&أكد النائب جواد البولاني أن المحاصصة الحزبية والطائفية، هي المرض الخطير الذي يعاني منه العراق، مشيراً إلى أن وقوف بعض السياسيين ضد التظاهرات الشعبية يمثل جزءاً من الخوف والإنهزام السياسي.


بغداد:&قال عضو مجلس النواب العراقي، ووزير الداخلية السابق ورئيس لجنة الاقتصاد والإستثمار البرلمانية، جواد البولاني أن تقليص عدد أعضاء البرلمان العراقي إلى 200 والوزارات إلى 15 وزارة فقط، سيساهم في الحد من الترهل السياسي قبل الإداري، وأضاف البولاني، في حديث موسع مع "إيلاف"، أن التظاهرات الشعبية في العراق بداية لتأسيس واقع جديد، وأنها تظاهرات وطنية وليست تظاهرات حزب أو شخص أو جهة، مشيراً إلى أن السلبيات التي تضرب البلاد منذ 12 عامًا ولم يلتفت اليها أحد هي بسبب غياب الكفاءة السياسية والمهنية التي أضرت بمشروع الوطن، مؤكدًا أنه مع الاصلاحات التي وعد بها رئيس الوزراء حيدر العبادي.
&
كيف تنظر إلى التظاهرات القائمة في بغداد والمحافظات العراقية؟
إنها جزء من العملية الديمقراطية، فأن تشاهد شعبًا حيويًا ويبني ذاته ويحقق مستقبله ويحفر بالصخر من أجل البناء للأجيال، فهذا مصدر فخر. والحقيقة اليوم على الرغم من انهزامية السياسيين وتراجعهم خلف الشعارات الفاشلة، استطاع الشعب أن يضع النقاط على الحروف لمحاربة الواقع المرير، كالفساد والمحسوبية والواسطات والخدمات، التي&ما زالت غير جديرة بهذا المواطن الذي قدم تضحيات كبيرة. انا اعتقد ان هذه التظاهرات بداية لتأسيس واقع جديد، وما الشعارات والمبادرة التي حصلت بالتظاهرات، الا تظاهرة وطن وليست تظاهرة حزب أو شخص أو جهة، لذلك نحن نأمل من الجهات المعنية أن تستجيب لهذه الجموع الزاحفة من المواطنين التي انتفضت من أجل كرامة الوطن .

هذه السلبيات التي عددتها موجودة على مدى 12 سنة ولم يلتفت اليها أحد، لماذا برأيك ؟
بسبب اندثار الكفاءة او غياب الكفاءة السياسية والمهنية، والحقيقة أن المحاصصة الحزبية والطائفية اضرت بمشروع الوطن وأضرت بمشروع المستقبل للبلد، فالمحاصصة كانت هي المرض الأكبر في هذا الوطن، فالسر في استمرار السلبيات يكمن فيها.&
&
لماذا لم يتم تصحيح الامور؟ وهل تعتقد أن السياسيين لا يأبهون بالشعب؟
هذه الاخطاء لا تستطيع بسببها أن تلقي اللوم على جهة واحدة، لأن الجميع مسؤول عن هذه المشكلة ولا أحد ينأى بنفسه عنها، وعلى أية حال هذه التجربة مفيدة، فالشعوب التي مرت بهكذا تجارب تستفيد منها، ونحن ايضا، بعد هذا الضغط والظلم الأبدي والتاريخي منذ عشرات السنين ومئات السنين وسلطات الحكم التي تعاقبت على حكم العراق ما اسست لمشروع الوطن والمواطن. اليوم دق جرس المواطنة ولا بد للسياسي ان يفهم أن الشعارات الحزبية والطائفية لم تعد مجدية .
&
متى يمكن أن يتحقق المشروع الوطني؟
الجدارة في العمل تحقق المشروع، فهل كل من سخم وجهه صار حدادًا؟ كما يقول المثل، في الحقيقة نحن نحتاج إلى جيل سياسي جديد يحظى بثقة المجتمع ويعتمده ويصادق عليه ويزكيه، خلاف الأمور التي تجري حاليا حين يأتي رئيس قائمة ويضع الاسماء بدون أي معيار أو ضابطة.
&
متى يكون ذلك ؟
أنا متفائل كثيراً على الرغم من جراحاتنا، وعلى الرغم من هذا الإرهاب الشرير الذي يضرب العراق، والذي اخرنا كثيرًا، وايضا الفساد والمشاكل التي واجهت البلد، ولكن&ما زلت ارى النور الآتي، وان شاء الله ابناء العراق وشبابه وكل محافظاتنا الثائرة الكريمة العزيزة، التي تصرخ من اجل الكرامة وعزة هذا الشعب، وبصراحة، في المظاهرات لم أشاهد مطلبًا شخصيًا، المهم ان المطالب كلها عامة.

