على الرغم من القناعة التامة بأن أي تدخل خارجي في الميدان السوري مغامرة غير محمودة العواقب، يصر فلاديمير بوتين على إنقاذ بشار الأسد، كي لا يرى حليفًا آخر لروسيا يسقط.


مروان شلالا من بيروت: يرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلاحًا وجندًا إلى سوريا، ويقول للغرب إن روسيا لا تفعل شيئًا إلا المساعدة في الحرب الدولية ضد الإرهاب، وإن عليه أن يكون سعيدًا لأن روسيا ستنضم إلى هذه الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأن يقنع بوجهة النظر الروسية التي تؤكد أن أفضل طريقة لمحاربة هذه الجماعات الإرهابية هي دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الذي تبثه شبكة سي بي أس نيوز الأميركية، كرر بوتين رأيه أن الشعب السوري هو من يقرر من يحل محل الأسد.

يقول ريتشارد سبنسر، المحرر المختص في الشرق الأوسط في جريدة تليغراف البريطانية، إن نظام الأسد، منذ أيام والد الرئيس الحالي ولمدة 40 عاما، كان الحليف الروسي الأول في الشرق الأوسط.

يضيف: "الرئيس بوتين ملتزم بأداء روسيا دورًا واجب الحصول في جميع أنحاء العالم، وبأنه لا يستطيع رؤية سقوط حليف روسي آخر."

التدخل مغامرة

استخدمت روسيا مرارًا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لدعم بشار الأسد طوال أربع سنوات ونصف من عمر الحرب السورية، التي أودت بحياة أكثر من 250,000 شخص. وكانت روسيا أيضًا المورد طويل الأجل للأسلحة التي يستخدمها جيش النظام السوري، الأمر الذي يبرر اليوم بالحاجة إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.

أيًا كان الدافع وراء إجراءات بوتين وحشده العسكري في سوريا، فأي تدخل عسكري خارجي في الشرق الأوسط مسألة محفوف بالمخاطر، كما اكتشف الاتحاد السوفياتي السابق عندما حاول هزيمة الجهاديين الإسلاميين في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.

يقول سبنسر: "يحارب الغرب الجهاديين من دون نجاح يذكر على مدى السنوات الـ 15 الماضية، لذا هي مقامرة كبيرة بالنسبة إلى روسيا، وإذا كان لنا أن تنضم إليهم في هذه المعمعة، واذا كان وجودنا العسكري في الشرق الأوسط لمكافحة الجهاديين المتطرفين، فهي مقامرة كبيرة بالنسبة إلينا نحن أيضًا".

توزيع مسؤوليات

في سياق متصل، قالت صحيفة الراي الكويتية اليوم إن طلائع القوات الخاصة الإيرانية بدأت تصل دمشق، حيث حطت طائرة تحمل نحو 100 جندي وضابط إيراني من الوحدات الخاصة المختصة بحرب المدن، لتكون أول مشاركة رسمية فعلية بقوات نظامية إيرانية على أرض المعركة السورية، بناء على اتفاق وتنسيق كامل إيراني - روسي - حزب الله.

وأضافت مصادر الصحيفة أن غرفة عمليات مشتركة تم إنشاؤها لتنسيق ضربات القوى الخاصة الروسية والإيرانية وتلك التابعة لـ"حزب الله" على كامل الجغرافيا السورية.

وتم توزيع المسؤوليات حيث أخذت روسيا على عاتقها القتال المباشر في المجال الحيوي لمحافظة اللاذقية وحماة وبعض أجزاء حلب، وأخذت ايران على عاتقها حماية دمشق وصولاً الى درعا والقنيطرة في الجولان، فيما طُلب من "حزب الله" إخلاء مواقعه قرب حمص لتأخذ مواقع جديدة لتطوير الهجوم المقبل.