الرباط: دعا المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا) المغربي، الى تيسير مهمة عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة المعين، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لتشكيل غالبية حكومية قوية ومنسجمة، بأحزاب ملتزمة وبطاقات كفؤة، على أساس برنامج واضح المعالم يمكن البلاد من مواصلة نهج الإصلاح والديمقرطة والعدالة الاجتماعية في كنف الاستقرار، مؤكدا في نفس الوقت أنه ليس هناك اي خيار آخر امام المغرب غير تفعيل الاختيار الديمقراطي، كأحد ثوابت الأمة الجامعة.
وشدد الحزب في اجتماع عقده المكتب السياسي ، أمس الاثنين، على الضرورة الأكيدة، والحاجة الملحة لمنهجية التوافق البناء، القائم على التقيد المطلق بمقتضيات الدستور "الذي لا يحتمل، قانونيا، أي مقاربة تحريفية لأحكامه، كما لا يحتمل، سياسياً، أي تعامل يتنكر للإرادة الشعبية وللخيارات الواضحة للناخبات والناخبين خلال استحقاق 7 أكتوبر الماضي ، ولا يحتمل، مؤسساتياً، القفز على انتصار المؤسسة الملكية للمنهجية الدستورية السليمة، والقاضي بتعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب طبقا للفصل 47 من الدستور".
وعبر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في بيان صادر عقب الاجتماع، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، عن رفضه كل الخيارات الأخرى التي تروج لها بعض الأوساط، من قبيل الإفتاء بإسناد رئاسة الحكومة إلى حزب آخر غير الحزب المتصدر للانتخابات، في تعارض مع روح ونص الدستور، أو محاولة فرض مقاربة الإقصاء والتشنج والصراع، بما لا يتوافق مع النموذج السياسي المغربي الرصين "الذي نحن جميعاً مؤتمنون على تحصينه وتطويره توطيداً لسلامة الوطن وضمانا لرقيه الاقتصادي والاجتماعي".
وأضاف البيان ذاته ان حزب التقدم والاشتراكية، سيواصل، بوعي ومسؤولية وروح وطنية صادقة، مساعيه وجهوده الهادفة إلى توفير المقاربة الإيجابية والبناءة والتوافقية "التي تمكن بلادنا من تجاوز الوضع الحالي والشروع في إعطاء نفس جديد للتجربة الديمقراطية المغربية وللمسار الإصلاحي والتنموي لبلادنا".
وتوقف المكتب السياسي عند النجاح الكبير الذي عرفته قمة المناخ Cop22 المنظمة في مراكش من 7 إلى 18 نوفمبر الجاري، وذلك على جميع الأصعدة والمستويات، لا سيما من حيث ما جسدته من فرصة للترافع والدفاع عن القارة الأفريقية وحقوقها الثابتة في التنمية وفي العدالة المناخية.
وسجل المكتب السياسي للحزب، بهذا الخصوص، تقديره العالي للمبادرات والمواقف الريادية للملك محمد السادس، في هذا الشأن، والتي يقوم بتفعيلها،عملياً" من خلال زيارات العمل المثمرة التي يواصل القيام بها إلى عدد من البلدان الأفريقية، بغرض تعزيز شراكة بلادنا مع عمقها الأفريقي على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
من جانب آخر، ذكر البيان، انه بخصوص برنامج عمل الحزب للفترة المقبلة، فإن المكتب السياسي استعرض جملة من التقارير تهم الاجتماعات المنعقدة على صعيد مجموعة من الفروع الإقليمية والمحلية المندرجة في إطار اللقاءات التواصلية المخصصة لتقويم أداء تنظيمات الحزب وقطاعاته الموازية خلال انتخابات أعضاء مجلس النواب ليوم 7 أكتوبر الماضي، والمدعوة أيضاً إلى بلورة خريطة الطريق الكفيلة بتأهيل العمل الحزبي، والرفع من فعاليته وتطوير طرق تدبيره وحكامته، وذلك بما يمكن الحزب من "الاضطلاع بمهامه النضالية إلى جانب جماهير شعبنا دفاعاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة".
وفي الاتجاه ذاته، تطرق المكتب السياسي إلى برنامج العمل المرتبط بالجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، حيث قرر اتخاذ ما يلزم من تدابير قصد استكمال الهيكلة الوطنية لهذه الجمعية وإقرار برنامج عملها، على مختلف الأصعدة الوطنية والجهوية والإقليمية، خاصة ما يتصل بمجال التكوين والتكوين المستمر، ومصاحبة رؤساء الجماعات( البلديات) ، وعموم منتخبات ومنتخبي الحزب، في الدفاع والترافع عن الملفات المطلبية التي تهم الجماعات الترابية التي يمثلونها.
يذكر ان اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والإشتراكية، خصص كذلك، لاستعراض مختلف التطورات والمواقف المعبر عنها من طرف الفرقاء السياسيين المعنيين بمسألة تكوين الأغلبية الحكومية الجديدة.
التعليقات