قال إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي، في تصريحات سيكون لها ما بعدها، إن واقع الانفصال يهدد المملكة المغربية، كما إن الصراع المجالي والإثني يهدد الوطن كله، وليس جهة معينة فَقَط، ولا يمكن أن نؤجّل مصير وطن.
إيلاف من الرباط: أوضح العماري، الذي كان يتحدث في ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام تحت عنوان: "أي مصالحة لمغرب اليوم؟"، أن دعوته إلى مصالحة وطنية، عبر مقالين نشرهما الموقع الإخباري المغربي هسبريس، لا تعبّر عن موقف حزبه، وإن المقال الأول لم يكن نهائيًا، يستهدف اللحظة السياسية التي يعيشها المغرب، ولا علاقة له بواقع النقاش حول التحالفات السياسية بين الفرقاء لتشكيل الحكومة المقبلة.
بغرض النقاش
أضاف قائلًا: "الحزب الذي أنتمي إليه عبّر عن موقفه من التحالف قبل نتائج الانتخابات، ومباشرة بِعد الانتخابات خرج ببيان حول تأكيد موقفه من ذلك، والمقال جاء بعد أسبوع، لأن اللحظة السياسية كانت مهمة لطرح الموضوع".
وكشف العماري حيثيات نشره لمقال المصالحة الذي ساعده على صياغته وتصحيحه المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل المنحل، في لقاء جمعهما بعد الانتخابات، مؤكدًا أن طرح المصالحة جاء من زاوية نظرية، والغرض منه إثارة النقاش العمومي حول عناوين، وليس العنوان السياسي فقط، بل الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.&
وأوضح العماري أنه بعد حديث موسع مع المعتصم، استحضرا فيها محنة الأخير ورفاقه في حزب البديل الحضاري واستمرارها، دعاه إلى الاستجابة إلى مشاعره وأحاسيسه وإيمانه بالأشياء التي يحس بها.
أزمة اقتصادية
تحدث العماري عن لقائه برجل الأعمال كريم التازي قبل صياغة المقال قائلًا: "التازي قال لي بالحرف هل ما حدث إبان وبعد عشرين فبراير لا يشكل مناسبة لمصالحة".
وتساءل العماري "هل المغرب لا يعيش على وقع الأزمة الاقتصادية؟"، قبل أن يضيف قائلًا: "نعم نعيش على وقع أزمة اقتصادية، إذا استمرت على ما هي عليه لسنوات أخرى، وهذا تقرير للخبراء والمؤسسات، سنعيش الإفلاس". وزاد العماري: "هل المغرب لا يعيش على وقع خطر الانفصال؟، نعم نعيش يوميًا، ومنذ سنين على وقع خطر الانفصال، هل إذا حصل الانفصال في جنوب المغرب يمكن أن نستمر كبلد؟".
وزاد العماري قائلًا: "هل هناك اليوم مصالحة هوياتية داخل البلد؟، المغرب في أزمة، وهناك صراع، هل لا نعيش أزمة مذهبية؟.
وخلص العماري إلى القول إن "ما نعيشه الآن في سوريا والعراق سببه عدم مصالحتنا مع الشباب الذين سافروا إلى أفغانستان آنذاك، ولم نوفر لهم السبل للعودة إلى الصواب، فاختاروا الاستمرار في الهاوية والانتحار، وختم العماري قائلًا: "كل هذه الإشكاليات تدعونا إلى أن نتصالح".
وكانت دعوة العماري الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة، إلى مصالحة أثارت جدلًا كبيرًا، إذ دعا فيه إلى مصالحة تاريخية شجاعة مع الجميع، في مقال بعنوان "استطرادات في حاجتنا إلى مصالحة تاريخية شجاعة".
&
التعليقات