أكد العراق اليوم أنه يسعى إلى تحسين علاقاته مع السعودية، وسيرحب بتعيينها سفيرًا جديدًا في بغداد، وأشار إلى أنّه لم يعطِ اذنًا لأي مليشيا عراقية مسلحة للقتال في سوريا.
إيلاف من لندن: قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم، عقب اختتام مؤتمر السفراء العراقيين وتابعته "إيلاف"، إن العراق يسعى إلى تحسين علاقاته مع السعودية بإعتبارها جارًا ودولة عربية ومسلمة وبلد الحرمين الشريفين، ويتطلع إلى قيامها بتعيين سفير جديد في بغداد مشددًا على ان بلاده سترحب بذلك.
واشار إلى أنّ البلدين اعادا العلاقات بينهما بعد سنوات من القطيعة وعيّنت الرياض ثامر السبهان سفيرًا لها في بغداد، لكن السلطات العراقية اختلفت معه حول ادائه لمهامه وطلبت تغييره واستجابت السلطات السعودية لذلك، وقررت سحبه حيث يتولى قائم بالاعمال مهام السفارة حاليًا على امل تعيين سفير جديد، حيث سيرحب العراق بذلك.. مشددًا بالقول "نحن في العراق لا نكن عداء للسعودية".
وكان السبهان غادر بغداد في الخامس من سبتمبر الماضي عائدًا إلى الرياض، فيما اشارت تقارير إلى تعيين العميد الركن عبد العزيز بن خالد الشمري الملحق العسكري في ألمانيا وزيراً مفوضاً برتبة سفير في العراق.
وغادر السبهان بغداد عائداً إلى الرياض بعد ان كانت الخارجية العراقية قد طلبت من نظيرتها السعودية في 28 اغسطس استبداله بذريعة تدخله في الشؤون الداخلية العراقية، وهو ما اثار خلافات بين القوى الشيعية العراقية التي رحبت بالقرار والقوى السنية التي اعتبرته ارضاء لايران التي تشهد علاقاتها مع السعودية توترًا على اكثر من صعيد.&
وقد جاء الطلب العراقي باستبدال السفير السعودي بعد حملة شنتها قوى عراقية حليفة لايران ضد السبهان، متهمين اياه بتهديد السلم الأهلي في البلاد اثر اشارته إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية ضد اهالي المناطق السنية التي يتم تحريرها من سيطرة داعش، وهي انتهاكات أكدتها منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش.
وكان السبهان ذكر في تصريح متلفز لإحدى القنوات الفضائية المحلية أن رفض الأكراد ومحافظة الأنبار دخول قوات الحشد الشعبي مناطقهم دليل على عدم مقبوليته من قِبل المجتمع العراقي. ثم كشفت تقارير صحافية عن محاولات لاغتيال السفير السعودي ونقلت عن مصادر عراقية قولها إن "الميليشيات التي خططت لاغتيال السبهان على ارتباط مباشر بإيران".
وكانت السلطات السعودية عيّنت السبهان سفيرًا في العراق في الثاني من يونيو عام 2015 ثم قدم اوراق اعتماده سفيراً جديداً للسعودية في العراق إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم في 18 يناير الماضي، وذلك بعد قطيعة دبلوماسية بين البلدين دامت ربع قرن.&
مشاركة مليشيات عراقية مسلحة في القتال داخل سوريا&
وردًا على سؤال حول مشاركة مليشيات عراقية في القتال بسوريا لدعم نظامها والتقارير حول ارتكاب مليشيا النجباء لجرائم في مدينة حلب السورية، اشار الجعفري إلى أنّ الحكومة العراقية لم تعطِ إذنًا لأي مسلح للقتال في سوريا كما ان احدًا لم يطلب منها اذنًا بذلك مؤكداً انها ليست لها أية علاقة مع هؤلاء المقاتلين.
وعن التطورات العسكرية في حلب، اوضح الجعفري ان أي تقدم في الوضع الامني في سوريا ضد الارهاب يخدم المعركة في العراق والعكس صحيح.. وأكد ان العراق يقف مع سوريا لانها ضحية الارهاب مثله.
وعن المساعدات الدولية للعراق في مواجهة تنظيم داعش، قال الجعفري إن العراق لم يطلب أي قواعد عسكرية أو قوات اجنبية تقاتل على ارضه.. لكنه عبّر عن الامل في تعاون الدول مع بلاده في تدريب قواتها وتقديم خبراتها ومعلوماتها الاستخبارية اليه، مشددًا بالقول ان معركة العراق ضد داعش هي معركة عالمية.
واعتبر الوزير أن خطاب العراق أصبح مسموعاً من قبل العالم.. مشيراً إلى أن الدول تتسابق للتفاعل مع العراق، وقال إن العراق سلب أنظار العالم كافة وكلهم ينظرون إلى ما يحصل في العراق.. موضحًا أن خطاب العراق أصبح مسموعاً وأن دول العالم تتسابق للتفاعل مع العراق حاليًا.
وأضاف الجعفري أن القوات المسلحة العراقية تتقدم بشكل لافت وتنال إعجاب العالم واستطاعت تلقين الإرهابيين درساً.. مشددًا على ضرورة التفكير كثيراً في مرحلة ما بعد التحرير والاستعداد لها.
وكان ائتلاف متحدون العراقي بزعامة نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي اعتبر الاربعاء الماضي أن وجود مليشيات عراقية في سوريا تقاتل إلى جانب النظام وتشارك في جرائمه ضد الشعب ارهاب ومخالف للدستور، داعيًا الحكومة إلى سحبها.&
وقال ائتلاف متحدون للاصلاح بزعامة النجيفي "انه ليس هنالك من وصف يصدق على ما يجري في مدينة حلب سوى انه جريمة ابادة متكاملة الاركان، حيث يقوم النظام السوري وحلفاؤه في موسكو وطهران والمليشيات غير النظامية القادمة من شتى الدول بما فيها من العراق وتحت دوافع انتقامية طائفية بعملية ابادة وتصفية جسدية وتدمير كامل للممتلكات وعقاب جماعي على العزل من المدنيين وبجميع الاسلحة بما فيها المحرمة قانونًا".
&ودعا الائتلاف الحكومة العراقية إلى "تحمل مسؤوليتها والمباشرة بسحب المليشيات العراقية الموجودة في سوريا والشباب العراقيين المغرر بهم بالمال والرايات الطائفية الوهمية والا فمعاملتهم معاملة الارهابيين".&
&ومعروف ان اكثر من 12 مليشيا عراقية مسلحة على صلة بايران تقاتل في سوريا لحماية نظامها من السقوط ومنها لواء ابو الفضل العباس ولواء ذو الفقار وكتائب حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء والجناح العسكري لمنظمة بدر ولواء كفيل زينب وحركة حزب الله النجباء وفيلق الوعد الصادق ولواء اسد الله الغالب ولواء الامام الحسين وفوج التدخل السريع ولواء المؤمل.
التعليقات