معارض سوري: من المعيب أن تتحوّل واشنطن وكالة أنباء

هاجم العميد السوري المنشق احمد رحال، السياسة الأميركية المتبعة حيال بلاده، مشيرًا إلى أن صمت واشنطن عن الغارات الجوية الروسية يعتبر إهانة للولايات المتحدة ورئيسها.

أكد العميد السوري المنشق أحمد رحّال أن ما يجري في سوريا حاليًا "متفق عليه دون اتفاق"، وهو "يرضي أطرافاً كثيرة بشكل أو بآخر"، ولكنه اعتبر أن القصف الجوي الروسي في سوريا" هو اهانة للرئيس الاميركي باراك أوباما واهانة لأميركا واستخفاف من موسكو بواشنطن" .

وقال رحّال لـ "إيلاف" إن الادارة الاميركية ضعيفة ومترددة وأن روسيا تستغل هذا الضعف.

وتحدث عن "تحالف ايران وسوريا والعراق وروسيا ضمن غرفة عمليات أنشئت في بغداد استلمت الملف الاقليمي".

واضاف أن التردد الاميركي جعل الدور الروسي اكثر قوة، وأشار إلى أن "روسيا ضربت مواقع للثوار و طلبت من الطيران الاميركي الخروج من الاجواء السورية ليصيب الروس في الضربات الجوية الجيش الحر الذي يتلقى الدعم الاميركي".

واوضح "أن الضربات على حدود الدولة العلوية حمص وحماة واللاذقية، وبوتين قال في تصريحات له اننا سنضرب ضربات استباقية ما يعني ان على قوات الثوار الا تقترب من حدود الدولة العلوية".

وشدد أنه "من المعيب ان تتحول اميركا الى وكالة انباء لتنقل لنا ما يفعله الروس في سوريا"، وأضاف: "نحن بانتظار ان يقولون لنا ماذا سيفعلون وكيف سيردون؟".

وتساءل :"عام مر على التحالف الدولي، وأربع سنوات على تدخله في الثورة السورية، فماذا فعل الغرب لنا؟".

ولفت الى ان" موسكو ضربت مواقع الجيش الحر وبوتين قالها بكل صراحة انه سيقاتل كل من يعتبره بشار الاسد ارهابيًا، أي أن بوتين سيقاتل الثورة السورية" .

وقال الروس يتكلمون بصراحة، فيما الغرب يكذب ليغطي فشله.

واكد ان "بشار الاسد رئيس غير شرعي، فكيف يطلب التدخل الروسي كما ان الطيران الروسي تحرك قبل طلب الاسد وقبل موافقة &الاتحاد الروسي"، وجدد التساؤل ماذا ستفعل اميركا؟".

ورأى "أن الغرض من الضربات الروسية اليوم هو تقسيم سوريا ليسيطر الأسد على ما يعرف بالدولة المفيدة، بعد ان فشل بالسيطرة على كامل سوريا ليبقى الساحل لروسيا والقلمون لحزب الله ودمشق والجولان لايران".

وعبّر عن أسفه لفقدان المعارضة السورية الارض كما فقدت السياسة، لعدة أسباب منها التخاذل الدولي.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا إذا كان الهدف "الحقيقي" منها هزيمة تنظيم داعش، معربًا عن "القلق البالغ" في حال لم تستهدف الضربات الروسية "داعش والقاعدة".

وقال"إذا كانت التحركات الروسية الأخيرة والتحركات الدائرة حاليًا تعكس التزامًا حقيقيًا بهزيمة ذلك التنظيم، فنحن اذن مستعدون للترحيب بهذه الجهود".&

واضاف أن القوات الاميركية مستعدة للتواصل مع القوات الروسية لتجنب أي تصادم عرضي معها في ميدان المعركة، وبالتالي "زيادة الضغط العسكري على داعش". &الا انه قال "علينا أن لا نخلط، ولن نخلط، بين قتالنا ضد داعش ودعم الاسد، واضافة الى ذلك فقد اوضحنا اننا سنشعر بالقلق البالغ اذا ضربت روسيا مناطق ليست فيها اهداف لداعش والقاعدة".

