صوفيا: يدلي الناخبون البلغار باصواتهم الاحد لاختيار رئيس للبلاد في اقتراع يمكن ان يؤدي الى سقوط رئيس الوزراء بويكو بوريسوف في حال فوز المرشح الاشتراكي الاوفر حظا الذي يعد قريبا من موسكو.

ودعي حوالى 6,8 ملايين ناخب الى التصويت في هذه الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش والساعة 18,00 ت غ. وسيبدأ اعلان النتائج الاولية مع اغلاق مراكز التصويت.

تتنافس في الاقتراع رئيسة البرلمان تسيتسكا تساتشيفا (58 عاما) مرشحة الحزب المحافظ الحاكم، مع الجنرال رومن راديف (53 عاما) الذي كان حتى الصيف الماضي قائدا للقوات الجوية وقبل ترشيح الاشتراكيين له.

ووعد رئيس الوزراء بويكو بوريسوف الذي شغل منصبه هذا لولاية ثانية، بالاستقالة "مساء الاحد" اذا هزمت تساتشيفا، وهذا ما سيؤدي الى ازمة سياسية عميقة في هذا البلد الذي شهد اضطرابات اجتماعية مطلع 2013. 

وكان رئيس الوزراء المحافظ الذي يتولى السلطة منذ 2014 وتنتهي ولايته عام 2018 هدد بالاستقالة والدعوة الى انتخابات مبكرة اذا لم تفز مرشحته من الدورة الاولى.

ووفق النظام البرلماني البلغاري، لا يتطلب انتخاب الرئيس الذي يتمتع بدور فخري، استقالة الحكومة وتشكيل سلطة تنفيذية جديدة.

وفي الدورة الاولى في السادس من نوفمبر، حل راديف في الطليعة متقدما باكثر من ثلاث نقاط على منافسته، ما اثار مفاجأة. وترجح استطلاعات الرأي فوز الرجل الحديث العهد في السياسة ليتولى الرئاسة خلفا للرئيس المنتهية ولايته روسين بليفنيلييف وهو من الحزب الحاكم.

وتقدم رئيسة البرلمان نفسها على انها المرشحة التي تؤمن استقرار هذا البلد الذي هزته العام 2013 تظاهرات واسعة ضد الفساد والفقر احرق خلالها عدة اشخاص انفسهم.

وانهت هذه الاحتجاجات الولاية الاولى لبويكو بوريسوف الذي قدم استقالته حينذاك. وقال الخبير السياسي جيفكوف غوغييف من معهد "غالوب" ان تهديد رئيس الوزراء بالاستقالة هذه المرة "سمح بتعبئة خصومه اكثر من مؤيديه".

العلاقات مع موسكو

يمكن ان يؤدي فوز راديف للرئاسة بتبني موقف اكثر ليونة حيال روسيا بينما عرف رئيس الدولة المنتهية ولايته بتشدده حيال موسكو. وقد عبر مرشح الاشتراكيين عن تأييده لرفع العقوبات الاوروبية عن موسكو ويرى ان شبه جزيرة "القرم (التي ضمتها موسكو عام 2014) روسية في الواقع".

ويعتمد قطاع الطاقة البلغاري الى حد كبير على الوجود الروسي بينما تربط بين البلدين علاقات ثقافية وتاريخية قوية.

وتدعو المعارضة التي تبالغ في الحديث عن رهان الانتخابات، الى تعبئة ضد "التوتاليتارية الشيوعية" وضد "الجنرال الاحمر"، مؤكدة ان عودة الاشتراكيين الى السلطة ستؤدي الى "تجميد الاموال الاوروبية".

ويؤكد راديف حياده مذكرا بانه كان "جنرالا في حليف شمال الاطلسي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة" وشدد على ان "الانتماء الى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي لا بديل لهما".

ويهيمن بويكو بوريسوف الذي كان رجل اطفاء ولاعب كاراتيه ثم مسؤولا امنيا لحراسة الشخصيات قبل ان يصبح رئيسا لبلدية العاصمة صوفيا، على الساحة السياسية البلغارية منذ اكثر من عشر سنوات.

لكن شعبيته تراجعت في الاشهر الاخيرة بسبب صعوبة تطبيق الاصلاحات في هذا البلد الذي يعاني من الفساد وعدم فاعلية الخدمات العامة.

ويترأس بوريسوف حكومة اقلية تنتهي ولايتها في 2018 لكنه يبقى الاوفر حظا للفوز اذا جرت انتخابات تشريعية مبكرة تماما كما عاد الى السلطة في 2014 بعد استقالته الاولى.

وفي حال سقوط الحكومة، يفترض ان يكلف الرئيس المنتهية ولايته مسؤولي الاحزاب تشكيل وزارة جديدة ثم في حال فشلهم -- المرجح -- يعين حكومة انتقالية. ويدعو الرئيس المنتخب الذي سيتولى مهامه في 22 كانون الثاني/يناير، الى انتخابات مبكرة. 

وقد طغت على حملة الانتخابات قضايا الفقر والفساد المستشري والازمة الديموغرافية وهجرة السكان في بلد يبلغ فيه متوسط الدخل الشهري 480 يورو.