تزامنًا مع اختيار دولة الكويت العاصمة الثقافية الإسلامية 2016 افتتح أمس الاثنين مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بعدما اكتمل تشييده في وقت قياسي لا يتجاوز 22 شهرًا ويتكون من أربعة مبان رئيسة.

إيلاف من الكويت:&حضر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد صباح الأثنين حفل افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي أقيم تحت رعايته.&وقام بإزاحة الستار إيذانًا بافتتاح المركز والتوقيع على سجل الشرف.&

استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم. وألقى نائب وزير شؤون الديوان الأميري كلمة قال فيها: "إنه ليوم أغر من أيام الكويت الحبيبة الذي نحتفل به بافتتاح معلم من معالم الحضارة والثقافة والرقي ليحمل اسم قائد عظيم ملأ تقديره ومحبته القلوب.. إنه مركز جابر الأحمد الثقافي بروعته وبهائه".

أضاف: "يزيد من بهجة هذه المناسبة وروعتها حضور سيدي صاحب السمو أميرنا المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ليضيف على عهده الزاهر خطوة عظيمة أخرى نحو تقدم وطننا العزيز في مجال الثقافة والرقي".

من اللوحات الفنية الاستعراضية التي واكبت حفل الافتتاح

رافد ثقافي
تابع: "إن هذا المركز الذي يعد مفخرة من مفاخر الكويت، والذي يحمل اسم أمير القلوب الراحل سيكون له أثره البالغ في تطوير مجالات الثقافة لدى الأجيال حاضرها ومستقبلها، وجعل مجتمع الكويت ثقافياً أكثر حيوية ونشاطًا، كما إنه سيعمل على غرس محبة الكويت وروح المواطنة المخلصة في قلوب الأجيال المتعاقبة".

وقال متوجهًا الى أمير الكويت: "إنك اليوم تقطف ثمار جهد عظيم بذلتموه سموكم من أجل أن تصبح فكرتكم هذه حقيقية واقعة ليجني ثمارها أبناؤكم في الحاضر والمستقبل بكل فخر واعتزاز. حفظكم الله يا صاحب السمو وأمد في عمركم وحقق على أيديكم الكريمة المزيد من الإنجازات الخيرة الرائعة لتصبح الكويت في عهدكم الميمون مفخرة لأبنائها وأمتها العربية والإسلامية. وأستأذن سموكم لأعرب عن الشكر والتقدير لأولئك الذين عملوا ليلا ونهارا من المهندسين والمخططين والفنيين والإداريين والعاملين وفي مقدمتهم معالي الأخ عبدالعزيز سعود اسحق لإنجاز هذا المعلم الرائع الجميل في موعده المحدد. فلهم خالص الشكر والثناء".

وثائقي وفقرات فنية
ثم تم عرض فيلم وثائقي عن مرافق مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي المختلفة، بعدها قدمت مجموعة من الفنانين والموسيقيين لوحات فنية ووصلات غنائية وتمثيلية متنوعة تضمنها حفل أوبرا غنائياً. كما تم تقديم هدية تذكارية إلى الأمير وولي العهد بهذه المناسبة.&

وكان الأمير وبعيد وصوله الى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، استقبل وزراء الثقافة العرب والشيخة موزة بنت ناصر في المركز.&واكب افتتاح مركز جابر الاحمد الثقافي احتفال دولة الكويت باختيارها العاصمة الثقافية الإسلامية 2016 ايمانًا بدور الثقافة في دعم الحضارات والدفع بعجلة التنمية الكويتية الى الامام. وتم انجاز المركز الذي يتكون من أربعة مبان رئيسة في وقت قياسي لا يتعدى الـ22 شهرًا حاملًا داخله الديكورات واللوحات الفنية التي تعكس ثقافة الكويت العربية والإسلامية.

أربع مبان
يعد المركز الذي حمل اسم امير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح صرحًا ثقافيًا وفنيا مميزا يقبع على شارع الخليج العربي في مدينة الكويت العاصمة بمساحة 214 ألف متر مربع تقريبا مشكلًا تحفًا معمارية أكبرها مبنى المسارح بمساحة 10 الاف متر مربع، ويتكون من مسرح رئيس (المسرح الوطني) ويتسع لحوالى 2000 شخص، إضافة الى المسرح الدرامي الذي يتسع لـ700 شخص واخر للبروفات بسعة 200 شخص.

ويتكون المبنى الثاني، وهو مركز الموسيقى، الذي يقع على مساحة 7000 متر مربع من قاعة كبيرة للحفلات الموسيقية تتسع لـ1200 شخص، ومسرح اصغر منه يتسع لحوالى 600 فضل عن مكتبة للمؤلفات الموسيقية مخصصة لجميع الأعمار.
&

أمير الكويت موقعًا على سجل الشرف

خصص المبنى الثالث من المركز للمؤتمرات، ويحتوي على قاعة سينما تتسع لـ430 شخصا وقاعة متعددة الأغراض تتسع لـ520 شخصا إضافة الى قاعة مخصصة للمحاضرات بسعة 122 شخصا، بينما يشتمل المبنى الرابع على المكتبة والمستندات التاريخية وقاعات المكتبة ومسرح متعدد الأغراض يتسع لـ354 كرسيا وقاعة اجتماعات.

تتكون المساحة الخارجية لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي من مبان ترفيهية تتضمن مطاعم ومقاهي محاطة بمساحات خضراء اضافة الي وجود عدد من النوافير المائية وبحيرات صناعية إضافة الى مسرح مكشوف وساحة العلم التي بني على موقعها القديم هذا الصرح الثقافي العالمي فضلا عن مواقف للسيارات تتسع لحوالى 3200 سيارة.