واشار الى &أن "اية ضربات من هذا النوع ستضع علامات استفهام حول نوايا روسيا الحقيقية، وهل هي القتال ضد داعش ام حماية نظام الاسد؟".&

وقال "لقد ابلغنا روسيا اننا مستعدون لعقد محادثات لتجنب التصادم بين القوات في اسرع وقت ممكن هذا الاسبوع".&

وأضاف: "ان الولايات المتحدة والتحالف سيواصلون العمليات الجوية الحالية كما فعلنا من البداية".

وتابع "لقد قمنا بشن عدد من الضربات ضد اهداف داعش في سوريا خلال الساعات الاربع وعشرين الماضية، ومن بينها ضربة قبل ساعة، وهذه الضربات ستتواصل".

من جانبه، قال السيناتور الجمهوري جون ماكين إن الرسالة الروسية للولايات المتحدة هي "ألا تقوم بطلعات جوية فوق سوريا".

واتهم الإدارة الأميركية بالتراجع والوقوف مكتوفة الأيدي، بينما يستمر الأسد في قتل شعبه وقال هذا السبب وراء ولادة تنظيم داعش.

ورأى أن بوتين يرى استراتيجية الإدارة الأميركية بأنها ضعف سواء كانت في سوريا أو أوكرانيا، وهو يستغل هذا الضعف.

الى ذلك اعتبر مصدر دبلوماسي فرنسي تحدث لرويترز إن الضربات الروسية هدفها في ما يبدو دعم الرئيس السوري بشار الأسد من خلال استهداف جماعات المعارضة الأخرى.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن ذلك يتسق مع موقف روسيا منذ عام 2012، والذي يعمل من أجل الحفاظ على استمرار بشار الأسد حتى في حال وجود بديل فعال له.

وأكد المصدر أن الضربات الروسية نفذت بالقرب من حمص، وهي منطقة حيوية لسيطرة الأسد على غرب سوريا.

وتابع المصدر "إذا كانت حمص - وهو ما يبدو (هي المستهدفة) فإنه ليس تنظيم داعش الذي يستهدفونه، ولكن ربما جماعات معارضة، وهو ما يؤكد أنهم يدعمون نظام الأسد. وسنرى ما سيفعلونه في ضرباتهم الأخرى".

ادانة القصف الروسي

ودان الائتلاف الوطني السوري المعارض بشدة" القصف الوحشي الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين؛ بينهم أطفال ونساء".

وقال في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن عدوان روسيا غير المبرر؛ وانتهاكها السيادة السورية لا يستند إلى أي شرعية قانونية، ويتناقض مع التزامات موسكو الدولية، بما فيها التزامها بيان جنيف١ الذي يمنع تصعيد العنف ويدعو لاتخاذ إجراءات تحدُّ من ذلك، ولذا فإن القصف الذي أوقع نحو ٤٠ شهيدًا، وما يتوارد عن إرسال وحدات روسية خاصة إلى ثكنات ومطارات عسكرية تمهيدًا لعمليات برية؛ يمثل عدواناً سافراً على الشعب السوري بكافة مكوناته، ويعزز الاعتقاد بأن موسكو باتت شريكاً لنظام الأسد في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، كما يُقوض مزاعمها في السعي لإيجاد حل سياسي وادعاءها الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، بينما هي تدعم نظاماً متهالكاً وفاقداً لأي شرعية.

وحمّل البيان روسيا المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الضحايا المدنيين؛ بالشراكة مع النظام والاحتلال الإيراني، وللسوريين الحق في مقاضاتها دوليًا حول ذلك.

وطالب جامعة الدول العربية إدانة ذلك العدوان، وعقد جلسة طارئة لبحث تداعياته، كما طالب مجلس الأمن التحرك المسؤول لإلزام موسكو بوقف عدوانها والانسحاب الفوري من كامل الأراضي السورية.

