بروكسل: اعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسي الخميس عن قلقه بشان الحشد العسكري الروسي "الكبير" في سوريا، داعيا موسكو الى لعب دور بناء في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع الوكالة ان روسيا عليها مسؤوليات في اوكرانيا كذلك، محذرا من ان الغرب لن يخفف العقوبات المفروضة على روسيا الا اذا ساعدت في ضمان التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك لوقف اطلاق النار التي وافقت عليها في شباط/فبراير.

ومع اعلان موسكو عن اجراء تدريبات عسكرية بحرية في شرق المتوسط في وقت لاحق من هذا الشهر، قال ستولتنبرغ انه من الضروري ان توضح روسيا نواياها في سوريا بشكل كامل.

وقال في المقابلة التي اجريت في مقر الحلف في بروكسل بمناسبة مرور عام على توليه منصبه ان زيادة النشاط الروسي في سوريا "يزيد من ضرورة ان يلعب (الروس) دورا بناء، ويسعوا الى القيام بذلك بطريقة بناءة وبالتعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية".

واضاف "اعتقد ان الخطوة الاولى الان هي الجلوس مع الولايات المتحدة وكذلك توضيح نواياهم".

واكد ان الحشد العسكري يجب ان لا يستخدم تحت اي ظرف من الظروف لتثبيت حكم الرئيس السوري بشار الاسد، الحليف القوي لروسيا في الشرق الاوسط.

وبدأت روسيا كذلك في تعزيز قاعدتها البحرية في مدينة طرطوس وكذلك زيادة منشآتها في مدينة اللاذقية غرب سوريا والتي تعتبر معقلا للاسد.

وقال ستولتنبرغ ان الحشد العسكري في سوريا "يسبب القلق".

ورحب الحلف الاطلسي بالاتصالات التي جرت مؤخرا بين موسكو وواشنطن بشان سوريا، الا ان ستولتنبرغ قال "انا قلق في الوقت ذاته لان هناك ايضا خطرا من استخدام هذه القوات لدعم نظام الاسد".

واكد ان "دعم نظام الاسد ليس مساهمة ايجابية في القتال ضد داعش او في العثور على حل سياسي للنزاع".

واضاف ان "نظام الاسد هو في الواقع جزء من المشكلة".

وحتى الان تؤكد واشنطن وحلفاؤها على ان الاسد لا مستقبل له في سوريا، الا انه ظهرت مؤخرا مؤشرات على التغيير تتيح للاسد ربما لعب دور انتقالي الى حين تشكيل حكومة جديدة.

وصرح وزير الخارجية الاميركي السبت انه رغم ان على الاسد التنحي في النهاية، الا انه من غير الضروري ان يتم ذلك فور التوصل الى تسوية لانهاء النزاع الذي تسبب حتى الان في مقتل نحو 250الف شخص وتشريد نحو اربعة ملايين سوري.

وقدمت روسيا الدعم المستمر للاسد في مواجهة ما تعتقد انه خطر ارهابي تفاقم بسبب التخبط الغربي الذي سمح لتنظيم الدولة الاسلامية بالسيطرة على مناطق شاسعة في سوريا والعراق المجاور.

اما بالنسبة لاوكرانيا فقال ستولتنبرغ انه رغم ان وقف اطلاق النار لا يزال يطبق على ما يبدو، لا يزال هناك تواجد روسي "قوي" في شرق اوكرانيا لدعم المتمردين الموالي لموسكو.

واكد انه طالما استمر ذلك فان العقوبات الاوروبية والاميركية ضد روسيا ستستمر.

واضاف "توجد قوات روسية هناك، كما توجد معدات روسية وتواصل روسيا تدريب ومساعدة الانفصاليين".

وقال ان سريان وقف اطلاق النار بشكل افضل هو مؤشر "مشجع".

واوضح ان "جميع الاطراف الموقعة على الاتفاق لا يزال امامها طريق طويل قبل ان تستطيع ان تقول ان الاتفاق تم تطبيقه بشكل كامل، ولكن مجرد ان اتفاق وقف اطلاق النار لا يزال ساريا لاول مرة هو مؤشر مشجع".

واضاف "عندما لا يكون هناك عنف او قتال دائر، يكون من الاسهل تحقيق تقدم كذلك بشان عناصر اخرى في الاتفاق" مثل سحب الاسلحة الثقيلة واستعادة السيطرة الكاملة على الحدود بين اوكرانيا وروسيا.

واكد ان على "روسيا تغيير سلوكها اذا ارادت ان يحدث شيء بشان العقوبات الاقتصادية (..) ولذلك اعتقد ان العقوبات يجب ان تستمر".

ومن المقرر ان تجري مراجعة العقوبات المفروضة على روسيا في كانون الاول/ديسمبر المقبل، وسط تصريحات للقادة الاوروبيين بان قرار رفع تلك العقوبات يعتمد على تطبيق موسكو الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاق مينسك.

&