كان جيب بوش المرشح الأوفر حظًا للوصول إلى البيت الأبيض. أما اليوم فيؤكد بعض المقربين منه أن "بقاءه" في السباق رهن باختبار واحد، ألا وهو الانتخابات التمهيدية في نيوهامشر في التاسع من شباط/فبراير.

&
واشنطن: لا يعتبر المناخ السياسي الرافض للمؤسسات مواتيًا لجيب بوش حاكم ولاية فلوريدا السابق، ونجل وشقيق آخر رئيسين جمهوريين جورج بوش (1989-1993) وجورج دبليو بوش (2001-2009).
&
الملياردير دونالد ترامب يتصدر نوايا الاصوات لدى الحزب الجمهوري على الصعيد الوطني، يليه سناتور تكساس تيد كروز المحافظ، الذي يراهن هو أيضًا على رفض الناخبين للمؤسسات.
&
في البداية انطلق ترشيح جيب بوش بقوة قبل حوالى عام، ونجح أصدقاء الجمهوري في جمع أموال تزيد قيمتها على 100 مليون دولار، حتى قبل أن يعلن رسميًا عن ترشحه في 15 حزيران/يونيو 2015. وفي اليوم التالي أعلن دونالد ترامب ترشيحه، وقلب سباق الانتخابات التمهيدية رأسًا على عقب.
&
واليوم يحصل جيب بوش على 3 إلى 4% من نوايا الأصوات، وترامب الذي ينال 34% من نوايا الأصوات غالبًا ما يسخر منه لقلة فعاليته. حتى إنه هزأ منه، وشجّعه على استخدام اسم عائلته لتحسين أدائه.
&
صرح أحد المانحين الكبار لبوش لوكالة فرانس برس "يقر (جيب) بأنه لا يفهم هذه الظاهرة". وعلى حد قوله، فإن بوش يشعر بالإحباط من النجاح الذي حققه رجل لا يلمّ كثيرًا برهانات السياسة الأجنبية. ويقول إن جيب بوش مصدوم من فكرة "أن يكافأ رجل كترامب لتصريحات غير متسامحة ومزيفة وصادمة".
&
وستجري الانتخابات التمهيدية على أشهر عدة في كل الولايات، لكن البداية في أيوا في الأول من شباط/فبراير، ثم في نيوهامشر في التاسع منه، الأهم، لأنها ستشكل أول اختبار انتخابي ملموس بعد أشهر من استطلاعات رأي افتراضية.
&
وغالبًا ما يؤدي الاقتراع في هاتين الولايتين إلى استبعاد المرشحين الأضعف. ويبدو أن جيب بوش تخلى عن أيوا ليعزز موقعه في نيوهامشر، حيث كثف فرقه. ونسبة شعبيته أفضل في هذه الولاية مما هي على المستوى الوطني مع 9% من نوايا الأصوات وفقًا لموقع ريل كلير بوليتيكس المتخصص. أضاف المانح "قلت لنفسي إن نيوهامشر بالنسبة إلى جيب مسألة حياة أو موت". وتابع "لم أتصور ذلك أبدًا. لقد راهن كثيرًا على نيوهامشر".
&
&هزم ترامب
بوش ليس الوحيد الذي قام دونالد ترامب بتهميشه. ويعتزم حاكما ولايتي نيوجرزي كريس كريستي وأوهايو جون كاسيتش جمع معسكر الناخبين "الجديين" أي المعادين للملياردير، ويركزان استراتيجيتهما على تحقيق نجاح في نيوهامشر.
&
وقال الأستاذ ستيفن شميت من جامعة ولاية أيوا، الذي يتابع الانتخابات الرئاسية منذ 40 عامًا، إنه "يجب عدم التركيز على نيوهامشر، بل الاهتمام بالانتخابات التمهيدية المقبلة"، حيث سينجح جيب بوش ومرشحون آخرون في جمع العديد من المندوبين. وستصوّت ولايات نيويورك وإيلينوي وأوهايو وويسكونسين وبنسلفانيا في آذار/مارس ونيسان/إبريل، وولايتا كاليفورنيا ونيوجرزي في حزيران/يونيو. ويعتبر الجمهوريون فيها تقليديين أكثر، وربما أقل ميلًا إلى التصويت لترامب.
&
للفوز في كاليفورنيا الولاية الأكثر اكتظاظًا، مثلًا على المرشحين إنفاق ثروات على الإعلانات التلفزيونية. ويأسف أنصار بوش لعدم إطلاق حملة تلفزيونية قوية ضد دونالد ترامب.
&
ويرى المستشار السياسي ستيوارت ستيفنز مستشار المرشح الجمهوري ميت رومني في 2012، أنه كان يتعيّن على جيب بوش مهاجمة ترامب بقوة منذ البداية بدلًا من مهاجمة خصومه من اليمين الوسط، خصوصًا السيناتور ماركو روبيو الثالث في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني.
&
وقال ستيورات ستيفنز لوكالة فرانس برس "لا عار في التعرّض للهزيمة في انتخابات رئاسية". وأضاف "لكن إطلاق حملة وعدم الفوز مع مساعدة الشخص الذي يمثل كل ما تعارضونه في الحزب الجمهوري وفي حياتكم فذلك سيكون مأساة".