إيلاف من لندن: في مواجهة الأزمة التي تعيشها مدينة كركوك العراقية جراء تهجير المئات من سكانها العرب بتهمة التعاون مع تنظيم داعش، دعا زعيم ائتلاف العراقية أياد علاوي الى ضبط النفس وانتهاج لغة الحوار ومواجهة الفتنة فيها، مطالبًا بارزاني بالتدخل العاجل وإيقاف ما يتعرض له النازحون وفتح تحقيق عاجل بحق العناصر الأمنية المسيئة وارجاع النازحين.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده علاوي في بغداد مع وفد من اهالي مدينة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد)، الذين عبروا عن شكواهم من الاجراءات التعسفية والتمييزية التي تنتهجها سلطات المحافظة وتتسبب في معاناة النازحين من المناطق المجاورة، وقسم من سكان مدينتي كركوك والحويجة والمناطق الاخرى من السكان العرب ضمن محافظة كركوك.

واكد علاوي، وهو رئيس حزب الوفاق الوطني العراقي، تعاطفه مع قضية النازحين واهالي كركوك، كما نقل عنه بيان صحافي لائتلافه تسلمته "إيلاف" الليلة الماضية، معربًا عن اسفه "لبعض الممارسات الخاطئة والسياسات القاصرة التي تعتمدها قوى وجهات متعصبة وتضر بالتعايش السلمي بين اطياف محافظة كركوك".. داعيًا الجميع الى ضبط النفس وانتهاج لغة الحوار لتفويت الفرصة على المتصيدين في الماء العكر ومطالبًا الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والقوى السياسية والاجتماعية بالنهوض بمسؤولياتها في مواجهة الفتنة وافشال خطط اعداء العراق.

كما دعا علاوي كلاً من رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وممثل الامم المتحدة في العراق وسفير منظمة التعاون الاسلامي، للتدخل العاجل في انهاء المعاناة الانسانية التي يتعرض لها النازحون من محافظة نينوى الى كركوك وبعض الاطياف من اهالي المحافظة، معتبرًا أن السكوت على هذه الممارسات يعيد داعش من النافذة بعد أن يتم طردها من الباب.. موجهًا بتشكيل وفود على الفور تضم بينها ممثلين عن اهالي المحافظة للقاء الاطراف الثلاثة.

وقد شدد وفد اهالي كركوك على تبنيهم للمشروع الوطني الداعم للتعايش السلمي والمصالحة الوطنية الحقيقية.&

والاربعاء الماضي، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد اليوم من إجبار السلطات الكردية 250 عائلة نازحة من العرب السنة على مغادرة كركوك بعد هجوم داعش على المدينة الخاضعة لسيطرة الأكراد، ووصفت الخطوة بأنها "عقاب جماعي". وقالت ليز جراند، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، إن هذا الإجراء جاء قبل أيام من نزوح جماعي متوقع في مدينة الموصل بشمال العراق، حيث تشن القوات العراقية هجومًا ضد الدولة الإسلامية بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

دعوة حكومة كركوك للتحقيق مع عناصر الامن

وفي ختام الاجتماع، قال الناطق الرسمي باسم حزب الوفاق ضياء المعيني: "في الوقت الذي نثمن دور الأجهزة الحكومية والمحلية والأمنية في محافظة كركوك وقوات البيشمركة وحكومة اقليم كردستان التي كانت وما زالت الملاذ الأمن للنازحين، وبعد الهجمة الإرهابية التي تعرضت لها احياء مدينة كركوك من قبل المجاميع المتطرفة، فإننا ندين ونستنكر الإجراءات التعسفية بحق نازحي كركوك من قبل بعض الجهات الامنية المحسوبة على المدينة، حيث اصبح وضع النازحين هناك بين مطرقة داعش الإرهابي، الذي اجرم بحقهم وهجرهم من منازلهم، وسندان الإجراءات الامنية السيئة".

واشار الى أن أزمة النازحين تفاقمت بالتزامن مع الضائقة المالية التي تعصف بالبلاد وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية لتحرير ما تبقى من مُدن وقصبات مدينة الموصل، حيث كان منتظرًا بذل مجهود أكبر من المحافظات التي استقبلت العوائل النازحة لتذليل المصاعب "إلا إننا فوجئنا ببعض القرارات والإجراءات التعسفية".

وشدد على أن هذه الإجراءات تتنافى مع أبسط قيم المواطنة وحقوق الإنسان من قبل بعض المحسوبين على المحافظة، "لذا نطالب الحكومة المحلية في كركوك بالعدول عن القرارات التي تم اتخاذها بحق العوائل النازحة، وعدم اتخاذ أية خطوة من شأنها الضغط على هذه العوائل وإخلائها قسرياً وتحت التهديد واتخاذ إجراءات رادعة بحق كُل من يثبت تجاوزه على العوائل النازحة ويُطالبها بالإخلاء القسري".

وطال حزب الوفاق الوطني العراقي حكومة اقليم كردستان ومسعود بارزاني بالتدخل العاجل وإيقاف ما يتعرض له النازحين، وكذلك ندعو الحكومة المحلية في كركوك بفتح تحقيق عاجل بحق العناصر الأمنية المسيئة وارجاع النازحين والتعاون مع الحكومة الاتحادية لغرض توفير الحماية والاغاثة لهم وتعزيز اللحمة الوطنية للظفر بالانتصار السياسي مع ما تحققه القوات الامنية من انتصارات عسكرية عظيمة وهذا يتطلب خلق بيئة سياسية واجتماعية وتشجيع التعاون في اغاثة النازحين لحين اكتمال النصر وتأمين الاستقرار والأمن والخدمات لهم، والخلاص النهائي من المجاميع الإرهابية بمختلف إشكالها"، كما قال الناطق الرسمي.

ومن جهته، طالب المجلس العربي في محافظة كركوك مجلس المحافظة بعقد جلسة طارئة لمناقشة قضية هدم منازل في قريتين عربيتين شمال غربي كركوك. ودعا المجلس في بيان الحكومة المحلية وإدارة كركوك والأجهزة الأمنية "مراعاة الجانب الإنساني في التعامل مع تداعيات الهجوم الإرهابي بمهنية وعدم اللجوء إلى أسلوب العقوبة الجماعية".

ومدينة كركوك هي مركز محافظة كركوك وخامس اكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان البالغ حوالي مليون نسمة، وتعتبر إحدى أهم المدن التي تمتلك حقول النفط ويعود تاريخها الى 5 آلاف سنة.

وكانت القوات الكردية استغلت الفوضى التي حصلت بعد سقوط النظام السابق وانهيار الدولة عام 2003 بفرض سيطرة البيشمركة على المحافظة والقيام بحملات شعواء لمحاربة العسكريين والموظفين والعمال العرب بحجة محاربة حزب البعث، ودفعهم لترك المدينة هم وعوائلهم. وفي الوقت نفسه، قامت بجلب اكراد ومنحهم وثائق مزورة على أنهم من سكان كركوك والقيام بتشكيل حزام سكني أمني حول المحافظة من خلال توزيع 100 ألف قطعة سكنية على عائلات كردية، وتكوين أحياء كردية جديدة تحيط بالاحياء التركمانية والعربية من كل ناحية.&
&