطاحة بنظام بشار الأسد كحل وحيد للقضاء عليه قبل ظهور التطرف والارهاب، والآن بعد التدخل الروسي خفتت أصواتهم نهائياً.

المعارضين أنفسهم الذين كانوا يرفضون التدخل الغربي ويخوّنون المعارضين الاخرين الذين يطالبون به خفت صوتهم نهائيا بل سكتوا بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا.

وردا على سؤال "ايلاف" حول أسباب ازدواجية تفكير بعض المعارضين السوريين من الرؤية السياسية للتدخل العسكري اعتبر خطيب بدلة عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض أن "هناك نوع من السوريين المصنفين مع المعارضة، لديهم عقلية خاصة فيما يتعلق بتغيير النظام"، موضحا " إنهم يرغبون بالتغيير السلمي، الذي كان من الممكن أن يحصل لو كان يقود النظام رجل آخر غير ابن حافظ الأسد، وهم أناس حالمون، لديهم رهاب كبير من الإسلاميين". وقال " هؤلاء تطورت معارضتهم مع الأيام والسنين فأصبحوا يتمنون أن يحسم جيش النظام المعركة ضد الإسلاميين، ثم يقوم بالإصلاحات التي يتمنونها، أو أن يتخلى ابن حافظ الأسد عن السلطة هكذا بشكل تطوعي".&

وأضاف "هؤلاء السادة لا يمكن أن يعترضوا على التدخل الروسي (ومن قبل لم يرفعوا الصوت عالياً ضد تدخل حزب الله) لأن الروس جاؤوا- بحسب تفكيرهم- ليحاربوا الإرهاب.. يعني أين المشكلة إذا تدخلوا، وعلى الأقل، بالنسبة لهم، هذه دولة تقدمية ليست كقكر السعودية وتركيا، وغداً، حينما تقضي روسيا على الإرهاب، ستقول لهم: لا تواخذونا شباب، قمنا بالواجب، ولا نريد منكم جزاء ولا شكورا".

بلعت المعارضة الطعم

من جانبه اعتبر حسن سعدون المعتقل السياسي السوري السابق على خلفية " ربيع دمشق " أنه بشكل عام" خفت صوت المعارضة السورية بعد لقاءات موسكو 1 وموسكو 2 ولقاءات القاهرة للمعارضة السورية".

ورأى في حديث مع ايلاف أنه "زاد في هذا السبات افتقار الائتلاف للقدرة السياسية والاعلامية والثقافية على تغطية ومواكبة احداث الثوره فلم يستمر الائتلاف بتميز موقفه من الثوره كما حدث في جنيف 1 اذ اختلطت عليه الامور في موقفه السياسي وموقف هيئة التنسيق حول الحل السياسي وتناسى الائتلاف الراي العام الشعبي من هيئة التنسيق تجاه الثوره والنظام".

وقال "لقد بلعت المعارضة الطعم لان بريق الحل السياسي الوهمي كان الغرض منه تفتيت المعارضة، &و بدا كل طرف ان لم نقل كل شخص يتطلع ان يكون هو او له الجزء الاهم من منجزات الحل على المستوى السياسي والسلطة الانتقالية فضاع الوقت لصالح النظام وتشوشت رؤية المعارضة ولم تتابع تغطية احداث ومسارات الثوره على الارض ولا على مستوى النزوح والتشرد والدمار وغابت مخاطبة الراي العام العالمي".

وأكد سعدون أنه "صمت المعارضون عن التدخل الروسي ضمن حسابات موسكو 1 وموسكو 2 وبريق الحل السياسي الذي ستكون روسيا فاعلة ومؤسسة له طبعا هذه الحسابات لاتمت الى الثوره بصلة وهي تبحث للاسف عن حسن سلوك من قتلة الشعب السوري المعارضه السوريه دخلت اللعبه السياسيه وهي تعرف انها اصبحت لعبة دوليه واقليميه واهملت دورها القيادي في التركيز على عدالة قضية الشعب السوري وتوقه للحريه والكرامه شخوص المعارضه يقدمون التنازلات مضره بثورة السوريين في الوقت الذي يجب ان يكون التنافس في خدمة الثوره وابراز قيمها الانسانيه انها ثورة حريه وكرامه وطموح لحياة افضل المعارضه بحاجه الى العوده بقوه الى روح الثوره في بداياتها والعمل لها بكل الامكانيات حتى يواكب المعارضون الثوار على الارض ويمثلون طموح السوريين ويكونون بالفعل الحامل السياسي المتميز الجدير بعظمة الثوره السوريه وعظمة الشعب السوري".

فيما اتهم عروة عيسى المعارض السوري المعارضين السوريين بأن موقفهم مرتبط مع "مواقف مموليهم" ومتبدل مع هذه المواقف، واعتبر أن هذا هو جوهر المشكلة.

عملية استنزاف

وكان قد حذّر الائتلاف الوطني السوري في بيان ، تلقت ايلاف نسخة منه ، أن أية" محاولة لتأهيل الأسد سياسياً وعسكرياً عبر حلفائه في روسيا وإيران، إنما هي عملية استنزاف سياسية وعسكرية لا طائل منه مع نظام متهالك وفاقد للشرعية، وستأتي بنتائج كارثية على الشعب السوري وعلى مسار الحل السياسي وعلى المنطقة، فزيادة العنف من طرف نظام الأسد سيساهم بتمدد الجماعات الإرهابية من جهة وزيادة تشريد الشعب السوري والدفع به إلى اللجوء عبر ركوب البحر والتعرض لمخاطره، وبالتالي زيادة تعقيد الملف السوري وترحيل أي جهود مبذولة للحل إلى أجل غير مسمى والعودة إلى المربع الأول من التصعيد العسكري الذي تتحمل مسؤوليته إلى جانب نظام الأسد كل من نظامي روسيا وإيران".

وفي بيان آخر استنكر الائتلاف التدخل الروسي وقال أن "روسيا بهذا التصرف العدواني، تكون قد انتقلت من مرحلة دعم نظام الإجرام والإبادة الجماعية في بلدنا إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر إلى جانب سلطة متهالكة غير شرعية وآيلة للسقوط".

واعتبر "إن التدخل العسكري الروسي المباشر، يضع القيادة الروسية في موقع العداء للشعب السوري، ويجعل من قواتها على الأرض السورية قوات احتلال، الأمر الذي يتناقض كلياً مع المسؤوليات الخاصة التي تتحملها روسيا الاتحادية تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي".