أثارت صور تبرز مدى تغلغل إيران في الشأن العراقي الداخلي، ردود فعل منتقدة. فقد ولّدت صور أعضاء التحالف الوطني العراقي وهم مجتمعون على مائدة إفطار في السفارة الإيرانية في بغداد مع غياب العلم العراقي، غضبا واسعا، في حين أظهرت صور أخرى ضباط شرطة عراقيين يدوسون العلم الأميركي في استعراض عسكري بدعوى احياء "يوم القدس العالمي".


محمد الغزي من بغداد: بعد ساعات قليلة من نشر صور لضباط شرطة في محافظة البصرة وهم يدوسون على العلم الأميركي بدعوى احياء يوم القدس العالمي، قرر وزير الداخلية العراقي محمد الغبان احالتهم على مجلس تحقيقي، في حين لا تزال صورة لافتة كبيرة في البصرة تعلو شارعا في المحافظة وهي تثير جدلا كبيرا بعد ان قرر مجلس المحافظة تسميته بشارع "روح الله الخميني" رغم ردود الفعل المستنكرة والمنتقدة.

علم الولايات المتحدة يُداس

وزارة الداخلية العراقية اعلنت، السبت، ان وزيرها محمد الغبان أمر باحالة عدد من الضباط والمنتسبين في شرطة البصرة على مجلس تحقيقي على خلفية مشاركتهم في تظاهرة يوم الجمعة بدعوى احياء يوم القدس العالمي.

وقالت الوزارة في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه إن "امراً صدر من وزيرها محمد الغبان يتضمن احالة عدد من الضباط والمنتسبين في شرطة البصرة على مجلس تحقيقي وتطبيق العقوبات الواردة في قانون عقوبات قوى الامن الداخلي"، مبينة ان "ذلك جاء بعد مشاركتهم في تظاهرة ذات طابع سياسي يوم الجمعة الاول من يوليو الجاري بدعوى احياء يوم القدس العالمي".

وأضافت أن "المادة التاسعة والعشرين من قانون العقوبات تنص على عدم جواز مشاركة ضباط ومنتسبي وزارة الداخلية في أي تجمع ذي طبيعية سياسية والتعبير عن مواقف سياسية"، مشيرةً الى انها "ستواصل رصد اي حالة من حالات الخرق لهذه الشروط والضوابط التي تنظم عمل المنتمين إلى الاجهزة الامنية وستطبق بحزم العقوبات الواردة والتي تصل الى حد الطرد من الاجهزة الامنية".

وشهدت مدينة البصرة، الجمعة، تنظيم مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف بدعوى احياء يوم القدس العالمي، وتضمنت المسيرة إجراء استعراض غير مسلح لفصائل وتشكيلات الحشد الشعبي في المحافظة، فيما تم اضرام النار بالعلمين الإسرائيلي والأميركي، قبل ان تمر أفواج ضباط الشرطة ومنتسبيها وهم يدوسون على العلمين.

مستشار رئيس الجمهورية السابق السياسي والإعلامي المخضرم كاميران قره داغي كتب تعليقا على الحادثة جاء فيه: "هذه هي الطريقة التي يعبر فيها العراق عن امتنانه لأميركا لمساعدته في هزيمة تنظيم داعش !".

فيما كتب مستشار رئيس الوزراء السابق الإعلامي العراقي رافد جبوري "اهانة العلم الاميركي في يوم القدس الإيراني على الارض العراقية".

وأضاف: "المشروع الأميركي لا يهمه مظاهر مثل هذه فاولويات اميركا استراتيجية ولا تنشغل كثيرا بالرموز الثقافية فهي تركز على سياسة الوفاق مع ايران حيث ان العدو الان هو تنظيم داعش والمواجهة معه هي العنوان الابرز للسياسة الاميركية الخارجية والعسكرية في العراق والشرق الأوسط".

وتابع "اما ايران فرغم تزايد تأثيرها في العراق منذ 2003 وتعاظمه منذ 2014 فما تزال احتفالاتها بمراسيم مثل يوم القدس لا تلبي طموحها فالهوية العربية والخصوصية العراقية لشيعة العراق تمثل حاجزا مهما حتى الان".

الخميني في البصرة

وأشعلت خطوة مجلس محافظة البصرة بتغيير اسم شارع الزهراء في المحافظة الى شارع روح الله الخميني انتقادا واسعا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وأطلق ناشطون هاشتاغ (#العراق_يجمعنا_خميني_يقتلنا) وهاشتاغ (#اسمي_البصرة)، فيما كتب السياسي المثير للجدل السيّد أياد جمال الدين مغردا في تويتر "“شارع في البصرة باسم الإرهابي خميني !!!‏هل تسمح حكومة العبادي بتسمية شارع ابن تيمية في بغداد مثلا ؟!".

فيما علق مقدم برامج الاستاند اب كوميدي الفنان البصري احمد وحيد "سأعترف ان ايران هي من حررتنا من داعش .. وليس ابناءنا وموظفينا الذين اقتطعت رواتبهم لدعم الحشد .. ولا الامهات اللواتي يزف ابناؤهن للقتال .. ولا اصحاب المولدات الذين يجهزون الكهرباء مجانا لعوائل المقاتلين".

وكتب مدون اخر "لا عرف الخميني ولا اعرف هذا ولا ذاك .. انا اعرف امي البصرة والسياب ابي" ووسم تدوينه على فيسبوك بهاشتاغ (#البصرة_ليست_لايران).

وكتب الناشط علي وجيه "ما الاسم الرسميّ لإيران؟ &انه "الجمهورية الإسلامية"، هل تعلمون ما هي أسماء شوارعهم؟ (كورش، زردشت، كسرى)، وغيرهم من الرموز التاريخية لهم، رغم أن بعضهم مجوس، أو قبل الإسلام، أو ليسوا شيعة مثلا، مثل الشاعر سهراب سبهري وسعدي الشيرازي!، أو فردوسيّ، مُقنّن العنصرية ضدّ العرب في عمله "الشاهنامة"، هؤلاء من يحترمون ماضيهم، هم الذين يصنعون حاضرهم، الكل يشتم الحكومة، لكنه لا يشتم إيران، ونحنُ نشتم العراق والحكومة والدولة والمكوّنات، ونبتسم بوجه الشعوب الأخرى، كشخصٍ يمسحُ سكّينه بعد أن قتل أباه".

إفطار في السفارة

ونشر مستشار الامن القومي السابق وعضو التحالف الوطني موفق الربيعي صورا على صفحته الموثقة بالشارة الزرقاء على فايسبوك لدعوة افطار اقامتها السفارة الايرانية في بغداد لاعضاء التحالف الوطني.

وظهر أعضاء التحالف الوطني جالسين امام سفرة الطعام الإيراني فيما ظل مضيفهم السفير حسن دنائي فر واقفا، في حين بدت وجوه عدد من الضيوف منزعجة لاسباب مجهولة وظهر عدد منهم متجهماً، كما غاب العلم العراقي رغم حضور وزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

ولم يكن الجعفري ابرز الحاضرين، بل ان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي كان حاضرا أيضا وكذلك الأمين العام لحزب الفضيلة هاشم الهاشمي ووزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان والقيادي في المجلس الأعلى حميد رشيد معلة ووزير النفط الأسبق إبراهيم بحر العلوم وعدد من قيادات التحالف.

اكاديمية عسكرية &

"يحدث في العراق أكاديمية عسكرية تتبع لسرايا السلام تدرس علوم الحرب وتخرج أولى دوراتها"، هكذا علق ناشطون في العراق على تسجيل فيديو وصور تظهر تخرج طلاب من اكاديمية (سيد الكونين) والتي تدرس علوم الحرب والعلوم العسكرية على يد ضباط &في الجيش العراقي لكن الاكاديمية تتبع لـ"سرايا السلام" الجناح العسكري للتيار الصدري بعد تجميد "جيش المهدي".

وهذه اول مرة تعلن فيها جهة سياسية عراقية وفصيل عسكري ضمن تشكيلات الحشد الشعبي انشاء كلية عسكرية أهلية تمنح رتبا وتخرج طلابا أركانا وتدرس علوم الحرب فيما سلم شهادات التخرج نواب من التيار الصدري ومحافظ بغداد علي التميمي.

ولم تعلق وزارة الدفاع العراقية ولا هيئة الحشد الشعبي ولا الحكومة العراقية على الموضوع.

منشق عن الصدر يشكل ميليشيا المؤمل

القيادي في سرايا السلام والمقرب من زعيم التيار الصدري سعد سوار أنشق عن زعيمه وأسس ميليشيا خاصة به للقتال في سوريا والعراق.

وكشف الانشقاق القيادي في التيار الصدري حسين الشباني والذي وجه رسالة &لـ"سوار" على حسابه في فايسبوك وجاء فيها: "سمعت خبر خروجك من التيار وتأسيس جيش خارج إطار الخط الشريف وقيادة السيد مقتدى الصدر وبعد أن بحثت عن رقم هاتفك لم أحصل عليه لذا أوجه كلامي من أخ ناصح لك".

وتابع الشباني "أنت صاحب المواقف المشهودة فموقفك ضد المنشقين من أول الأمر كان موقفا مميزا ويشهد له القاصي والداني، وأعتقد أنه سبب في التضييق عليك، ولعلمي أن أغلب القيادات تعاني مرض النقص في المواقف وطبعا المواقف الحرجة وأنت أيضا سهلت الأمر لهم في ذلك".

وزاد قائلا" أما عتبك على قائدك الصدر فليس مبررا، فالقائد الصدر له ظروف لا نعلمها فينبغي حمله على الصحة، وما بيان القائد أنه لم يكن يأمل منك ذلك ألا وهو شاهد كلامي فقد وضعك في خانة المخلصين".

واختتم الشباني رسالته إلى سوار "أخي العزيز إذا لم تستطع أن تعمل داخل الخط فلا ينبغي أن تكون في خانة الأعداء ضد قائدك وابن مرجعك".

ويعد سعد سوار أحد قادة جيش المهدي سابقا في منطقة الشعلة ذات الغالبية الشيعية شمال غرب بغداد، وقد عرف بمشاركته في التطهير الطائفي في أعوام 2006 و2007، واعتقله الجيش الأميركي.

وبعد خروج القوات الأميركية من العراق عام 2011، وأثناء عملية نقل سجناء من سجن التاجي إلى سجن الكرخ تم تسهيل مهمة هروب سعد سوار ومعه أربعة من قادة ميليشيا جيش المهدي، ليذهب مباشرة إلى إيران التي خضع فيها للتدريب.

وعند عودته إلى العراق في نهاية عام 2013، اعتقلته القوات الأمنية العراقية أثناء تجواله في بغداد ومشاركته في المسيرات والمراسم الدينية، حيث كانت قصة اعتقاله التي استمرت لمدة شهر واحد تدخل ضمن تصفية حسابات بين المالكي والصدر، ليغادر الى سوريا حيث شارك هناك بتشكيل لواء أبي الفضل العباس ومن ثم ساهم بتشكيل أفواج الكفيل، والتدخل السريع بالتسليح والمقاتلين، قبل ان يعود ثانية الى العراق بعد احتلال الموصل ومناطق عراقية واسعة على يد تنظيم داعش.