بيروت: يبدو من المعطيات المتوافرة أنها لا توحي بأن أيًا من الأطراف المعنية في صدد تقديم التنازلات في سبيل إخراج التشكيلة الحكومية اللبنانية من المأزق الذي وقعت فيه نتيجة غياب التوافق على توزيع الحقائب.

فالبعض يعتبر أن الأبواب الحكومية مقفلة لدرجة باتت تطرح معها علامات الاستفهام حول أسباب التعطيل في ظل الإيجابيات التي تظهر يوميًا من كل الأطراف المعنية، إلا إذا كان ما يقال في العلن هو عكس ما يضمره هؤلاء وهذا إن صح فإنه يعني أن لبنان سيكون أمام أزمة قد تكون أشدّ تعقيدًا من تلك التي مرر بها نتيجة الفراغ الرئاسي.

إلغاء الآخر

يلفت النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أنه للأسف الشديد هناك فئات في المجتمع اللبناني لم تعتد بعد ألا أحد يستطيع إلغاء الآخر، وتريد كل الحصص، وهي تقرر كيف تكون الحكومة المقبلة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان واضحًا في أنه يريد تشكيل حكومة وفاق ووحدة وطنية، ما يستدعي أن يكون الجميع ممثلين في تلك الحكومة، وكل فئة بقدر ما تمثله من حجم، وهناك فئة كانت ضد انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، وهي تريد العرقلة، وهناك فريق يهوى التعطيل رغم تسليم أمره لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لأسباب تخصه هو وخارجة عن الإرادة اللبنانية".

ويضيف: "ونلاحظ اليوم أن المسألة لا تتعلق بتوزيع الحقائب، بل بمدى التعطيل من أجل عدم الوصول إلى اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، علمًا أن مدة تلك الحكومة لا تتجاوز ال6 أشهر، وإذا وضعت العراقيل من خلال التهافت على الحقائب الوزارية، فالغاية من الأمر عدم الوصول إلى انتخابات نيابية، وإذا تأخرت الحكومة في التشكيل لأكثر من شهر فبراير فالتمديد حكمًا سيحصل للمجلس النيابي في لبنان، والبعض الآخر ينتظر أيضًا ما الذي سيجري في سوريا وإيران، وكل هذه الأمور مجتمعة تعرقل الحكومة برغم أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قدم تنازلات على حساب شعبيته وناسه، كما قدم تنازلات لانتخاب رئيس للجمهورية".

ويتابع طعمة:" لا يجوز بعد كل الاتفاقات التي جرت قبل الانتخابات ان تضيع في سبيل "تناتش" الحصص".

24 أم 30؟

وردًا على سؤال هل تبقى عقدة الحكومة في تشكيل 24 وزيرًا أم 30 وزيرًا؟ يجيب طعمة أن 30 وزيرًا يبقى أفضل لتمثيل الجميع، لكن الانتاج سيكون أقل، ولكن إذا أردنا الحديث عن حكومة وحدة وطنية مع التهافت على كل الحقائب، فحكومة من 30 وزيرًا قد تكون خشبة الخلاص للبنان.

فيتو على حزب الله

ما مدى صحة الفيتو الدولي على منح حزب الله وزارة الإتصالات؟ يلفت طعمة إلى أن الأمر صحيح، فالفيتو الدولي على حزب الله ليس فقط في وزارة الإتصالات بل لوزارات أخرى منها وزارة الخارجية، والحقائب الأمنية، لأن حزب الله ولاؤه يبقى لإيران وليس للبنان، ولا يمكن تسليمه مثلاً وزارة الخارجية، لأن حزب الله دويلة ضمن الدولة اللبنانية.

وزارة الأشغال

ماذا عن وزارة الأشغال وإصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الحصول عليها؟ هب تبقى أيضًا عقدة في وجه تشكيل الحكومة؟ يجيب طعمة أن بري مصر على وزارة المالية لأنه يعتبر أن الطائفة الشيعية من حقها أن توّقع إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فوزير المالية يوّقع على جميع المعاملات، وهي وجهة نظر لبري، ووزارة الأشغال تبقى وزارة خدماتية بالدرجة الأولى، وعلى أبواب الانتخابات أكثر من طرف يطالب بوزارة الأشغال، للحملات الإنتخابية.

بري يقول إنه مكلف من قبل حزب الله لذلك يريد وزارات ضرورية لحملاته الإنتخابية.

عن عقدة توزير رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وعن الحقيبة التي يقبل بها لتحل العقد المتبقية لتشكيل الحكومة يؤكد طعمة أن تيار المردة طرح الحصول على 3 وزارات، إما الأشغال أو الاتصالات أو الصحة، وبري يطرح أن ينال المردة وزارة التربية، والعقدة ليست بالحقائب فقط بل هي أيضًا خارجية.

تقاسم الحصص

ولدى سؤاله هل بات تشكيل الحكومة في لبنان من خلال تقاسم الحصص والتناتش عليها؟ يلفت طعمة إلى أنه للأسف هذا ما يجري في لبنان، وبري شئنا أم أبينا يتحدث باسم الطائفة الشيعية ككل، ولا يستطيع الحريري تجاوزه، وإذا كل طائفة تتمسك بالحقائب حينها يجب العودة إلى تفسير القوانين في لبنان.

مع تأخير تشكيل الحكومة كيف يتأثر إجراء الانتخابات النيابية في لبنان؟ يؤكد طعمة أنها تتأثر سلبًا، من خلال إعادة التمديد للنواب، وإذا لم تكن الحكومة مشكلة قبل شهر فبراير مع بيانها الوزاري ونيلها الثقة، فهناك مشكلة كبيرة ستصادفها الإنتخابات النيابية وستؤجل حتمًا، ونحن متجهون حينها نحو التمديد للمجلس النيابي.