نور الدين السعيدي من الرباط: علمت "إيلاف المغرب" من مصادر دبلوماسية متطابقة ان العاهل المغربي الملك محمد السادس سيبدأ يوم غد الخميس جولة افريقية جديدة تشمل اربع دول هي اثيوبيا ومدغشقر وكينيا ونيجيريا.

وقالت المصادر ذاتها ان العاهل المغربي سيغادر الخميس الى اثيوبيا وان زيارته الرسمية لإديس أبابا ستبدأ السبت.

سيترأس العاهل المغربي اليوم الاربعاء بمراكش قمة خاصة برؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية من أجل تنسيق مواقفها وإسماع صوتها في المؤتمر العالمي للمناخ ( كوب 22).

وكان العاهل المغربي قد قام بجولة أولى شملت روندا وتنزانيا والسنغال.

وهذه اول مرة يزور فيها ملك المغرب اثيوبيا ومدغشقر وكينيا ونيجيريا منذ توليه حكم البلاد صيف 1999. وسبق للملك محمد السادس ان قام بعدة جولات في افريقيا الغربية الى جانب جولته الاخيرة في شرق افريقيا.

وتأتي المرحلة الثانية من الجولة الافريقية للملك محمد السادس في وقت طلب فيه المغرب رسميا العودة إلى الاتحاد الأفريقي بعد غياب فاق ثلاثة عقود.

وكان المغرب انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الافريقي حاليا) في سبتمبر 1984 احتجاجا على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية الصحراوية" التي اعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر وليبيا.

وبقيت عضوية الرباط معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليو 2001 ويضم حاليا 54 دولة.

وأعلن العاهل المغربي في رسالة الى قمة الاتحاد الإفريقي التي انعقدت في 18 يوليو في كيغالي (رواندا) قرار عودة المغرب الى الاتحاد.

وقال محمد السادس نهاية يوليو في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتوليه العرش "ان قرار المغرب بالعودة إلى أسرته المؤسسية الإفريقية لا يعني أبدا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة أو الاعتراف بكيان وهمي يفتقد لأبسط مقومات السيادة تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية، في خرق سافر لميثاقها"، في إشارة إلى جبهة البوليساريو.

وكان المغرب قد قدم طلبا رسميا بشان العودة الى الاتحاد الافريقي يوم 23 سبتمبر الماضي قدمه مستشار العاهل المغربي الطيب الفاسي الفهري في نيويورك لدولاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي.

وفي 6 نوفمبر الجاري اشار العاهل المغربي في خطاب وجهه الى الشعب المغربي من دكار بمناسبة الذكرى ال 41 للمسيرة الخضراء ،الى ان عودة المغرب إلى أسرته المؤسسية القارية، لن تغير شيئا من مواقفه الثابتة بخصوص مغربية الصحراء، بل إنها ستمكنه من الدفاع عن حقوق بلاده المشروعة، وتصحيح المغالطات، التي يروج لها خصوم وحدة المغرب الترابية، خاصة داخل المنظمة الإفريقية،، كما سيعمل على منع مناوراتهم، لإقحامها في قرارات تتنافى مع الأسس، التي تعتمدها الأمم المتحدة، لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل، وتتناقض مع مواقف أغلبية دول القارة الافريقية.

واوضح الملك محمد السادس ان عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، ليست قرارا تكتيكيا، ولم تكن لحسابات ظرفية، وإنما هو قرار منطقي، جاء بعد تفكير عميق.