أعلنت روسيا التي تتعرض لانتقادات من الغرب وتركيا واتهامات باستهداف مسلّحي المعارضة السورية المعتدلة، انها ستواصل مساعدة دمشق على محاربة "الارهابيين" على اراضيها، غداة رفض مشروع قرار تقدمت به موسكو الى مجلس الأمن الدولي لوقف العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في سوريا.

&
موسكو: كانت روسيا حليفة دمشق دعت الى جلسة مغلقة لمجلس الامن الدولي مساء الجمعة لمناقشة نص طرحته يطالب أنقرة بوقف قصفها للقوات الكردية في شمال سوريا والتخلي عن خططها لتنفيذ عملية عسكرية برية في سوريا. غير ان فرنسا والولايات المتحدة ونيوزيلندا وبريطانيا واسبانيا رفضت نص مشروع القرار الروسي.
&
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف "لا يسعنا سوى التعبير عن الاسف لرفض مشروع القرار"، مؤكدا ان روسيا ستواصل سياستها الرامية الى "ضمان استقرار ووحدة اراضي" سوريا. واضاف ان "الكرملين قلق لتصاعد التوتر على الحدود السورية التركية" معتبرا ان عمليات القصف التركية على مواقع كردية في سوريا "غير مقبولة".
&
ووسعت تركيا مجال قصفها الى مناطق عدة في محافظة حلب تقع تحت سيطرة قوات كردية سورية، ودعت هذا الاسبوع الى تدخل عسكري بري للتحالف الدولي في سوريا، ما يبدد الامل في التوصل الى هدنة في المعارك في هذا البلد. ويكتفي التحالف حاليا بشن غارات جوية على اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية.
&
في المقابل، يطلب الغربيون وفي طليعتهم واشنطن والاتحاد الاوروبي وكذلك انقرة، من روسيا وقف ضرباتها في سوريا التي يتهمونها باستهداف "المعارضة المعتدلة" بشكل اولي. وفي هذا الاطار، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت عن "قلقه" بشأن الوضع الانساني في سوريا وخصوصا في حلب.
&
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان هولاند وبعدما استقبل عددا من الشخصيات الفرنسية الموقعة لنداء يتعلق بحصار حلب "رحب بمبادرتهم وعبر عن قلقه على الوضع الانساني في سوريا، وخصوصا في مدينة حلب، حيث مئات الآلاف من المدنيين مهددون بالحصار من قبل نظام يدعمه الطيران الروسي".
&
لكن الناطق باسم الكرملين اكد ان روسيا التي تشن غارات في سوريا منذ نهاية ايلول/سبتمبر ستواصل مساعدة دمشق على مقاتلة "الارهابيين". وقال "ان روسيا مستمرة في خطها السياسي المنطقي الرامي الى تقديم الدعم والمساعدة للقوات المسلحة السورية في هجومها على الارهابيين".
&
ويأتي ذلك غداة لقاء بين مسؤولين اميركيين وروس في جنيف للبحث في امكانات وقف اطلاق النار في سوريا، الذي كان من المفترض ان يدخل حيز التنفيذ هذا الاسبوع. واعترف وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الجمعة بانه "لا يزال يتعين القيام بالكثير" للتوصل الى وقف لاطلاق النار في سوريا.
&
وباشرت القوات النظامية السورية بدعم جوي روسي في مطلع شباط/فبراير عملية عسكرية واسعة النطاق اتاحت لها استعادة مناطق في شمال حلب غير انها تسببت بحركة نزوح كثيفة. وفي وقت شارف النزاع في سوريا على دخول عامه السادس وقد تسبب منذ 2011 بسقوط اكثر من 260 الف قتيل ودفع الملايين الى الهجرة والنزوح، اقر موفد الامم المتحدة ستافان دي ميستورا بان آمال السلام تبدو أضعف من اي وقت مضى.

قلق من الوضع الانساني في حلب&
اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اجرى الجمعة اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان داعيا السلطات التركية ووحدات حماية الشعب الكردية السورية الى التحلي بـ"ضبط النفس" في شمال سوريا.
&
وقال في بيان ان "الرئيس اوباما اكد انه لا ينبغي لوحدات حماية الشعب ان تستغل الظروف في هذه المنطقة للاستيلاء على اراض جديدة ودعا تركيا الى التحلي بضبط النفس المتبادل من خلال وقف القصف المدفعي للمنطقة".
&
وتؤكد تركيا انها وسعت مجال قصفها ردا على اعتداء بسيارة مفخخة الاربعاء اوقع 28 قتيلا في وسط انقرة تبنته مجموعة "صقور حرية كردستان" القريبة من حزب العمال الكردستاني. ويسيطر حزب الاتحاد الديموقراطي اكبر القوى الكردية السورية وجناحه العسكري قوات حماية الشعب الكردية القوتان اللتان تصفهما انقرة بـ "الارهابيتين"، على ثلاثة ارباع الحدود السورية مع تركيا. لكن التنظيمين يتلقيان دعما اميركيا بسبب تصديهما لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.
&
من جهتها، قالت الرئاسة التركية في بيان ان الرئيس التركي اكد "اهمية التضامن بين الحلفاء في مكافحة الارهاب". واضافت ان اوباما دعا الى "الوقف الفوري" لتقدم وحدات حماية الشعب والنظام السوري في شمال سوريا الذي "يسبب توترا" على حد قوله و"يؤثر على المعركة ضد داعش" (تنظيم الدولة الاسلامية).
&
ويثير الوضع الانساني قلق المنظمات غير الحكومية ايضا. فقد أعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن "قلقها العميق" للاوضاع في هذه المحافظة حيث ادت المعارك الى تهجير عشرات آلاف السوريين.
&
من جهتها، وصفت منظمة العفو الدولية قرار تركيا بالسماح فقط للمدنيين المصابين بجروح بالغة بدخول اراضيها بانه "فظيع". وقالت ان قوات الامن التركية فتحت النار وأصابت مدنيين "يائسين" كانوا يحاولون التسلل عبر الحدود.
&