قسم المتابعة الإعلامية أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التفجير الذي وقع في كنيسة ملحقة بالكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية بالقاهرة خلال قداس الأحد، والذي راح ضحيته 25 شخصاً وجُرح 49 آخرين. وبينما يشير بعض المعلقين بأصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين، ينتقد معلقون آخرون ما وصفوه بـ"التقصير الأمني". "سوف يأتي وقت الحساب" تتهم افتتاحية الأهرام المصرية جماعة الإخوان المسلمين بالتورط في الحادث، قائلة: "إخوان الخارج طلبوا من عدد من العناصر الإرهابية تكثيف العمليات الإرهابية خلال الأيام المقبلة مع اقتراب الاحتفالات برأس السنة الميلادية". وتضيف الصحيفة: "من الواضح الآن أن جماعة الإخوان الإرهابية تهدف إلى تكثيف العمليات الإرهابية بعدما ضاق الخناق حولها، سواء في الداخل أو الخارج، وبعد رفض المصريين لأى حديث عن مصالحة أو تسوية معهم، وبعد رفض المصريين لأى حديث عن مصالحة أو تسوية معهم، فضلاً عن بداية توجيه أصابع الاتهام في بعض العواصم العالمية للجماعة بأنها المسئولة عن انتشار الأفكار المتطرفة". في الصحيفة ذاتها، يقول محمد إبراهيم الدسوقي: "الإرهابيون الجبناء الذين فجروا صباح أمس قنبلة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية بخسة ونذالة تحسدهم عليها الوحوش الكاسرة في البرية قصدوا من وراء فعلتهم الشنعاء إغراقنا في بحور الدماء البريئة، وتوهموا أنهم بتنفيذهم جريمتهم النكراء في كنيسة سيحدثون شرخاً لا يلتئم في جدار النسيج الوطني". يضيف الكاتب: "لم يدرك الأشرار الأوغاد أنهم يزيدون من متانة وصلابة هذا النسيج، وأنه لا فارق بين مسلم ومسيحي، فالإرهاب لا ملة له". في اليوم السابع المصرية، يقول عادل السنهوري: "الإرهاب الآن وفى موجته الشرسة يخوض حرباً يائسة جديدة ضد كل طوائف الشعب المصري، وليس ضد طائفة أو فصيل معين، هى حرب ضد المصريين جميعاً من خوارج العصر الحديث، ومن دول مازالت تحمل في داخلها كل الكراهية والحقد على مصر وشعبها واستقرارها". ويضيف: "المرحلة الصعبة الحالية تستدعى الاصطفاف والتوحد والتماسك في مواجهة خطر الإرهاب، ثم بالتأكيد سوف يأتي وقت الحساب القريب عن التقصير والتخاذل الأمني". بنبرة مماثلة: يتحدث عماد الدين حسين في الشروق المصرية عن صعوبة "منع هذه الحوادث من الوقوع بنسبة مئة في المئة"، ولكنه يعود قائلاً إن هذا "لا يبرر وجود بعض التقصيرات الأمنية". ويضيف الكاتب: "من حق كل التيارات والأحزاب والقوى أن تختلف مع الحكومة وتنتقدها وهو أمر مشروع ومستحق في العديد من الملفات، فعليها ألا تلتمس أي أعذار لهؤلاء الإرهابيين تحت أي مسمى من المسميات". أما في المصري اليوم يقول عمرو الشوبكي: "هذا النوع من الإرهاب المخطط، وغير العشوائي الذى يعرف أين يستهدف، ومن يصيب هو من أخطر أنواع الإرهاب، فقد بدا أن هناك قدرة واضحة لمجموعات صغيرة ومتفرقة من الإرهابيين على الحركة والإيذاء". ويضيف: "إن مواجهة هذا الشكل الجديد من الإرهاب الذى يحتمى بمقولة سياسية لن يكون فقط بالأمن والقوانين الرادعة، إنما أيضا بمقولة سياسية أخرى تواجهه لا إعلاميين فشلة، يصرخون كل يوم فى بعض وسائل الإعلام". "المشهد المصري ملتبس" في الغد الأردنية، يقول باسم الطويسي: "يبدو المشهد المصري ملتبساً، وقابلاً للتأويل أكثر من أي وقت آخر، فمصر تتعرض لهجمات دعائية منظمة في السنوات الأخيرة، واضحة المصادر والأهداف. وقد وصلت تلك الهجمات، في لحظات ما، حد الهيستريا في محاولة إيذاء الدولة المصرية وتاريخها، وليس النظام السياسي ووصلت حد شيطنة الصغار والكبار معا، لكن أن تصل الأمور إلى حرب مفتوحة من دون معنى، فهذا الأمر الذي يثير الالتباس ويصب المزيد من الغموض على هذه التطورات". وتقول الراية القطرية في افتتاحيتها: "ليس هناك مبرّر للهجوم الذي تعرض له محيط الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية والذي أودى بحياة 25 شخصاً وإصابة 49 آخرين"، مشيرة إلي أن "الإرهاب أصبح يشكل خطراً على العالم أجمع، خاصة بعدما تحوّل من ظاهرة طارئة إلى آفة خطيرة لم تسلم منها حتى الدول الغربية، وإنه أصبح يستهدف الأبرياء العزل من المدنيين في أي مكان، ولم يسلم منه حتى الأطفال والنساء". وتتابع الصحيفة: "إن هذه الآفة تقتضي تكاتف الجهود الدولية بمنظورٍ شامل ومتكامل يضمن اجتثاثها من جذورها وعدم حصر الإرهاب في دين وعنصر معين".
- آخر تحديث :
التعليقات