كيف تقرأ توجيهات المرجعية لرئيس الوزراء العبادي؟
المرجعية هي دائما صمام أمان للوضع الاجتماعي والسياسي في العراق، المهم أنها مع الشعب ومع هموم الناس ومع رفع الظلم ومع تحسين الاداء السياسي ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات، أنا أعتقد ان دعم المرجعية للمظاهرات، يمثل الالتفاف حول حاجات المجتمع عندما يبحث عن بناء ذاته، ويحاول ان يتجاوز كل القيود التي فرضت عليه، بسبب نظام الحزبية والطائفية وبعض المستفيدين والمنتفعين الذين اخروا مصالح البلد.
&
هل تعتقد أن العبادي قادر على الإصلاحات بجرأة؟
كلنا مع رئيس الوزراء وكلنا مع الاصلاح، نحن مع الاصلاحات ومع الحكومة عندما تبدأ بإصلاحات جديرة بالثقة والاحترام، نريد الأشياء ان تأخذ استحقاقها ووضعها بالشكل الصحيح.
&
هل تعتقد ان العبادي قادر على تنفيذ ذلك؟
نأمل منه أن ينفذ هذه الإصلاحات وهو وعد بذلك، ونحن نقول له:&"وراءك شعب ووراءك سياسيون شرفاء مخلصون وجهات شريفة واعلام شريف، وأصوات واقلام نظيفة حرة ونزيهة"، فالشعب يدعم السياسي المخلص ثم إن المرجعية الرشيدة تدعمه، وربما هذا لم يحدث لأي رئيس وزراء عراقي .
&
لماذا يحاول البعض أن يصف التظاهرات بالمسيسة؟
هذا جزء من الخوف والإنهزام السياسي للبعض، أنا اعتبره انهزامًا سياسيًا فيخافون من المواجهة، مواجهة انفسهم اولا ومواجهة واقعهم، انا اعتقد ان على السياسي أن يواجه نفسه قبل ان يواجه مجتمعه الذي يمثله ليتصدى.
&
بعض رجال الدين يقولون إن المتظاهرين يريدون تحويل النظام من ديني إلى لاديني؟ ما رأيك &بهذا الطرح ولماذا؟
أعتقد ان المتظاهرين الذين شاهدناهم في كل مدن العراق ومحافظاته، عراقيون، ولم تبرز هوية غير هوية الوطن، لنتكلم بهوية الوطن افضل من ان نصنف العراقيين، فالذين خرجوا للتظاهر على الخدمات والفساد وفرص العمل، يجب أن نحترم رأيهم وعلى الجميع ان يحترم هذا.
&
شهدت التظاهرات سباباً وشتائم ضد السياسيين والبرلمانيين، كيف تقرأها؟
هناك أناس تستحق وهناك أناس لا تستحق، نحن نحتاج إلى أن نفرز وننصف ونقيم، لأنه وكما يقول المثل (كل لحية ولها مقص) يعني أن على الشعب أن يراقب ويدعم ويشجع، لأنه في ظل كل هذا حتى الجيد يشمل بالخلط (يروح بالرجلين)، لذلك أنا ارى أن الشعب منصف وانه قادر على التمييز، ولكن لابد ان نفهم واجبات الحكومة، ومجلس النواب، وعلينا الاعتراف أن المرض الخطير والاساسي الذي نعاني منه هو المحاصصة.
&
هل أشرت على مطالبات للجماهير ووجدتها غير معقولة؟
لم اسمع شيئًا غير معقول، لكن اقول لكل اخوتنا إن هناك عالمًا يراقبنا، وهناك مجتمعات وشعوب تتابع ما يحدث في العراق، والعراقيون اصدقاؤهم&ليسوا كثيرين بل ان اعداءنا كثر، اقول لاخواني وابنائي إن المهم في التظاهرات السلمية والمدنية والعقلانية والاريحية، التي يتحلى بها العراقيون والانصاف والعدل، والمروءة كلها مطلوبة ولنبتعد عن التجريح لأن المسألة هي ان جروحنا كثيرة.

هناك من يطالب بحل البرلمان.
منذ وقت مبكر طلبنا أن يتقلص عدد البرلمانيين إلى 200 نائب فقط، وهذا عدد كافٍ وان تتقلص الوزارات إلى 15 وزارة، هذا يساهم في الحد من الترهل السياسي والاداري، وهذا الكلام كنت اقوله منذ سنة 2008 ، لتكن لدينا معادلة ولتترتب هيكلية معينة كي ننظم وتندفع إلى الواجهة شخصيات كفوءة، نحن لسنا بحاجة إلى الكم بل نحتاج النوع، نحن بأمس الحاجة إلى طبقة سياسية نوعية ذات كفاءة وجدارة .
&