height=88

&

مجموعة "كراجات المشنططين" على الفيسبوك تعكس حياة السوريين: قصص الموت، والحرب ، والبحر وأيضاً قصص الإصرار على الحياة والنجاة وقصص العبور إلى أوروبا ومحاولات بناء حياة جديدة: تعلم اللغة، والبحث عن منزل. تجد على الصفحة إجابات لتساؤلات عديدة: أي الطرق أأمن إلى أوروبا؟ أحدث الأخبار حول إغلاق الحدود ومعلومات حول وضع الطقس على طول شواطئ المتوسط. وينصح كثير من أعضاء المجموعة في الأسابيع الأخيرة المهاجرين بتأجيل سفرهم بسبب الأمواج العالية والطقس البارد.

&

تقول المجموعة عن فكرة نشأتها: "كثير من السوريين اختاروا المضي بتلك الطرق المميتة والمليئة بالمخاطر والمغامرات، ولكنهم يجهلون هذه الطرق وخطواتها، ولابد من نصيحة من شخص قد جرّب ذلك قبلهم. من هنا أتت فكرة مجموعتنا، ونرجوا ممن لديه التجربة أن لا يبخل على أبناء بلده بالنصيحة".

ويبدو أن السوريين من خلال هذه المجموعة قرروا تنظيم أنفسهم بعيداً عن الحكومات والمؤسسات مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي لحماية أنفسهم من الغرق. هنا يبحثون عن أفراد العائلة في حال ضاع أحدهم، هنا أيضاً يشاركون مشاكلهم و يتبادلون المعلومات عن اجراءات اللجوء و متابعة الدراسة.

وقد دشنت الصفحة في عام 2014. ويتذكر أبي يعرب، أحد مشرفي المجموعة، أيام إطلاقها الأولى عندما كانت تضم 8 أشخاص فقط: "في اليوم الثاني من انطلاقنا أرتفع العدد إلى 100 شخص"، مضيفا أن العدد زاد إلى أكثر من 174 ألف عضو.

&

تضم المجموعة فريق "إنقاذ ومتابعة" من 20 شخصا يتابعون المهاجرين من نقطة الانطلاق حتى لحظة وصولهم إلى بر الأمان. أعضاء هذا الفريق متواجدون بشكل متواصل على مدى اليوم عبر صفحة المجموعة. ويتواصلون مع المهاجرين من خلال تطبيق واتس آب للتأكد أنهم بأمان. وعند الضرورة يتواصلون مع خفر السواحل في حال توقف محرك القارب أو أي مشكلة.

أحد الشباب الناشطين في مجموعة الإنقاذ مقيم حالياً في دولة خليجية واسمه الحركي "نور الحلبي". حاول الحلبي العبور إلى أوروبا عدة مرات. في آخر مرة غرق القارب و نجى 11 شخصا فقط من أصل 28 راكباً وكان الحلبي أحدهم. يقول الحلبي: " أنا عشت هذه التجربة، أن تكون في البحر ولذلك أعرف أهمية الموضوع . أن يكون هناك أحد يتابعك ومهتم بمصيرك. يعطيك الأمر قوة وأريحية."

وينشر الفريق تقريرا يومياً عن حالة البحر، مستندا إلى تطبيقات مثل:SeaConditions ، يحدد بالتفاصيل ارتفاع الموج، ودرجة الحرارة على الشواطئ التركية واليونانية وغيرها من الأماكن. وبالإضافة إلى التقرير اليومي تنصح الصفحة المهاجرين في الأيام الأخيرة بتأجيل السفر إذا لم تكن الأجواء مواتية: "يا ناس الطقس بارد والموج عالي ارحموا حالكم وأطفالكم."

&

لأغلب المتطوعين في المجموعة قصص شخصية تدفعهم لمساعدة الآخرين. أحدهم مثلاً خطف في ليبيا قبل محاولة العبور من مدينة زوارة الى شواطئ ايطاليا. أفرج عنه بعد دفع مبلغ 500 دولار. وعندما سئل عما إذا كان قد ندم على ترك سوريا قال: "ندمت أني تركت والدي في سوريا وهو مريض وعلى اختيارنا السويد – لم الشمل هنا صعب. لكني وأخوتي أصبحنا في عمر الجيش ولا نستطيع التأجيل. لو لم أخرج من سوريا كنت سأصبح إما قاتلاَ أو مقتولاً." العمل هنا تطوعي.

&

و بالنسبة للعديد من السوريين المجموعة تبدو أنها أصبحت مثل عائلة افتراضية. هنا يتشاركون الأخبار السعيدة: مثل الوصول إلى بر الأمان أو العثور على منزل ولكن أيضاً حالات وفاة في المهجر، و الصعوبات مثل: التأخير في الحصول على الإقامة.

&

وهنا أيضاً يتم مناقشة السؤال الأهم وهو: هل سيعود المهاجرون إلى سوريا إذا انتهت الحرب؟ الأجوبة مختلفة: "طبعاً أكيد رح نرجع ونعمرها" يكتب أحد المشاركين، بينما يكتب الآخر: "أخي الأيام بيناتنا إن ضلينا عايشين. ما حد بيرجع إلا 2% من اللي طلعو." بينما كتبت أمرأة سورية عبارة: " نحن سنعود لأنه ثوب العيرة ما بدفي. ولكن أطفالنا، لست متأكدة"

&

ومن شروط الانضمام للمجموعة منع نشر ما يلي:

1- الإعلانات بكافة أنواعها ( الصفحات، والمجموعات، والمنتجات التجارية، والترويج لتجار البشر، إلخ) .

2- المهربين والسماسرة غير مرحب بهم ويمنع نشر أرقام المهربين أو الترويج لهم .

3- المنشورات السياسية والدينية ... لتجنب المشاحنات بين الأعضاء.

ورغم محاولات مديري المجموعة بأن تكون المشاركات جدية فقط، يحتوي بعضها على الفكاهة وتبادل النكات والتعليقات الساخرة مما يجعل أخبار المجموعة متنوعة ومثيرة للمتابعة مثل مشاركة كاريكاتير للفنان السوري "جوان زيرو."

&

&