رفضت الفصائل المسلحة التي تقاتل ضمن صفوف المعارضة السورية رفضت الخروج من حلب في رسالة عاجلة وجهتها إلى كيري، الذي كان طلب من الفصائل السورية المسلحة بعد لقاء مع لافروف في روما الخروج من حلب.
إيلاف: تعليقًا على هذا اعتبر عبد الرحمن الحاج الباحث في شؤون الجماعات المتشددة في لقاء مع "إيلاف" أن "مفاوضات أنقرة بين الفصائل السورية المعارضة وروسيا منحت تركيا دورًا جديدًا، وأعطت فرصة لاستثمار علاقتها بروسيا، التي انتقدها الكثيرون، للعب دور فعال في حلب".
لا تسليم
أضاف "يريد الأميركيون أن يكون الأمر محصورًا بينهم وبين الروس، وكذلك لا يريد الأوروبيون أي دور أكبر لتركيا". وأكد أن "الأميركيين لم يقدموا شيئًا إلى الفصائل داخل حلب، فما الذي يجعل الفصائل تستجيب لهم؟".
وأشار إلى أن "الأميركيين يعلمون أن الفصائل لن تستجيب لهم، وقد كانوا على وشك الوصول إلى اتفاق مع الروس على بقائهم في حلب ووقف القصف مقابل خروج جبهة فتح الشام "النصرة"". وتساءل: "كيف للفصائل التي تقاتل دفاعًا عن بيوتها وأعراضها أن تقبل بالخروج الطوعي من حلب وتسليمها إلى الميليشيات الإيرانية؟".
وأوضح الحاج أن "الروس وجدوا بذلك فرصة للتنصل من الاتفاق في أنقرة، ووضعوا شروطًا جديدة، وعندما جاء اجتماع روما ووافق الأميركيون على الطلب من الفصائل الخروج، صعّدت روسيا خطابها، ووجدت مخرجًا من الاتفاق"، وهذا واضح تمامًا، وقد منعوا عن المقاتلين السلاح، وتركوهم تحت القصف، ليس لهذا معنى سوى موافقتهم على إسقاط المدينة".
ورأى "الأميركيين يريدون التخلص من عبء حلب"، ولفت إلى "ردود الفعل الدولية الهزيلة المتمثلة في ضجة إعلامية وتحركات لن تغيّر الوضع الميداني على الأرض هي الأخرى مؤشر إلى التخلص من "عبء حلب". وأشار أيضًا إلى أن "أصدقاءنا يمنحون الفرصة تلو الأخرى للنظام والميليشيات الإيرانية للتقدم".
مماطلة روسية
لكنه أفاد من ناحية أخرى أن "ثمة اتفاق روسي تركي بأن لا تسلّم حلب إلى الميليشيات الإيرانية، إلا أن الإيرانيين يتقدمون مع النظام في الوقت الذي يجري فيه الروس المفاوضات مع الفصائل، يريدون فرض أمر واقع يجبر الروس أنفسهم على التعاطي معه".
وأكد أنه "من الواضح أن الروس ليسوا قادرين وحدهم على فرض قرار يمكن أن يتخذ في سياق مفاوضات مع الفصائل، ولا بد من الاتفاق مع الإيرانيين".
وكان الروس قد التقوا قادة الفصائل في أنقرة، ثم اتهم مصدر عسكري سوري معارض الروس بالمماطلة، وخاصة أنه رغم الاتفاق الذي أبرم في أنقرة عادوا وفرضوا شرطًا جديدًا، وهو موافقة دمشق وطهران على بنود الاتفاق.
رسالة الفصائل
وقد وجّهت الفصائل في حلب رسالة إلى الإدارة الأميركية قالت فيها "قرارنا هو التالي:
لن نخلي مدينة حلب، ولن ننسحب إلى اَي منطقة كانت، وشباب الزنكي وأهل حلب سيبقون في حلب، ولن تخرج، وسنموت في حلب، وقررنا أن نموت بعزة وكرامة في حلب، وأن ندافع نحن ونساؤنا وأولادنا عن حلب"...
أضافت في الرسالة: "نحن لم نتلق دعمًا منذ قرابة العامين، وقبلها كان دعم الدول مخجلًا وضعيفًا، ولن ننتظر منكم دعمًا، فقد سمعنا وعودكم كثيرًا، ولَم نستلم شيئًا، ولو أردتم دعمنا بشكل جدي فبإمكانكم دعمنا بمضاد الطيران والسلاح النوعي والمال الكافي، وليس بمبالغ لا تكفي لسد الرمق، ونحن قادرون على إسقاط الأسد بقواتنا، لو قدم الدعم الكافي والحقيقي إلينا.
لكن "قدم الدعم إلى النظام عن طريق سماحكم للإيرانيين والروس بدعم النظام دعمًا حقيقيًا، ليس كما هو دعمكم لأصدقائكم، كما تدعون".
وأشارت الرسالة إلى أن "نفقاتنا الشهرية 2 مليون دولار، ولَم نأخذ شيئًا من أحد، وأنتم تتحدثون وتقدمون الوعود، ولا شي على أرض الواقع، وقضيتنا ليست قابلة للبيع، وأرضنا لن نتخلى عنها، وسنموت واقفين في حلب، وكل من خذلنا سيلحق به العار، ولن تسامحه الإنسانية".
وأكدت الرسالة أخيرًا: "نرجو تبليغ رسالتنا إلى إدارتكم، وإن كان هناك جواب مهتمون بمعرفته الآن فنحن في حلب اضطررنا لأن نأخذ خيار الموت واقفين وراضين بما قدر الله".&
التعليقات