كابول: قتل تسعة اشخاص على الاقل باعتداء انتحاري نفذته حركة طالبان على مركز للشرطة في وسط كابول الاثنين عشية جولة جديدة من المحادثات الدولية على امل اعادة اطلاق الحوار مع الحركة المتطرفة.

واصيب العديد من الاشخاص بجروح في التفجير الذي تم عند مدخل المركز كما شوهد عدد من الجثث والحطام المتفحم حول المكان.

ويندرج الاعتداء في اطار الحملة غير المسبوقة التي تشنها حركة طالبان في الشتاء على الرغم من تزايد الضغوط لاستئناف عملية السلام بين الحكومة الافغانية والمتمردين.

وكانت وزارة الداخلية اوردت في البدء ان الهجوم الانتحاري تم بواسطة سيارة مفخخة الا انها اشارت بعدها الى ان منفذ الهجوم كان راجلا وفجر حزامه الناسف وسط طابور من الاشخاص ينتظرون الدخول الى المركز.

وكتب نائب وزير الداخلية محمد ايوب سالنجي على تويتر "افادت تقارير عن وقوع عشرة قتلى واصابة 20 اخرين بجروح في الهجوم الانتحاري بساحة ده مازانغ بوسط كابول".

واضاف "معظم الضحايا من المدنيين".

واشار المتحدث باسم الشرطة بشير مجاهد الى مقتل تسعة اشخاص مضيفا ان نحو 12 شخصا اخرين من بينهم امراة اصيبوا بجروح.

وافادت وزارة الصحة ان بعض الجرحى اصيبوا بشظايا في الصدر وهم في حالة حرجة.

وهرعت سيارات الاسعاف الى المكان الذي فرض فيه طوق امني.

واعلنت حركة طالبان تبنيها للاعتداء وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد على تويتر ان نحو 40 شرطيا قتلوا او اصيبوا بجروح.

وغالبا ما تلجا الحركة الى تضخيم حصيلة اعتداءاتها ضد الحكومة في افغانستان.

وياتي الاعتداء بينما تسعى السلطات الافغانية لاستئناف محادثات السلام مع الحركة المتمردة. وتشارك كابول في اجتماعات رباعية مع الولايات المتحدة وباكستان والصين تهدف الى احياء محادثات السلام مع المتمردين.

وعقد اجتماع اول قبل اسبوعين في باكستان ثم جرت جولة ثانية في كابول الاثنين الماضي بدون ان تحقق اي تقدم. واتفق الافغان والاميركيون والباكستانيون والصينيون على الاجتماع مجددا في السادس من شباط/فبراير في اسلام اباد لكنهم لم يذكروا موعد انضمام ممثلين لطالبان الى المفاوضات.

وجرت محادثات مباشرة اولى بين الحكومة الافغانية وطالبان الصيف الماضي، لكن اجتماعا ثانيا ارجئ الى اجل غير مسمى بعد اعلان وفاة زعيم الحركة الملا محمد عمر.

وقد جددت حركة طالبان الاحد مطالبتها بانهاء "الاحتلال" الاجنبي لافغانستان وشطب عدد من كوادرها من "اللوائح السوداء" كشرط مسبق لاستئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الافغانية بهدف انهاء التمرد المستمر منذ 14 عاما.

ووردت هذه الشروط في تصريحات للمتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في الدوحة حيث اجرى ممثلون لطالبان يومين من المناقشات مع وفد افغاني في اطار اجتماع جرى في قطر ونظمته حركة باغواش الدولية الداعية الى حل الازمة الافغانية.

وقال مجاهد "قبل اي محادثات سلام، نريد شطب اسماء المجاهدين عن القوائم السوداء للامم المتحدة والولايات المتحدة والغاء جميع المكافآت المرصودة لقتلهم (...) ونريد كذلك اعادة فتح مكتبنا السياسي في الدوحة رسميا".

وشهدت محادثات الدوحة تواصلا مباشرا بين عناصر طالبان وبرلمانيين افغان واعضاء في منظمات المجتمع المدني وسط مساع دولية لاحياء محادثات السلام.