معركة حلب استحوذت على اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس، فكانت حاضرة في التقارير والافتتاحيات وزوايا الرأي. تناقش الموضوع صحيفة الغارديان في افتتاحيتها تحت عنوان "سقوط حلب سيكون مؤشرا لفشل السياسة الغربية". وتنقل الصحيفة مشاهد النزوح من شرقي حلب: آباء منهكون يمسكون بأيدي أبنائهم الفزعين، شبان يدفعون المسنين في عربات مصنعة منزليا، وعائلات تجر حقائب ممتلئة. وبينما تتحرك قوات الجيش السوري مدعومة من ميليشيات من العراق وإيران وحزب الله باتجاه آخر معقل للمعارضة، يجري تجميع المئات من الرجال، ثم يختفون. ويعبر أفراد عائلاتهم ومنظمات حقوق الإنسان عن قلقهم على مصيرهم، ويخشون أن يكونوا في عداد الأموات، أو عرضة للتعذيب في أحد سجون نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتقول الصحيفة إن الهجوم الروسي السوري مستمر منذ أسابيع، لكنه الآن ازداد كثافة وقد يكون نهائيا. وحذرت الأمم المتحدة من أن الجزء الشرقي من حلب يواجه خطر أن يتحول إلى مقبرة ضخمة، جراء القصف العشوائي والدمار. وتقول الصحيفة إن الطائرات السورية أسقطت منشورات تخير فيها السكان بين الرحيل أو الموت. وبدأ السكان بالاستغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف أحد ممثلي الأمم المتحدة الوضع بأنه "انحدار نحو الجحيم". وقال مسؤولون من وزارة الخارجية الأمريكية بكل وضوح إنه ليس هناك ما يمكن عمله، بينما عقدت دول غربية اجتماعا عاجلا في مجلس الأمن لم يتمخض عنه سوى الإدانة ومزيد من الكلام، بينما تحدثت فرنسا عن احتمال وقوع ما وصفته "بأكبر مجزرة منذ الحرب العالمية الثانية". ويبدو عجز الأمم المتحدة واضحا، بحسب الصحيفة. في هذه الأثناء تعمل أجهزة الدعاية الروسية والسورية على تصوير ما يحدث على أنه "تحرير رهائن في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية". وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن مصير حلب سيكون مؤشرا على فشل الغرب وسياسته المتناقضة. وفي صحيفة الديلي تلغراف، نطالع تقريرا عن تسلل إسلاميين إلى وكالة الاستخبارات الألمانية. يحمل التقرير عنوان "إسلاميون يستغلون حاجز اللغة"، أعده نايجل ويست. ويقول معد التقرير إن الأخبار عن اختراق تنظيم إرهابي لوكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية لم تسبب صدمة للمحللين الاستخباريين، بل هي تذكرهم بهذا الخطر القائم بسسبب التساهل بشروط الدخول إليها بذريعة اكتساب المهارات اللغوية. والتحدي الأكبر هو كيفية تفادي خطر تغلغل الإرهابيين في أوقات تحتاج هذه الأجهزة إلى استقطاب عاملين يتحدثون اللغة بلكنات أجنبية للمساعدة في رصد ومراقبة نشاطات إرهابيين ومتشددين من بلدان الشرق الأوسط.. ومع حاجة الأجهزة الاستخبارية لتوظيف مترجمين بل وعناصر أمن، بدأ بعض الأجهزة الغربية بالتساهل في معايير الأمن. في صحيفة التابمز تقرير عن ظروف حياة أطفال اللاجئين السوريين في لبنان أعده ريتشارد سبنسر. "هناك سوريا أخرى لا نراها، سوريا أشجار الكمثرى وحقول القمح وأشجار الزيتون، فيها تذهب الفتيات الصغار إلى المدارس ليصبحن مدرسات، والعائلات لا تفر أمام الدبابات والطائرات، بل تقطف الخضروات. سوريا هذه ليست بعيدة، لكنها ضاعت منذ اندلعت الحرب"، هكذا يبدأ التقرير. وهذه سوريا كما وصفها لكاتب التقرير رجل سوري في الثامنة والستين اسمه عبدالكافي علي. يقول علي "كنا ملوك الأرض، نزرع البندورة والثوم والحنطة، ونحصدها ونطحنها ونصنع منها خبزنا. كان له مذاق مختلف، لا علاقة له بما تشتريه في المتاجر هنا. ثم أحرقوا الحقول". يتوقف علي عن الحديث، ثم يقول: أريد أن أموت. لقد فقدت كرامتي. أريد أن أموت". علي لا يريد البقاء في لبنان، بل يريد العودة إلى بلده وأرضه، حتى ولو عاش هناك في خيمة. هناك الآن مليون ونصف المليون لاجئ سوري في لبنان، يحاولون كسب قوتهم من العمل الموسمي، وهو العمل الوحيد الذي يسمح لهم بمزاولته. هم يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات. ثم ينتقل الكاتب للحديث عن الأطفال، الذين حرموا من المدارس. ليس السبب عدم توفرها، فالحكومة اللبنانية حولت الدراسة في المدرارس إلى فترتين، صباحية ومسائية، لتتيح للطلاب السوريين الدراسة في الفترة المسائية. هناء مازن، الطفلة ذات الإحدى عشر ربيعا، ترغب بالالتحاق بالدراسة، لكن عائلتها فقيرة ولا تستطيع تأمين تكاليف المواصلات لها. لذلك هي تذهب كل يوم لمشاهدة الأطفال الآخرين حين يعودون بالحافلات من المدرسة. هناء تعمل في قطف الخضار بدل الالتحاق بالدراسة، وهو عمل شاق كما تقول. وقصة هناء ليست سوى مثال على مصائر أطفال آخرين من بلدها في مثل سنها."تسلل"
أطفال بلا مدارس
- آخر تحديث :
التعليقات