مع بدء اقتحام القوات العراقية أحياء مدينة الموصل فقد حذر المجلس النرويجي للاجئين في العراق اليوم من أن المخيمات المعدة لاستقبال النازحين لا تتسع لأكثر من 54 ألف شخص ولذلك فان استعدادات تجري للاسوأ وقال إن تحرير مدينة الموصل لن يحدد مصير 1.2 مليون عراقي فحسب بل مصير البلد بأكمله.&
إيلاف من لندن: قال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق وولفغانغ غريسمان "لقد شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة منذ أن شنت العمليات العسكرية في الموصل الآلاف من الذين أُجبروا على ترك منزلهم والانفصال عن عائلاتهم.. كما أننا رأينا العديد من المدنيين المصابين وآخرين مقتولين على يد القناصة أو العبوات الناسفة.. ونستعد الآن للأسوأ فإن حياة 1.2 مليون مدني في خطر محدق ومستقبل العراق على المحك.. عاش الناس في الموصل وحولها لأكثر من عامين ونصف في كابوس مرعب ومتواصل. ونحن جميعاً مسؤولون الآن عن وضع حد لهذه المأساة".
واضاف غريسمان في تصريح صحافي تسلمته "إيلاف" الاربعاء قائلاً "إن الدول المشاركة في هذه العملية العسكرية مسؤولة عن مستقبل العراق ويشمل ذلك أكثر من توفير المساعدات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. وهذا يعني الاستثمار في مستقبل الأطفال العراقيين وإرجاع طفولتهم لهم والتأكد من وجود مستقبل يتطلعون له وهم يحاولون أن يضعوا خلفهم هذا الفصل المظلم الذي يسوده الرعب والإهمال".
وحذر المجلس من أزمة انسانية جراء الحملة العسكرية الرامية إلى استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، مبينا أن المخيمات المعدة لاستقبال النازحين لا تتسع لأكثر من 54 ألفا. وقال ان "وصول القوات العراقية إلى مدينة الموصل لن يحدّد مصير 1.2 مليون عراقي فحسب، بل مصير البلد بأكمله".
واضاف ان الأشخاص المحاصرين داخل مدينة الموصل بالإضافة إلى آلاف النازحين من القرى المحيطة بها هم في حاجة ماسة إلى الأغذية والمياه والأدوية. واشار الى انه مع اشتداد القتال في شوارع مدينة الموصل خلال الساعات والأيام المقبلة سيكون من الصعب أكثر فأكثر إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية إلى من هم في أشد الحاجة.
واوضح انه منذ 17 أكتوبر أي اليوم الذي بدأت فيه العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل نزح ما يقارب 18 ألف عراقي من منازلهم وبينما يتم بناء مخيمات نزوح جديدة فإن العديد من المدنيين فروا إلى مخيمات جديدة لا تتسع أكثر من 54 ألف شخص في هذه اللحظة ولكنها تمتلئ بسرعة ملحوظة.
وقال المجلس النرويجي إنه ساعد منذ بدء العمليات العسكرية أكثر من 6270 رجلاً وامرأة وطفلاً من خلال توزيع المساعدات الطارئة بالإضافة إلى التعليم والخدمات النفسية الاجتماعية.
وشدد على ان الأشخاص المحاصرين داخل مدينة الموصل بالإضافة إلى آلاف النازحين من القرى المحيطة بها هم في حاجة ماسة إلى الأغذية والمياه والأدوية.. ومع اشتداد القتال في شوارع مدينة الموصل خلال الساعات والأيام المقبلة، سيكون من الصعب أكثر فأكثر إيصال المساعدات والخدمات الإنسانية إلى من هم في أشد الحاجة.
&
الهجرة العراقية: موجة نزوح جديدة
ومن جهته كشف وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف عن حصول موجة نزوح جديدة من المناطق المحررة ضمن عمليات تحرير نينوى.. مبينا ان الوزارة استقبلت ونقلت اليوم اكثر من ثلاثة آلاف نازح من مناطق نينوى الى مخيماتها في الخازر وديبكة وزيلكان وجدعة.
&وقال الجاف ان" فرق الوزارة استقبلت اليوم (3023) الاف نازحا من المناطق التي يجري تحريرها في محافظة نينوى ونقلتهم الى مخيمات الوزارة في الخازر ومخمور والقيارة وبعشيقة بالتعاون مع وزارة النقل ". واضاف ان" (719) منهم نزحوا من قريتي كوكجلي وبرطلة وتم نقلهم وايواؤهم في مخيم حسن شام في ناحية الخازر ٣٧كم شرق الموصل و (269) نازحا من منطقتي قراج والحويجة تم ايواؤهم في مخيمات ديبكة التابعة لقضاء مخمور اضافة الى (1585) نازحا من مناطق ابو جربوع وناروان وبعشيقة الى مخيم زيلكان و(450) نازحا من ناحيتي الشورة والنمرود الى مخيم جدعة في ناحية القيارة ".
واشار الجاف الى ان اعداد النازحين من مناطق محافظة نينوى ومنذ انطلاق عمليات تحريرها بلغت (19528) الف نازح.. لافتا الى ان فرق الوزارة توزع عليهم المساعدات الانسانية والاحتياجات الضرورية حال وصولهم المخيمات.
وامس الثلاثاء قالت المنظمة الدولية للهجرة ان حوالى 18 الف عراقي قد نزحوا خلال الأسبوعين الأولين لمعركة تحرير الموصل وأوضحت أنه تم نقل أكثر من 5 الاف رجل وإمرأة وطفل خلال فترة 24 ساعة وهو أعلى رقم تم تحديده في يوم واحد منذ بدء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في الموصل وأكدت انها قد سارعت للوصول الى النازحين حديثاً بواسطة فرق المساعدة المتنقلة لتقديم الدعم لهم بما في ذلك توزيع طرود المواد غير الغذائية.
يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها السابع عشر على التوالي في عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر السابع عشر من الشهر الحالي إنطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014.
&
التعليقات