يشكو سكان جنوب إسرائيل من سماعهم لصوت حفريات تنفذها حماس في انفاق قريبة من بلداتهم، وهو ما يشعل النقاش في إسرائيل حول الآلية التي يتوجب اتباعها لإيقاف حماس عند حدها.

تل ابيب: في حين يطالب رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاك هرتسوغ حكومة نتانياهو بضرب الأنفاق التي تحفرها حماس في غزة باتجاه القرى والبلدات الإسرائيلية، يأتي وزير الدفاع موشيه يعالون ليقول إنه يمكن أيضًا أن تقوم إسرائيل بضرب مائة الف صاروخ لحزب الله في لبنان أو ضرب الصواريخ الإيرانية، ولكن الأمر ليس كذلك وعلى الحكومة أن تحسب الكثير من الحسابات قبل أن تقوم بعمل عسكري رافضًا نظرية هرتسوغ بشن غارات على أنفاق حماس في غزة.
&
تبادل اتهامات ونقاش
&
مسألة الأنفاق التي تحفرها حماس على الحدود مع إسرائيل تثير جدلاً كبيرًا في إسرائيل ورئيس الحكومة الاسرائيلية، خلال لقائه سفراء إسرائيل اكد انه إذا هوجمت إسرائيل من هذه الأنفاق فسترد بقوة كبيرة وذلك بعد أن طرحت هذه المسألة للنقاشات في الداخل الإسرائيلي بعد تبليغ سكان القرى والكيبوتسات الحدودية مع غزة عن سماع أعمال حفر تحت الأرض بمحاذاة بلداتهم، وأيضًا تصريحات اسماعيل هنية حول قيام حماس بالتدريبات والتحضيرات وحفر الأنفاق تحضيرًا لمواجهة مستقبلية مع اسرائيل، كل هذه جعلت النقاش الداخلي الاسرائيلي يحتدم والجيش يقول انه لم يكتشف مثل هذه الانفاق بعد، مع العلم أن الجيش الإسرائيلي يقوم بالكثير من عمليات المراقبة والتجسس لهذا الغرض.
&
الى ذلك طالب سكان الجنوب القيام بعمليات حفر في مناطق يعتقد أن حماس تحفر أنفاقاً تحتها على غرار ما قام به الجيش الاسرائيلي على الحدود اللبنانية، حيث قامت حفارات ضخمة بشق ثقوب في الارض بمحاذاه الحدود لاكتشاف الأنفاق هناك، ولم يبلغ حتى الآن عن اكتشاف أي نفق، وتحيط إسرائيل الأمر بسرية تامة.
&
أنفاق هجومية
&
هذا وقال مصدر عسكري لـ "إيلاف"، إن إسرائيل تتابع عن كثب عمليات التدريبات التي تجريها حماس في قطاع غزة، وأشار انه تم تدمير معظم أنفاق حماس التي تصل إسرائيل في عملية الجرف الصامد عام 2014، وقد يكون هناك نفق أو أكثر لا يزال صالحًا، ولكن الجيش يقوم بكل ما بوسعه لاكتشاف أي ثغرة أو نفق يمكن ان يكون هجوميًا، أي أن يستطيع مقاتلو حماس التسلل من خلاله والهجوم على المدنيين أو الجيش في الجنوب الإسرائيلي.
&
الحرب محتملة
&
وتجدر الاشارة هنا الى أن وضع حماس صعب جدًا في قطاع غزة خاصة بعد تدمير غالبية الأنفاق التي كانت تربط غزة بشبه جزيرة سيناء من قبل الجيش المصري، هذا يعتبر ضرب الشريان الاقتصادي الأهم لقطاع غزة في ظل الإغلاق الإسرائيلي على غزة برًا وبحرًا وأيضًا إصرار مصر على إغلاق معبر رفح غالبية أيام السنة، وهي تعتمد بالكامل على ما يتم ادخاله عبر معبر كرم ابو سالم الإسرائيلي.
ويقول الخبراء في تل ابيب إن سنة 2016 سوف تشهد مواجهة عسكرية مع حماس في حال استمر الوضع على ما هو عليه في القطاع واستمرار ارتفاع نسبة البطالة هناك، والتي تصل الى نحو 45% من القوى العاملة في ظل انعدام السلطة المركزية والحصار المفروض على القطاع وضرب الانفاق مع مصر وشح الميزانيات التي تحصل عليها حماس بعد خلافها مع ايران بسبب المسألة السورية، يقول الخبراء.
&
مأزق إسرائيل
&
من ناحية اخرى، فإن اسرائيل لا تريد أي مواجهة عسكرية لن تستطيع الحسم فيها، وأن أي عملية عسكرية او حرب على غزة لن تصل الى مستوى الحسم العسكري لأن هذا النوع من الحروب بين جيش نظامي ومقاتلين في حرب عصابات لن يؤتى بأي نتيجة عسكرية للطرف المنظم، وان الغارات الجوية لن تكون لها الفاعلية للحسم بل ربما تكون لعرقلة عمل المقاتلين. واما حفر الانفاق المتشعبة والمتصلة ببعضها داخل القطاع كما حصل في العملية السابقة فمن شأنه تعقيد الوضع اكثر في وجه الجيش الاسرائيلي، بحسب ما يرى المحللون العسكريون في اسرائيل، وأن الحرب القادمة إن حصلت فستكون مثل سابقاتها.
&
ومن الجهة الأخرى، وبعد العمليات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة وتدمير للكثير من المنشآت الهامة وآلاف المنازل والمرافق الحيوية ورصد أموال من الدول العربية لإعادة اعمار القطاع في كل مرة، وتعثر الجهود للمصالحة الفلسطينية، ربما ستكون عائقًا أمام حماس في المبادرة بعمل عسكري أو اطلاق صواريخ الى العمق الاسرائيلي، وان الاعتبارات السياسية لحماس تمنعها حتى الآن من مهاجمة إسرائيل في الجنوب، بالرغم من الوضع الصعب لحماس في القطاع وتعالي الأصوات المطالبة بتغيير السياسات ومنح سكان القطاع الأمل لحياة أفضل بعد انسحاب إسرائيل من القطاع، أضف الى ذلك الموقف المصري من حماس.
&
ويقول المحللون الفلسطينيون إن حماس امام خيارين، واحدهما أمرّ من الآخر، إما الدخول في حرب مع إسرائيل أو إعادة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة والتخلي عن الحكم هناك.
&