مع حلول اليوم الحادي عشر لمعركة تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من قبضة تنظيم داعش تستعد القوات العراقية لاقتحام أول احياء المدينة في عملية ستشكل ضربة للتنظيم الذي يدافع عن عاصمة خلافته وحيث قام باعدام 332 من أبناء المدينة خلال الساعات الاخيرة بينما يستمر الهروب من المناطق القريبة وسط مخاوف من نزوح مليون نسمة.
إيلاف من لندن: كدت مصادر أمنية عراقية اقتراب قوات مكافحة الارهاب العراقية من مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية وهي تقف الان على مسافة اربعة كيبومترات عن اول احيائها بعد تحريرها لمناطق محاذية لمركز المدينة من المحور الشرقي هي خزنة ومعسكر جنين وقلاع &لتصل الى اطراف المدينة كما نقلت عنها وكالات أنباء محلية الليلة الماضة اطلعت عليها "إيلاف" موضحة ان عناصر داعش في داخل المدينة بدات بتجميع كميات من مادة الكبريت استعدادا لحرقها مع اقتراب القوات العراقية من مركز المدينة بهدف تضليلها. &
وقد واصل مقاتلو تنظيم داعش امس الأربعاء دفاعهم عن المداخل الجنوبية لمدينة الموصل وصمدوا في وجه الجنود العراقيين في الجبهة الجنوبية وأجبروا وحدة خاصة بالجيش شرقي المدينة على وقف تقدمها السريع. ومع دخول عملية الموصل يومها الحادي عشر تحاول وحدات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية طرد الدواعش من القرى في منطقة الشورة على بعد 30 كيلومترا جنوبي الموصل ثاني كبرى مدن العراق. &
نقل 7200 خيمة لايواء النازحين
ومن المرجح أن تزداد المعارك دموية خلال الايام القليلة المقبلة فيما لا يزال 1.5 مليون شخص في الموصل حيث تتوقع الأمم المتحدة في أسوأ التقديرات أن ينزح قرابة مليون منهم. وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه انها بدأت بنقل 7200 خيمة جواً إلى مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي من مخازنها لحالات الطوارئ في دبي وعمان &وذلك لمساعدة النازحين العراقيين نتيجة العمليات العسكرية الجارية على الموصل. &
وأشارت إلى أن الطائرات المحملة بخيم عائلية من مخزن الطوارئ في دبي تستمر إلى مطار أربيل الدولي على مدى خمسة أيام متتالية هذا الأسبوع.
وصرح ممثل المفوضية في العراق برونو جيدو قائلاً "هذه الرحلات الجوية ضرورية وستمكننا من الاستجابة حالما يصل النازحون العراقيون إلى مخيماتنا ويكونوا بحاجة إلى المأوى". وأضاف "تؤمن المفوضية 50,000 خيمة و50,000 حزمة من لوازم المأوى في حالات الطوارئ للعائلات المتنقلة وستساعدنا الـ7,200 خيمة هذه على تحقيق هدفنا بصورة أسرع".&
وبدأ النازحون العراقيون حديثاً في الوصول إلى المخيمات التي أنشأتها المفوضية التي تملك خمسة منها تستقبل الواصلين حالياً وهناك خطط لإنشاء 6 مخيمات إضافية.&
واضافت المفوضية انه مع وجود التمويل الكامل والاستعداد ستتمكن المفوضية من توفير مجموعة خيارات في مجال المأوى داخل وخارج المخيمات لما يصل إلى 600,000 شخص.. مستدركة بالقول انها تلقت 48% فقط أي 95 مليون دولار أميركي من الأموال المطلوبة لعملها في حالة الطوارئ في الموصل والذي تقدّر كلفته 196.2 مليون دولار أميركي.. ودعت الجهات المانحة الى تقديم المزيد من المساعدات.
داعش يعدم 332 مدنيا في محافظة نينوى
ومن جهتها اكدت لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب قيام تنظيم داعش بإعدام 332 مدنيا في محافظة نينوى خلال الساعات الاخيرة.
وقال رئيس اللجنة عبد الرحيم الشمري في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه "ان عصابات داعش الإرهابية مازالت تُمارس لغة الإجرام والوحشية ضد المدنيين في محافظة نينوى حيث قامت بإعدام 190 مواطنا في حمام العليل بعد ان اختطفتهم من مناطق متفرقة من مدينة الموصل". واشار الى ان عناصر التنظيم قامت ايضا بإعدام 42 مدنيا اخرين في قرية العريج بتهمة عدم الانتماء اليها.
وطالب الشمري القائد العام للقوات المسلحة والتحالف الدولي بالاسراع في تحرير مناطق تواجد التنظيم الإرهابي للحد من العمليات الإرهابية التي يرتكبها ضد المدنيين العزل.
وعلى الصعيد نفسه قال مسؤولو الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان انهم تلقوا تقارير تفيد بارتكاب فظائع من جانب مسلحي تنظيم داعش مع اقتراب قوات الحكومة العراقية من مدينة الموصل مشيرين الى ان هذه الفظائع تعزز المخاوف من استخدام التنظيم للمدنيين دروعا بشرية.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبرت كولفيل للصحافيين في جنيف إن المفوضية ما تزال تتلقى تقارير عن اعتداءات على أطفال ونساء وكذلك مدنيين ذكور. وأوضح أن موظفي الأمم المتحدة حصلوا على معلومات تفيد بأن عناصر داعش قتلوا 15 مدنيا في قرية "صفينة" التي تبعد نحو 45 كيلومترا جنوبي الموصل وألقوا بجثثهم في النهر.
وأفادت تقارير بأن مسلحين ربطوا رجالا من القرية نفسها من أيديهم في إحدى السيارات وسحلوهم في الشارع ويبدو أن سبب ذلك هو ما يعتقد من أن لهم علاقة بزعيم قبلي يقاتل بجانب قوات الحكومة العراقية ضد التنظيم، وذكرت تقارير بأن هؤلاء الرجال تعرضوا للضرب بالعصي وأعقاب البنادق.
واكتشفت قوات الأمن العراقية في اليوم التالي جثث 70 مدنيا داخل منازل في قرية "تلول ناصر" التي تبعد نحو 35 كيلومترا جنوبي الموصل في حين تشير التقارير إلى أن هذه الجثث أصيبت بأعيرة نارية. لكن لم يُعرف الجهة التي تقف وراء ذلك.
&وذكرت تقارير أخرى بأن أفرادا من التنظيم قتلوا أيضا 50 من ضباط الشرطة العراقية السابقين كانوا محتجزين لدى التنظيم في أحد المباني خارج الموصل.
وقال كولفيل "لدينا مخاوف كبيرة جدا من ألا تكون هذه آخر التقارير التي نتلقاها عن ارتكاب تنظيم داعش لفظائع ونكرر مناشدتنا لقوات الأمن وحلفائها للتأكد من أن مقاتليهم لا يثأرون من أي من المدنيين الذين يفرون من مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم وأن يعاملوا المقاتلين الذين يجري القبض عليهم ويُعتقد أنهم من داعش وفقا للقانون الإنساني الدولي".
يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها الحادي عشر على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي صباح الاثنين الماضي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014.
التعليقات