عرفت وزيرة خارجية السويد بأسلوبها الصريح والمباشر في التصريح والكلام، غير أن تصريحاتها دفعت إسرائيل الأربعاء الماضي إلى اعتبارها شخصية غير مرغوب فيها على أراضيها.
&
إعداد ميسون أبوالحب: اشتهرت الوزيرة مارغو وولستروم (61 عامًا) بدفاعها الشديد والمحموم عن المرأة وعن حقوق الإنسان، وهي من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، ومن نجوم السياسة في السويد، غير أن البعض يشكك في أن تصريحاتها قد لا تكون دائمًا في مصلحة بلدها. &&
&
غضب إسرائيل
وكانت وولستروم قد أثارت غضب إسرائيل مرات متكررة، بدأت باعتراف السويد بدولة فلسطين، بعد فترة قصيرة من تسلمها منصبها وزيرة للخارجية في تشرين الأول (أكتوبر) 2014.&
&
وبعد هجمات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اعتبرت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أحد العوامل التي تقف وراء "توجه الكثيرين إلى التزمت"، وهو ما استهجنته إسرائيل تمامًا.&
&
وفي كانون الأول (ديسمبر) دعت إسرائيل إلى وقف ما أسمته "إعدامات تنفّذ خارج القانون" ردًا على هجمات فلسطينية بالسكاكين، وأعقبتها بطلب آخر يتمثل في إجراء "تحقيقات معمقة في عمليات قتل فلسطينيين" على يد القوات الإسرائيلية.&
&
وفي إسرائيل، انتقدت نائبة وزير الخارجية تزيبي هوتوفيلي الوزيرة السويدية بشدة، وقالت إنها عبارة عن "خليط من العمى والغباء السياسي"، حسب تعبيرها، وأضافت إن على وولستروم ألا تفكر في زيارة إسرائيل في المستقبل القريب.&
&
تعرّضت وولستروم لانتقادات داخل بلدها أيضًا. وقال المعلق الليبرالي لارس كريس "تثير تصرفات مارغو وولستروم السياسية جدالًا". واعتبر أن تهجماتها على إسرائيل أصبحت نوعًا من "الهوس"، حسب وصفه، ثم تساءل عمّا إذا كان ذلك في مصلحة السويد. وكتبت صحيفة داخنز أنداستري تقول "أثارت مارغو وولستروم مشاكل، بسبب اعتيادها التفكير بصوت مرتفع"، ثم أضافت "بدأت تتحول إلى مشكلة".&
&
بلا تكاليف
دافعت وولستروم عن نفسها إثر انتقادها السعودية، وبعبارات صريحة كان سيتجنبها وزراء خارجية غربيون آخرون عند التعامل مع دولة غنية بالنفط مثل السعودية. وقالت في تصريح صحافي في العام الماضي: "من المهم أن يدافع المرء عمّا يؤمن به، حتى لو كان ذلك على حسابه الخاص".&
&
وأضافت "أعتقد أن أولئك الذين ينتقدونني، يستخدمون معايير مزدوجة، فهم يقولون - نعم حتمًا سندافع عن الديمقراطية وعن حقوق الإنسان، ولكن شرط ألا يكلفنا ذلك أي شيء".&
&
أزمة عابرة&
وفي آذار (مارس) 2015 استدعت الرياض سفيرها في إستوكهولم، واتهمت السويد بالتدخل السافر في شؤونها الداخلية، بعدما وصفت وولستروم السعودية أمام البرلمان بالقول إنها "دكتاتورية".&
&
في تلك الفترة نفسها تقريبًا، ألغت السويد من طرف واحد اتفاقًا عسكريًا طويل الأمد بين البلدين. من جهتها، قامت السعودية بتجميد منح تأشيرات الدخول إلى المملكة لرجال الأعمال السويديين، غير أن إستوكهولم، التي خافت من تأثيرات مالية لهذه الإجراءات، وجّهت دعوة لرجال أعمال سعوديين كبار إلى إجراء محادثات، وبعدها عادت العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين. وولستروم وجّهت انتقادات أيضًا إلى ما وصفته بـ "حكم الترهيب" الذي يتبعه الرئيس فلاديمير بوتين.&
&
مسيرة
ولدت مارغو وولستروم في شمال السويد، وكانت في بداية حياتها موظفة في بنك في إحدى المناطق الريفية، ثم أصبحت ناشطة في سبعينات القرن الماضي في إقليم فارملاند في غرب البلاد، ومعظم سكانه من مؤيدي اليسار، ثم تمكنت من دخول البرلمان في سن الخامسة والعشرين.&
&
تنقلت وولستروم في مناصب وزارية عدة، قبل أن تصبح مسؤولة البيئة في الاتحاد الأوروبي. عرفت وولستروم بانتقادها الدائم لضعف حضور المرأة في السياسة، ثم اختارها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في عام 2010 لتكون مبعوثة خاصة لشؤون العنف الجنسي في مناطق النزاع. &
&
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، مع مواجهة بلدها السويد موجة اللاجئين، بكت وولستروم على شاشة التلفزيون، في معرض تعليقها على مصير الطفل إيلان الكردي.&
&
التعليقات