رانشو ميراج: شدد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين لدى استقباله في كاليفورنيا قادة الدول العشر الاعضاء في رابطة "آسيان" على ضرورة احترام القانون الدولي وحل الخلافات "سلميا وعبر الطرق القانونية"، في اشارة الى النزاعات الحدودية البحرية القائمة بين عدد من هذه الدول والصين.

والقى أوباما خطابا مقتضبا افتتح به هذه القمة غير المسبوقة لقادة آسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) في الولايات المتحدة والتي يأمل من خلالها تشكيل توازن مقابل النفوذ الصيني في منطقة اسيا والمحيط الهادئ.

وتجري هذه القمة بعيدا عن واشطن في منتجع "سانيلاندز" في رانشو ميراج على بعد 160 كلم شرق لوس انجليس حيث عقد اوباما قمة غير رسمية قبل ثلاث سنوات مع نظيره الصيني شي جينبينغ.

وقال اوباما في مستهل كلمته ممازحا ضيوفه العشرة "الطقس بارد هناك، الثلوج تتساقط"، في اشارة الى واشنطن. واضاف "اهلا بكم في سانيلاندز حيث الطقس جيد".

وأضاف ان هذه القمة تتشاطر "هدفا مشتركا هو بناء نظام اقليمي حيث تتصرف كل الدول وفقا للقواعد نفسها".

وتابع "بصفتي رئيسا لقد شددت على انه، رغم ان الولايات المتحدة تواجه تهديدات طارئة حول العالم، فان سياستنا الخارجية يجب ان تستغل فرصا جديدة وفي القرن الواحد والعشرين هناك قلة من المناطق فيها فرص اكثر من منطقة آسيا-المحيط الهادئ".

وترى الادارة الاميركية في هذه القمة سبيلا لابراز متانة الروابط مع اسيان قبل انتهاء ولاية اوباما في كانون الثاني/يناير 2017. وستعزز زيارتان مقررتان لاوباما الى فيتنام ولاوس هذا العام هذه الرسالة.

ولم تكن دول اسيان على راس اولويات السياسة الاميركية، نظرا لصغرها وعدم انسجام دولها ما يجعل من الصعب ان تكون لاعبا فعالا.

الا ان اوباما، الذي امضى بعض سنوات طفولته في اندونيسيا، جعل من هذه الدول نقطة ارتكاز لسياسة "محور اسيا" التي انتهجها منذ وصوله الى السلطة في العام 2009.

ومع ان المسؤولين الاميركيين يؤكدون ان الامر لا يتعلق ابدا بقمة "معادية للصين" الا ان العملاق الاسيوي سيكون حاضرا في قلب المحادثات.

ويواجه عدد كبير من دول اسيان& خلافات حدودية مع بكين في بحر الصين الجنوبي المعبر الاستراتيجي للتجارة العالمية والغني بالثروات السمكية والنفطية.

وتقوم الصين بردم جزر اصطناعية لتشيد عليها مرافئ ومنصات هبوط وبنى تحتية مختلفة.

وادى ذلك الى توتر متزايد مع الدول المجاورة مثل فيتنام وتايوان والفيليبين وماليزيا وبروناي.

ورسميا تلزم واشنطن موقفا محايدا حول مسائل السيادة، الا انها تندد بـ"تسليح" الصين للمنطقة وتدعم بشكل صريح دول جنوب شرق اسيا.

وقال دبلوماسيون ان احد اهداف القمة التي تستمر يومي الاثنين والثلاثاء هو تبني موقف موحد ازاء هذه المسالة الحساسة.