&

في الملف التونسي حذر كتاب من تجاهل مطالب الثورة وتجاوز احتياجات الشباب وجاء ذلك على صفحات بعض الجرائد التونسية والعربية اخترنا لكم منها التالي.

في الصباح التونسية تنتقد آسيا العتروس الحكومة بسبب سياسة "الهروب إلى الأمام والبحث عن المسكنات" مطالبة إياها بأن تبدأ بنفسها لتكون القدوة في "شد الأحزمة" و"التخلي عن الامتيازات".

فتقول إن "الهدوء الحذر الذي تعيش على وقعه البلاد بعد العودة إلى حظر التجوال قد لا يكون سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة وذلك لعدة أسباب لعل أهمها ما يتعلق بحزمة الاجراءات المعلنة وتلك التصريحات المتضاربة الى درجة العبث من جانب صناع القرار ".

وتطالب بحلول عاجلة وأخرى آجلة لتضميد الجراح في المناطق المهمشة التي تعاني من غياب التنمية، من بينها "التوجه الى تخفيض رواتب كبار المسؤولين في الدولة، وتقليص ذلك الكم المربك من الامتيازات".

كما تدعو مسؤولي الحكومة إلى "المبادرة -لم لا- إلى جانب نواب الشعب الكرام، بالتبرع بيوم عمل واحد يصرف لفائدة ’صندوق تحيا تونس‘ يخصص لتحويل تلك الاراضي الشاسعة المهجورة في القصرين أو غيرها، الى حقول مثمرة، وتكون رسالة ملموسة الى رجال الاعمال للمساهمة بدورهم في إحياء الامل".

height=147

اجتماع عاجل للحكومة التونسية

"نداء تونس لم ينته"

وفي كاريكاتور يحمل نفس الانتقادات الموجهة للحكومة بعنوان "نداء تونس لم ينته منذ خمس سنوات" في الصباح التونسية، يرسم الفرهودي خريطة تونس الخضراء على شكل شخص ينادي "يا شغل وينك؟ يا تنمية وينك؟" ونداء تونس وهو أيضا اسم الحزب الحاكم والذي فقد أغلب مقاعده في البرلمان بعد سلسلة من الاستقالات.

وبالمثل، يطالب مسعود الكواش في جريدة الصحافة التونسية الحكومة بـ"خدمة الشعب وسائر المواطنين" بدلا من "آليات العمل الهشة".

ويقول واصفا حكومة الحبيب الصيد الثانية "ولسائل ان يسأل هنا ما الفائدة من مجلس وزاري استثنائي إن لم يخرج بإجراءات استثنائية، إن لم يخرج بقرارات تخرج عن المألوف واللغة الخشبية".

وفي الشروق التونسية، تساءل رئيس التحرير عبد الحميد الرياحي "لماذا لا نجرب سكة العمل؟"

ويقول منتقدا "بتنا نملك أضعاف تعداد شعبنا من السياسيين ومن المحللين ومن العارفين بدواليب السياسة ".

واستطرد قائلا "هذه حال البلاد منذ خمس سنوات، أحاديث وتنظيرات وسفسطات تنهال من كل حدب وصوب، وكل إنسان ـ يفتي ـ في كل المجالات، ومع ذلك لم تهتد البلاد إلى طريق النجاة، ويتصاعد غضب المواطنين وتقترب البلاد أكثر من ’حافة الهاوية".

ويقول الرياحي " لقد جربنا ’الافتاء‘ في كل شيء، والتطفّل على كل شيء واستسهال كل شيء، وتركنا العمل والانتاج فلماذا لا نجرّب العكس فنصمت قليلا ونعمل كثيرا عسانا نتدارك الوقت الضائع والفرص المهدورة وهي كبيرة جدا".

