height=360

قتل ونزح الملايين من السوريين جراء الحرب التي تعصف ببلدهم منذ أعوام.

أولت صحف عربية اهتماما كبيرا بمحادثات السلام المرتقبة بشأن الأزمة السورية في مدينة جنيف السويسرية.

وحملت أغلب الصحف نبرة تشاؤمية، إذ شكك بعضها في جاهزية المعارضة السورية للمباحثات، ورأى آخرون أن الجولة الجديدة تعكس "رضوخ واشنطن لما تريده موسكو".

"اللعبة الروسية-الأمريكية"

ويرى مازن حماد في الوطن القطرية أن الموقف غير مُبشر، فيقول: "الأفق ملبد بغيوم غير ماطرة، وسط مواقف تنسف المعادلات السابقة على ضوء رضوخ واشنطن لما تريده روسيا."

ويضيف: "يبدو أن أوباما لا يخشى فقط استعداد بوتين للذهاب إلى آخر مدى، لكنه يخاف أيضاً على سمعة الولايات المتحدة جراء جرأة الرئيس الروسي... موسكو تحولت في الأيام الأخيرة إلى زعيم لا تنازع حوله لسوريا."

وأتى مقال فهد خيطان في ذات الجريدة في نفس السياق، فوصف الكاتب جولة المباحثات الجديدة بـ"جولة من الفشل".

وأرجع ذلك إلى أن "الراعيين الأميركي والروسي، سيتواجدان في قلب المحادثات، لكن مقابل الإسناد العسكري والسياسي المطلق من جانب الروس لحليفهم بشار الأسد، تتخذ واشنطن موقفا شبه محايد تجاه المعارضة السورية، وتبخل عليها حتى بالدعم الدبلوماسي".

وفي السياق ذاته، يرى صالح القلاب في الشرق الأوسط، أن اتفاقا بين أمريكا وروسيا لن يكون في الصالح السوري.

ويقول الكاتب: "يجب أن يكون معروفاً وواضحاً من الآن أن تمرير اللعبة الروسية-الأمريكية بالقوة وبالتهديد والوعيد وفرض هذا الاتفاق الأميركي-الروسي على المعارضة السورية سيعني تحول سوريا إلى عراق جديد وإلى قاعدة كبيرة لتنظيم داعش."

"تشرذم" المعارضة

وفي جريدة بلدنا السورية، يكتب عبد البار عطوان مُحذراً من انقسام فصائل المعارضة فيما بينها. ويقول: "من يتابع الخلافات المتفاقمة، وحالة التشرذم التي تعيشها المعارضة السورية المعترف بها من القوتين العظميين، يصل إلى قناعة ثابتة، بأن المفاوضات الضرورية والملحة هي بين تكتلاتها الرئيسية، وليس بينها وبين السلطات السورية."

وتحدث خليل حرب في جريدة السفير اللبنانية أيضا عن المعارضة قائلا: "من الواضح أن غياب القرار والإرادة يقضم من الرصيد السياسي المحتمل لـ'ائتلافي' الرياض، تماما كما يفعل الميدان العسكري، وكما فعل في الأيام الماضية."

ووفي جريدة الحياة السعودية، يصف محمد على فرحات المفاوضات بأنها "بلا أمل".

وقال: "هي مفاوضات بلا أمل، يتوقع الجميع فشلها لكنها ستستمر، لحاجة السوريين والإقليم والعالم إلى علامة تنتظر النهايات الغامضة لحروب تقتلع السوريين وتُحيل ما بنوه ركاماً. وهي مفاوضات تُضئ في ليل سورية مثل إعلان مكهرب، يقول إن الطاولة في انتظار السوريين حين يرغبون في الجلوس إليها، لكن لا أحد يحس بالرغبة لأن التوجس يعم الجميع."

"نهاية الحرب"

وعلى الجانب الآخر، كتب حسن عبدالله عباس في جريدة الراي الكويتية أن المحادثات ستحمل "نهاية الحرب في سورية".

وقال: "الحرب السورية تقريبا أوشكت على نهايتها، والمفاوضات الجارية (أو التي ستجري) هذه الأيام ستُنهي الأزمة شاء من شاء وأبى من أبى."

ويؤكد الكاتب أن هناك "مقومات تؤكد أن الأزمة السورية ستنتهي، والسؤال المستقبلي هو: كيف ستتحول موازين القوى بعد توقيع اتفاقية السلام السورية؟"

&