واكد أنه "لا بد للعالم أن يدرك بأن سلوك الحكومة الروسية العدواني يشكل دعماً مباشراً لقوى الإرهاب، وعامل تغذية لها، خاصة أنه ينتهج نفس أسلوب النظام في استهداف المدنيين بقصد قتلهم أو تهجيرهم".

خوجة وهولاند

هذا والتقى رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة والوفد المرافق له، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في وقت سابق في مدينة نيويورك، وتمت مناقشة التطورات السياسية والعسكرية والتأكيد على مواقف فرنسا المشتركة مع الائتلاف تجاه مستقبل سوريا دون الأسد.

براميل الأسد

وشارك خوجة والوفد المرافق له في ندوة خاصة عن سوريا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة باسم "الهروب من براميل الأسد"، وناقشت الأثر العشوائي للبراميل المتفجرة التي يلقيها نظام الأسد على المناطق السكنية والأسواق الشعبية، وضرورة لجم طيران النظام وإيجاد مناطق آمنة للسكان.

وتحدث خوجة عن الممارسات الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد ضد المدنيين بالدرجة الأولى، وأهم تلك الممارسات كانت بالبراميل المتفجرة ذات الأثر العشوائي، والتي غالباً ما يكون ضحيتها هم المدنيون وبنسبة 95%، في كل هجوم جوي يشنه، وهذا يثبت تغاضي نظام الأسد عن استهداف تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد خوجة على أن ما يحدث في سوريا اليوم هو عملية "إبادة جماعية"، وهي تجري أمام سمع العالم ونظره، ويتحدث عن ذلك نحو أربع ملايين سوري لاجئ في دول الجوار، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد أن يغمض عينيه عما يجري في سوريا، كما لا يمكن لأحد أن يعفي نظام الأسد من مسؤولية جرائمه بحق المدنيين.

العودة الى المنطقة الآمنة

وأضاف خوجة أن المنطقة الآمنة الناتجة عن حظر الطيران ستساهم في إنقاذ حياة 200 مدني أسبوعياً، كما أنها ستخفف من الآثار الإنسانية وتبطئ تدفق اللاجئين من سوريا، وستجعل المنطقة الآمنة محاربة القوى المتطرفة أكثر فعالية، وستزيد من احتمالات الوصول إلى الانتقال السياسي المنظم الذي تم الاتفاق عليه في بيان جنيف، فإذا حُرم النظام من استخدام أكثر سلاح يستعمله في المعركة، أي القصف الجوي، فلن يكون له أي خيار غير المفاوضات.

وأشار خوجة إلى أن المنطقة الآمنة ستكشف لروسيا وإيران وميليشيا حزب الله الإرهابي الداعمة لنظام الأسد بأن جهودهم لتعزيز الأسد غير مجدية، وسيكون الحل السياسي خيارهم الوحيد، موضحاً أن روسيا أصبحت تشارك مباشرة في جرائم الحرب، وتدخلها اليوم في سوريا يصب الزيت على النار المشتعلة ويساهم في جذب وتوظيف مزيد من العناصر المتطرفة.

وأوضح خوجة أن "زيادة الدعم العسكري للنظام من قبل روسيا تكرّس الاحتلال الخارجي، وتزيد من قدرة نظام ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتقوي الاتجاهات المتطرفة والإرهابية، وتقوض الجهود الدولية التي يقودها المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا للتوصل إلى حل سياسي، على أساس بيان جنيف الذي ساهمت في صياغته الحكومة الروسية نفسها."

وطالب خوجة "المجتمع الدولي متمثلاً في الأمم المتحدة بإدانة التدخل الخارجي بكافة أشكاله"، كما طالب بخروج كافة القوى الأجنبية، بما فيها تنظيم داعش وميليشيا حزب الله الإرهابي وإيران وروسيا، من سوريا كمطلب للتوصل إلى حل سياسي شامل في سوريا، كما ناشدهم بالتوقف عن إيجاد الأعذار ووضع العقبات في تحمل مسؤولياتهم التاريخية.