برلين: اعلنت السلطات الالمانية الاقليمية في بيان انه تم تعليق مهام فولغانغ البرس قائد شرطة مدينة كولونيا الواقعة غرب المانيا، بعد تعرضه لانتقادات شديدة اثر اعمال العنف والاعتداءات التي تخللت احتفالات رأس السنة.

وقال وزير داخلية مقاطعة رينانيا شمال ويستفاليا رالف جاغير في بيان ان البرس وضع "في اجازة موقتة"، اثر اعمال السرقة والاعتداءات الجنسية التي ارتكبت ليلة راس السنة في وسط المدينة.

واضاف داغير ان الهدف من هذا القرار "استعادة ثقة السكان والقدرة على التحرك من قبل شرطة كولونيا" خصوصا "مع اهمية الاحداث الكبيرة المتوقعة" قريبا، في اشارة الى كرنفال كولونيا مطلع شباط/فبراير المقبل.

والوضع "في اجازة موقتة" هو تدبير اداري تأديبي في المانيا، غالبا ما يؤدي الى التنحي بشكل دائم.

وتلقى قائد شرطة مدينة كولونيا سيلا من الانتقادات لعدم تحرك اجهزة الشرطة ليلة حصول الوقائع وعدم تقديم المعلومات الوافية لمعرفة حقيقة ما حدث، وهويات المشتبه بهم بالمسؤولية عن الاعتداءات.

ولا تزال المعلومات التي قدمتها الحكومة حتى الان غير واضحة، اذ اشارت الى اعتقال 31 مشتبها به بينهم 18 من طالبي اللجوء بتهمة ارتكاب "اعمال سرقة وعنف"، من دون الاشارة الى الاعتداءات الجنسية التي اكدت الشرطة المحلية انها اعتقلت 16 مشتبها به في اطارها.

وقال راينر فندت رئيس نقابة الشرطة ان "الناس يريدون ان يعرفوا ما حصل" معربا عن اسفه للمعلومات "الكارثية" التي قدمها قائد الشرطة البرس.

واعربت رئيسة بلدية مدينة كولونيا هنرييت ريكر عن الاسف لان الشرطة لم تطلعها على ما حصل بالتفصيل وتساءلت عن الاسباب "السياسية او التكتيكية" للتكتم على المعلومات، حسب ما نقل عنها المتحدث باسمها.

وبعد ان اتهم زعيم الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر قائد الشرطة بانه يشكل "خطرا على الامن" مطالبا باقالته، استنكر الاخير الامر واعتبر انه من "السخف التام" اتهامه ب"اخفاء" معلومات.

واكد قائد الشرطة في تصريحات صحافية انه "اعلن مرارا" ان بين الاشخاص الذين تحقق الشرطة بشأنهم عددا من طالبي اللجوء، من دون ان يكون قادرا بعد على التاكد بانهم يقفون وراء الاعتداءات التي حصلت.

وتفاعلت هذه الاحداث بشكل واسع في المانيا مع تكاثر الشكاوى من الضحايا، والتي تقول "شبيغل" انها بلغت نحو مئتين، الامر الذي لم تؤكده الشرطة.

وحتى قبل التاكد من جنسيات المتهمين تركز الجدال حول مدى اندماج المهاجرين في المجتمع الالماني، مع العلم ان المانيا استقبلت عام 2015 رقما قياسيا من المهاجرين بلغ مليونا ومئة الف طالب لجوء.