يعتبر الأسبوع المقبل مفصليًا في ما خصّ مسعى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري باتجاه تسهيل مهمة وصول رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للرئاسة، فكيف يتفاعل المواطن اللبناني مع هذا المسعى؟

إيلاف من بيروت: في حين يرتفع منسوب التفاؤل بقرب انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، يؤكد رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام بأن المساعي الرئاسية قطعت شوطًا، ورغم ذلك لا نتائج ملموسة حتى الساعة.

ورأت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة الاميركية والسعودية وروسيا وفرنسا والفاتيكان هم في صلب التسوية الرئاسية في لبنان، وأبدت المصادر تخوفها من انه إذا طالت مشاورات رئيس الحكومة السابق سعد الحريري باتجاه ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للرئاسة، أكثر من هذا الاسبوع، فإن إسم عون سيُحرق مجددًا لأنه سيدخل البازار السياسي ومعادلة العرض والطلب.

مرونة

وكلما اقترب الوقت أكثر نحو جلسة 31 أكتوبر الرئاسية، يقترب كلٌ من رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري من مفترق الطرق، فإما أن يترافقا معًا إلى السلطة أي عون لرئاسة الجمهورية والحريري إلى رئاسة الحكومة، وإما أن يكونا على موعد مع شتاء مضطرب، حيث لم يتفقا وسيتواجهان مجددًا في معركة سياسيّة ـ شعبية ستكون هذه المرة مغايرة لما سبق.

وقد لا تبوح جلسة آخر الشهر باسم رئيس الجمهورية المنتظَر، لكن ما هو شبه أكيد أن عون يترقب أن يعلن الحريري ترشيحه في أقرب وقت ممكن، خصوصًا أن مناصري عون يعتبرون أنه، أي عون، أظهر الكثير من المرونة الممكنة لتسهيل مهمة الحريري، سواء في خطابه السياسي&أو في سلوكه العملي.

كيف ينظر المواطن اللبناني إلى كل تلك الأمور، وهل يقبل الجميع بمسعى الحريري تسهيل وصول عون لرئاسة الجمهورية، وماذا عن موقف القاعدة الشعبية لتيار المستقبل؟

مسعى مبارك

سليم مهنا يؤكد أن مسعى الحريري لتسهيل انتخاب عون يبقى مباركًا، علمًا أن سعد الحريري يبقى الوحيد على الساحة اللبنانية الذي يبدي تحركًا باتجاه مختلف الفرقاء، وهو اليوم يمد اليد إلى الطرف الآخر، ونأمل من الفريق الآخر أن يكون على قدر المسؤولية ويلاقي الحريري في سعيه.

أما هل يعتبر أن عون مؤهل لتولي منصب رئيس للجمهورية في لبنان؟ يؤكد مهنا أن هناك أطرافًا أخرى في لبنان على قدر المسؤولية أيضًا، لكن بما أن كل الأمور يتم تسييسها وأخذها طرفًا في المعادلة السياسية فيبقى عون الأجدى بأن يتولى منصب رئيس للجمهورية كونه يمثل الحلقة الأقوى في المعادلة المسيحية اليوم.

غير مرحب

محمد القادري يرى أن مسعى الحريري يبقى مسعى خيراً، رغم أنه شخصيًا لا يحبذ وصول عون للرئاسة لأننا "رأينا عندما استلم الحكم إلى ماذا أوصل البلاد، الى التقاتل والخراب"، لذلك فوصول عون بالنسبة إليه يبقى أمرًا خطرًا، ولديه دلالات على عودة التقاتل بين اللبنانيين، وهو شخصيًا يفضل أن يصل شخصًا آخر من خارج المعادلات السياسية، لأن لبنان على قدر كبير من وجود شخصيات مؤهلة لأن تكون في رئاسة الجمهورية ووصولها قد يعني عودة التفاؤل إلى الحياة العامة، وربما عودة الشباب المهاجر من الخارج بعدما صدّر لبنان الآلاف منهم بسبب سوء الحالة السياسية وانعدام فرص العمل في ربوع لبنان.

لا للفرض

لمى فياض تؤيد وصول رئيس إلى الانتخابات الرئاسية بطريقة ديموقراطية، وألا يتم فرض رئيس علينا، بمعنى أن يكون هذا الرئيس أو لا أحد، تمامًا كما يحصل اليوم مع إمكانية ترشيح الحريري لعون، وترى أن الحريري قدّم الكثير من التنازلات، رغم ذلك يصفه الفريق الآخر بأنه يعطّل الرئاسة في لبنان، بينما الواضح أنه الوحيد الذي يعمل في هذا الخصوص لإيصال رئيس إلى لبنان وانتظام الحياة الدستورية فيه.
&