نصر المجالي: يشارك العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مؤتمر المانحين بأقوى تحذير حول الأوضاع في بلاده، بسبب نزوح الآلاف من اللاجئين السوريين.

وقال العاهل الأردني في تصريحات لـ(بي بي سي) إن الشعب الاردني "بلغ درجة الغليان" نتيجة المعاناة التي تسبب بها نزوح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الى الأردن. وأضاف الملك عبدالله الثاني إن هذا النزوح الكبير عرّض الخدمات الاجتماعية والبنى التحتية والاقتصاد في الاردن لضغوط هائلة، وحذر قائلاً: "سينهار السد عاجلا او آجلا على ما اعتقد".

وقال إن على المجتمع الدولي توفير المزيد من العون اذا كان يتوقع ان يستمر الاردن في استقبال اللاجئين. وكان العاهل الأردني تحادث مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي زار الأردن ومخيم الزعتري للاطلاع مباشرة على ما تقدمه بريطانيا للاجئين السوريين في المخيم.

تأكيد هاموند

وأكد هاموند خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمّان الإثنين أن بريطانيا تدرك حجم العبء الكبير الذي يتحمله الاردن نتيجة استقباله اللاجئين السوريين، مؤكدًا التزام بلاده بمساعدة الاردن والدول المستضيفة للاجئين السوريين ودعمها، وسيكون دعمًا للمجتمعات المحلية المستضيفة للاجئين السوريين.

ومن جانبه، قال جودة إننا نأمل أن يكون مؤتمر المانحين في لندن الذي تستضيفه بريطانيا بالتشارك مع النرويج والكويت والمانيا والامم المتحدة مؤتمرًا سياسيًا وبداية الطريق وليس نهايته، وان يكون انطلاقًا لسلسلة مؤتمرات لدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين.

حد الغليان

وقال الملك عبدالله الثاني في لقائه مع (بي بي سي) إن الاردنيين يعانون نتيجة النزوح السوري، إذ تنفق الحكومة 25 بالمئة من ميزانية الدولة لمساعدة اللاجئين، مما وضع الخدمات العامة تحت ضغط شديد واسهم في شح فرص العمل للاردنيين.

وقال "اعتقد أن نفسية الشعب الاردني بلغت حد الغليان". ومضى للقول: "(هذا النزوح) يؤذينا ويؤثر سلبًا على نظامينا التعليمي والصحي. ان السد سينهار عاجلا ام آجلا، واعتقد ان هذا الاسبوع سيكون اسبوعًا حاسمًا بالنسبة للاردنيين ليروا إن كان (المجتمع الدولي) سيساعد ليس اللاجئين السوريين فقط، بل لمستقبل الاردنيين أيضًا".

وألمح العاهل الأردني الى ان الدول الاوروبية لم تتفهم الضغوط التي يتعرض لها الاردن الا بعد ان تدفق على القارة الاوروبية اكثر من مليون لاجئ. وقال "إنهم (الاوروبيون) يعرفون الآن ان مهمة التعامل مع مسألة اللاجئين ستكون عسيرة عليهم ما لم يمدوا يد المساعدة للاردن"، ملمحًا الى ان الاردن قد لا يكون بامكانه استضافة أعداد اضافية من السوريين.

مساعدة المهجرين

وتقول بريطانيا والمانيا والنرويج والكويت والامم المتحدة، وهي الجهات التي ستستضيف مؤتمر المانحين الذي سينعقد الخميس في لندن، إن على المجتمع الدولي تصعيد جهوده لمساعدة المهجرين الـ 13.5 مليون داخل سوريا علاوة على الملايين الذين نزحوا الى الخارج.

ويهدف المؤتمر الى جمع التبرعات وتحديد الحلول للتمويل على الامد الطويل والتصدي للاحتياجات بعيدة المدى للمتأثرين بالازمة السورية عن طريق تحديد سبل خلق فرص عمل وتوفير التعليم.

وكان مسؤولون اوروبيون قد قالوا لوكالة رويترز للانباء الاثنين إن الاتحاد الاوروبي سيتعهد بالتبرع بمبلغ ملياري يورو في المؤتمر. وكان الاتحاد الاوروبي قد تعهد بالتبرع بمبلغ 1.1 مليار يورو في مؤتمر المانحين السابق الذي عقد العام الماضي في الكويت.


دحض تقارير

ودحض الملك عبدالله الثاني في المقابلة التي اجرتها معه بي بي سي الانتقادات الدولية لتردد الاردن في قبول 16 الف لاجئ سوري تقطعت بهم السبل في الصحراء عند حدود البلاد الشمالية.

وقال إن ثمة "عناصر" من التنظيم المعروف "بالدولة الاسلامية" بين هؤلاء اللاجئين الذين فر معظمهم من مناطق يسيطر عليها التنظيم الجهادي المذكور، وإن اللاجئين الـ 50 او الـ 100 الذين يقبلون يوميًا "يخضعون لعملية تدقيق مفصلة".

وقال الملك عبدالله الثاني: "اذا كنتم تدعون اتخاذ موقف اخلاقي افضل من موقفنا ازاء هذه المسألة، سنأخذ هؤلاء الى قاعدة جوية وسنكون سعداء بنقلهم الى بلادكم اذا كنتم تقولون إن عددهم لا يتجاوز الـ&16 الفًا".
وكانت الامم المتحدة حذرت بأن بين اللاجئين العالقين على الحدود في ظروف متدهورة اطفالاً وآخرين بحاجة الى عناية خاصة، وان حياة هؤلاء معرضة للخطر.

وعبّر الملك عبدالله الثاني عن امله في ان يقنع التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الاسلامية" الحكومة السورية والمعارضين لها، المجتمعين في جنيف، علاوة على مؤيديهم في واشنطن وموسكو،& بالحاجة الملحة للتوصل الى حل سياسي للنزاع الدائر في سوريا.

دعوة للتبرعات

وتناشد الأمم المتحدة المانحين التبرع بمبلغ 7.7 مليارات دولار لتمويل عمليات اغاثة لـ 22.5 مليون نسمة في سوريا والبلدان المجاورة في العام المقبل. لكنّ المانحين لم يتبرعوا إلا بـ 43 بالمئة من مبلغ الـ 2.9 مليار دولار الذي طلبته المنظمة الدولية في عام 2015.

يستضيف الاردن 635 الفاً من اللاجئين السوريين الـ 4.6 ملايين، المسجلين لدى الامم المتحدة. وتقول الحكومة الاردنية إن مليون سوري آخرين يقيمون في الاردن بمن فيهم اولئك الذين نزحوا الى البلاد قبل اندلاع "الانتفاضة" في سوريا في عام 2011.