يؤدي جاريد كوشنر دورًا حاسمًا في إدارة دونالد ترامب، فهو أقوى صهر رئاسي تطأ قدماه أرض البيت الأبيض. فمن هو هذا الرجل اليهودي الذي يعتنق اليمين البديل؟
واشنطن: من بين الكبار الذين يقفون وراء عملية وصول دونالد ترامب إلى الحكم قطب عقاري ورجل اعمال وناشر عمره 35 عامًا، اسمه جاريد كوشنر. إنه صهر ترامب وزوج ابنة الرئيس المنتخب واسعة النفوذ إيفانكا، ومرشح ليكون أقوى صهر تطأ قدمه البيت الأبيض في تاريخ الولايات المتحدة.
تطهيرات ستالينية
كوشنر هو الذي تولى إدارة حملة ترامب الإنتخابية في مراحلها الأخيرة، وعمل بصفته مستشار ترامب لشؤون الاستراتيجية، وكان يكتب له خطاباته ويدير الحملة الانتخابية الرقمية على الانترنت.
لكن، بعد أيام على فوز ترامب غير المتوقع، يقف كوشنر في غمرة عملية انتقال حافلة بالتخبط والفوضى والتصفيات، حتى إنها وصفت بحلبة صراع داخلي و"تطهيرات ستالينية" و"معركة بالسكاكين"، كما يتضح من إقالة كريس كريستي حاكم ولاية نيو جرسي بصورة مفاجئة من منصب رئيس الفريق الانتقالي، وتعيين مايك بنس نائب ترامب بدلًا منه.
يُعتقد أن إقالة كريستي كانت نتيجة عداوة قديمة بينه وبين كوشنر. غحين كان كريستي مدعيًا عامًا فيدراليًا، لاحق قضائيًا والد كوشنر الذي أُدين وسُجن بتهمة التهرب من الضرائب ودفع تبرعات غير قانونية في حملة انتخابية. وحين كان في السجن، تولى كوشنر ادارة شركة والده العقارية.
يهودي في اليمين البديل
كان عضوان كبيران في فريق ترامب الانتقالي قد أُقيلا قبل كريستي، هما مايك روجزر مستشار الأمن القومي حينذاك وماثيو فريدمان الذي كان حلقة الوصل بين قطاع الأعمال والحكومات الأجنبية. وكلاهما من حلفاء كريستي.
درس كوشنر الوسيم، ممشوق القوام في جامعتي هارفرد ونيويورك. وفي سن السادسة والعشرين كان يعقد صفقات ضخمة. وفي عام 2007، اشترى عمارة مكتبية في منطقة راقية في نيويورك بسعر قياسي بلغ 1.8 مليار دولار. وكان القسم الأعظم من سعر الشراء مقتَرَضًا.
لدى كوشنر سمة تميزه عن فريق ترامب الذي ينتمي إلى ما يُسمى اليمين البديل: يهودي واعتنقت ايفانكا اليهودية بعد زواجها منه في عام 2009. ودافع كوشنر عن والد زوجته ضد الاتهامات المتواصلة بمعادة السامية، ونشر مقالة في نيويورك أوبزرفر التي يملكها لرد هذه الاتهامات.
رجل عظيم
ترامب وصف كوشنر بأنه "رجل عظيم". وافادت تقارير بأن الرئيس المنتخب اتخذ خطوة غير مسبوقة بطلب تزكية أمنية لصهره تتيح له الإطلاع على إيجازات رئاسية سرية للغاية. وتمثل هذه الخطوة خروجًا مدهشًا عن القواعد المتعارف عليها وتعرّض ترامب لتهمة محاباة الأقارب وتعيين المحاسيب.
وقال ريتشارد بينتر الذي عمل محامي البيت الأبيض للشؤون الأخلاقية في عهد جورج بوش في تصريح لوكالة أسوشيتد برس أن خيارات كوشنر لتولي منصب في البيت الأبيض خيارات محدودة بسبب ارتباطاته العائلية بالرئيس.
وكان الكونغرس اصدر في عام 1967 قانونًا لمكافحة المحسوبية يمنع الرئيس من تعيين احد افراد عائلته بمن فيهم الصهر للعمل في ادارته. وصدر القانون بعد أن عين الرئيس جون كينيدي شقيقه روبرت كينيدي في منصب المدعي العام.
دوره حاسم
لكن القانون على ما يبدو لا يمنع كوشنر من العمل مستشارًا غير مدفوع الأجر، وهناك اتفاق عام على أن كوشنر سيقوم بدور حاسم في تحديد شكل الرئاسة من خلال عمله مستشارًا لشؤون السياسة، وحارس البوابة.
طاف كوشنر أنحاء البيت الأبيض في أثناء لقاء اوباما وترامب، حيث شوهد مستغرقًا في الحديث مع مساعدي الرئيس وموظفي مقر الرئاسة.
تشمل علاقات كوشنر شخصيات واسعة النفوذ مثل هنري كيسينجر، والقطب الاعلامي الملياردير روبرت مردوخ، واستقبل سفراء أجانب. ولم يعمل كوشنر قط في منصب حكومي، مثله مثل ترامب، لكنه يبدو الآن أهم من كثيرين تولوا مناصب عامة في حياتهم.
أعدت "ايلاف" هذا التقربر بتصرف عن صحيفة "الغارديان". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي
التعليقات