أجلي أكثر من 3 آلاف شخص من منطقة لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة شرقي مدينة حلب. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن إجلاء كافة المدنيين والمسلحين قد يستغرق عدة أيام. وسيطرت القوات الحكومية، التي تدعمها روسيا، على كافة المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة خلال الأيام الماضية. ومثل هذا التطور انتصارا مهما للرئيس بشار الأسد، الذي وصف "تحرير" حلب بأنه حدث تاريخي. تحليل: مراسلة بي بي سي باربارا بليت آشر - واشنطن أكد جون كيري على أن النظام السوري مسؤول عن فشل مفاوضات أمريكية روسية بشأن اتفاق عام لوقف إطلاق النار في سوريا واستئناف محادثات السلام. لكن كيري لم يقدم أي خطة بديلة لإنهاء الصراع، ولم يقر بأن سقوط حلب جاء بسبب فشل الاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية. ويعيب البعض على وزير الخارجية أنه بالغ في اعتقاده بأن روسيا مستعدة للتفاوض بشأن اتفاق. كيري أكد استمرار في جهود الدؤوبة من أجل التوصل لاتفاق سلام، لكن سقوط حلب يعني أن وقته قد نفد، ولاسيما أن الإدارة الحالية في أسابيعها الأخيرة، وأن ملف الأزمة السورية سيُرحل إلى الإدارة المقبلة. وكان يُفترض نقل المدنيين ومسلحي المعارضة وأسرهم الأربعاء، لكن انهيار اتفاق سابق لوقف إطلاق النار حال دون تنفيذ ذلك. وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ماريان جاسر: "أجلي قرابة 3 آلاف مدني وأكثر من 40 جريحا، بينهم أطفال"، مضيفة "لا نعرف عدد المواطنين الباقين في شرق (المدينة)، وعمليات الإجلاء قد تستمر لأيام". ويُنقل من يتم إجلاؤه إلى مناطق سيطرة المعارضة في محافطة إدلب. واتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الحكومة السورية بارتكاب "مذبحة" في حلب، داعيا إياها إلى العودة لمحادثات السلام. وقال كيري: "السؤال الوحيد الباقي هو هل النظام السوري، بدعم روسي، مستعد للذهاب إلى جنيف للتفاوض بشكل بنّاء، وهل هم مستعدون لوقف هذه المذبحة التي تحدث لشعبهم". وبحسب وسائل إعلام سورية، فإن مسلحي المعارضة دمروا ما كان بحوزتهم من ذخيرة ووثائق قبل مغادرة المدينة. وأفاد بيان صادر عن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتناحرة في سوريا، التابعة لوزارة الدفاع الروسية، فإن السلطات في سوريا أكدت على ضمان أمن كافة عناصر الجماعات المسلحة التي تقرر مغادرة حلب. وأكدت فصائل معارضة أن اتفاقا جديدا لوقف إطلاق النار بدأ في الساعة 3 بتوقيت غرينيتش يوم الخميس، وأنه اتفق على هدنة جديدة. تنقل حافلات وسيارات إسعاف الجرحى والمدنيين ومسلحي المعارضة إلى محافظة إدلب القريبة، ومعظمها خاضع لسيطرة تحالف معارض يضم جبهة فتح الشام. وتغادر الحافلات مدينة حلب عبر طريق يتمد في مناطق سيطرة الحكومة وصولا إلى بلدتي خان طومان وخان العسل. وتقول تركيا، التي ساعدت في التوصل لاتفاق بشأن عملية الإجلاء، إنه تجهز لاستقبال بعض المدنيين الأكثر عرضة للخطر. كم عدد المتبقين في شرقي حلب؟ قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن 50 ألف شخص، من بينهم 4 آلاف مسلح ومعهم 10 آلاف من أقاربهم، لا يزالوا عالقين، محذرا من أن نقل من يتم إجلاؤه إلى إدلب قد لا يعني أنهم في مأمن. وأكد دي ميستورا على أنه "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي ووقف لإطلاق النار قد تصبح إدلب حلب المقبلة".أين يذهب من يغادر شرقي حلب؟
- آخر تحديث :
التعليقات