"المهرجون" ومطالب الثورة

وفي جريدة الصحافة التونسية، شن لطفي العربي السنوسي في الافتتاحية هجوما على الإعلامين والسياسيين الذين أسماهم بـ"المهرجين" الذين أضاعوا خمس سنوات من تاريخ البلاد دون تحقيق أهم مطالب الثورة وهي العدالة الاجتماعية وخلق فرص عمل.

يقول السنوسي رئيس تحرير الصحيفة "لم يعد التشغيل مطلبا أساسيا وتحول سؤال الهوية الى ’أم المحاور‘ ولم تعد العدالة الاجتماعية مطلبا صميما مقابل توسع الحوار حول سؤال الحداثة وضرورة الحفاظ على مكاسب الدولة الوطنية في مواجهة الارتداد الذي بشّر به الاخوان وتجلت ملامحه في حملات التكفير والتحريض على رموز الفكر والفن والثقافة".

ويضيف أن "تونس تقسمت ـ بذلك ـ الى ديار كفر وديار ايمان...وتم اغلاق كل الملفات ومنها ملف الفساد والرشوة والمحسوبية وملف الشهداء والأموال المهدورة".

ويختتم مقاله قائلا "في المختصر الذي استعجلنا محطاته ما بعد 14 يناير/كانون الأول ولخصناه في عناوين سريعة ننتبه الى انه على امتداد السنوات الخمس ما بعد الثورة لم تأخذ الحكومات المتعاقبة أمر الناس بجدية بل تركت كل شيء مفتوح فلا هو محسوم، ولا هو مدروس وخاصة ملف التشغيل عنوان الثورة وصميمها الى ان توسع وفاض ثم تفجر".

ويتابع محذرا " الغضب سيتوسع ما لم نتوقف الآن للحسم في هذه الملفات العالقة وملف التشغيل تحديدا. فالأرض من تحتنا معبأة بالجمر وهو يتهيأ للاشتعال في أي لحظة".

height=360

موارد محدودة وتكاتف مطلوب

إلى ذلك، لا يزال الشأن التونسي يشغل الصحف العربية الأخرى.

ويتساءل الكاتب نزار بولحية في القدس العربي الصادرة من لندن إلى متى تصمد تونس؟

ويقول "من الواضح أن النجاح التونسي صار يثير انزعاج الكثيرين في الداخل والخارج، رغم أن التجربة لاتزال في بداياتها".

ويتابع "السؤال الذي يفرض نفسه هو إلى متى تستمر تونس بالصمود رغم محدودية مواردها ومتاعبها الاجتماعية والاقتصادية والامنية الكبيرة وقوة ونفوذ المتربصين بها من كل مكان؟"

وينتقد بولحية عدم وقوف الديمقراطيات الغربية كفرنسا بجانب تونس إلا من خلال وعود حذرة بضخ بعض الأموال مع تحذير مواطنيها بتوخي الحذر وعدم الاقتراب من الحشود.

ويضيف أنه لم يعد أمام الحكومة التي تعقد جلسة مفتوحة لمجلس الوزراء إلا غاية واحدة ألا وهي "إقناع قادة العالم وصناع القرار العالمي الوافدين على دافوس في منتداها السنوي بضرورة ضخ الأموال والاستثمار في الديمقراطية".

ويقول صلاح الدين الجورشي في العربي الجديد إنه "لا خلاف حول الأداء المتعثر للحكومة لكن، من ينكر أن التركة ثقيلة، وأن التحديات القائمة هي أكبر بكثير من حكومةٍ تعاني من اختلالات عديدة".

ويؤكد أن تونس "تمر بمنعرج خطير، وما لم يدرك الجميع أن الضرورة الآن تفرض التكاتف من أجل الحيلولة دون انهيار الدولة، سيكون المستقبل أكثر سوءاً.

ويشضيف أن الجميع، سواء الذين انخرطوا في الائتلاف الحاكم أو الذين يقفون ضده، سيخرجون من معركة الصدام الدائرة حالياً خاسرين ومنهزمين وليس "في كل مرة تسلم الجرّة".

&