كلف هذا الصرح الثقافي 235 مليون دينار (775 مليون دولار). وقد استغرق تصميمه وإنجازه 22 شهرا. وجهز المسرح الكبير الذي حمل اسم «المسرح العالمي»، الذي يضم 2000 مقعد، بإمكانيات تقنية عالية تتيح لها استضافة عروض أوبرالية عالمية وعروض بالية وعروض موسيقية واوركسترالية. وبذلك يقوم هذا المسرح مقام دار للأوبرا.
&

مشاركة البحرين
من جهتها شاركت الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في حفل افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافيّ، الذي أقيم أمس الاثنين بحضور العديد من وزراء الثقافة والقيادات والمسؤولين في الدول الخليجية والعربيّة.

وقالت الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة: إن افتتاح هذا المركز الثقافيّ إنما يعكس اهتمام القيادة الخليجيّة بالثقافة والفنون، ودورها في خلق بيئة خصبة لأجيال تقاوم المتغيرات والتحولات بالثقافة والارتكاز إلى التراث الوطنيّ.

أضافت: أن صوت الفن يعلو ويصدح في مختلف دول الخليج العربيّة، عبر تشييد الصروح الثقافيّة من مسارح وقاعات للمؤتمرات والمعارض والمراكز المتخصصة.&

واعتبرت بأن دولة الكويت كانت دائمًًا رائدة في دعم الحراك الفنيّ والمسرحيّ في المنطقة، وأن هذا الصرح الثقافي يعد ثمرة لذلك الاهتمام المستمر والمباشر من قبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي يرعى الحراك الثقافي الكويتي.

ونوهت بأهمية العمل الثقافي والفنيّ المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، بما يعزز التوجهات الحكوميّة في تنشيط السياحة الثقافيّة واستقطاب السيّاح من شتى دول العالم.

ويهدف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي إلى تسليط الضوء على الفنون المسرحية وخلق عالم فنيّ داخل مساحات خضراء واسعة، إذ يشمل على مسارح فنيّة وقاعات للحفلات الموسيقية ومركز للوثائق التاريخية، ويتميز التصميم المعماري له بإظهار المباني الأربعة كتحف داخل حديقة خضراء على مساحة تزيد على 200 ألف متر مربع، وتتضمن مبنى المسرح العالميّ ومبنى مركز الموسيقى. إضافة إلى قاعة سينما وقاعات محاضرات ومكتبة ومحلات هدايا تذكارية ومقاهي.

فوائد اقتصادية
ونوهت نياز خاجة الوكيل المساعد للشؤون الهندسية بالديوان الأميري باهتمام الكويت في الجانب الثقافي، مؤكدة أن الأوبرا الكويتية «سيكون لها جانب اقتصادي». أضافت: «الثقافة المفروض لا نقيسها بالفلوس.. الثقافة أعلى من ذلك».

جواهر مشعة في الخليج العربي
اختزل حفل الافتتاح المسيرة الثقافية والفنية في دولة الكويت وقدرتها على بناء أواصر ترابط بين الماضي والحاضر، وكشف الحفل عن الإمكانيات التقنية التي يتمتع بها المركز ومسارحه الثلاثة. واشتغلت المهندسة الكويتية نياز خاجة، مهندسة المشروع، على تقنية تعامد الأضواء وانعكاسها سواء في الليل أو النهار، ليكشف المشروع عن نفسه للجمهور عبر هذه التقنية.. وبذلك تكون قد وضعت أربع جواهر مشعة إلى جوار شاطئ الخليج العربي.

عقب مراسم الافتتاح الرسمي قدم كبار نجوم الغناء بالكويت نوال وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل أغنية وطنية مشتركة كانت هي الأبرز ضمن فقرات الافتتاح.

وشارك في حفل الافتتاح كل من الفنان عبدالله الرويشد ونوال الكويتية ونبيل شعيل في أوبريت غنائي دمجت فيه الموسيقى التراثية الكويتية بالموسيقى الكلاسيكية. وشارك في إحياء حفل الافتتاح أبطال المسلسل الكويتي «درب الزلق» حيث قدم سفيرا الفن الكويتي عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج سيناريو المسلسل بعرض مسرحي هادف لم يخل من الإسقاطات السياسية على المشهد التنموي في الكويت، في السياق عينه تحاورت الفنانتان سعاد عبدالله، وحياة الفهد على نهج مسلسلهما الشهير «على الدنيا السلام» في حضور الإسقاط السياسي الناقد.&

وتفاعلت النوافير المائية داخل المسرح الوطني مع الموسيقى الكلاسيكية التي عزفتها الأوركسترا الحية عارضة التقنيات العالية والعالمية التي يتمتع بها المسرح ودار الأوبرا قبل أن تصاحب غناء الأوبرا.&

وأحيا التينور الايطالي اندريا بوتشللي امسية الافتتاح، كما احتفى الحفل بالرعيل الأول من الفنانين الكويتيين في إشارة واضحة إلى القوة الناعمة التي تمتلكها الكويت عبر ريادتها الدرامية في المنطقة.

وأكدت لوحات حفل الافتتاح أن المركز وإن كان مجهزًا لاستضافة عروض الأوبرا العالمية إلا أنه ينطلق من الفنون الموسيقية والبصرية الكويتية حينما تناغمت معزوفات الأوركسترا العالمية المشاركة في الحفل مع الفنون التقليدية الكويتية وتخللها عرض عالمي للبالية.

&