مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات في ايران، يقف الإصلاحيون في حيرة من أمرهم، فهل يدعون إلى المشاركة رغم عدم قدرتهم على إحداث أي تغيير ملموس، أم يذهبون إلى المقاطعة، وبالتالي يقدمون الفوز للمحافظين على طبق من ذهب.
&
طهران:&لا تزال الحركة الاصلاحية في ايران حائرة، فهي لا تعرف إذا كانت ستدعو مؤيديها الى المشاركة في الانتخابات البرلمانية يوم الجمعة، رغم منع قادتهم من الترشيح، أو ستذهب إلى تسجيل احتجاج صامت بمقاطعة الاقتراع، وبذلك تسليم نصر سهل الى المحافظين. &
&
ويقود محمد رضا عارف، نائب رئيس الجمهورية الايرانية من 2001 الى 2005، ائتلافًا جديدًا من المرشحين الاصلاحيين مهمته شبه المستحيلة فك قبضة الملالي على البرلمان.&
&
ودعا "عارف" الجمهور الذي حضر اجتماعًا حاشدًا في جامعة طهران الى التصويت، كما ناشد الشباب والطلاب بصفة خاصة العمل بنشاط في الحملة الانتخابية وتشجيع الايرانيين الآخرين على التصويت قائلًا: "انهم يستمعون اليكم فشجعوهم واطلبوا منهم ان يأتوا الى الساحة السياسية"، واضاف: "لا تأخذوا عطلة الجمعة، أرجوكم ان تأتوا للتصويت".&
&
مقاطعة الانتخابات
&
وجرى توزيع منشورات على الحاضرين تحمل صورة الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي، والذي تحرص وسائل الاعلام الايرانية على تجنب طبع صورته أو نشر تصريحاته أو حتى ذكر اسمه.&
&
وثمة اسباب قوية لمقاطعة الانتخابات، في مقدمتها قرار مجلس صيانة الدستور الذي يمنع آلاف الاصلاحيين من الترشيح، ومن بين 12 الف مرشح عن كل حزب اراد خوض الانتخابات منع المجلس نصفهم تقريبًا، ولم يكن جميع الذين مُنعوا من الاصلاحيين، ولكن قرارات المنع خفضت عدد مرشحيهم بصورة غير متناسبة.&
&
وعُرض خلال الاجتماع الانتخابي، الذي حضره مئات الطلاب والطالبات في جامعة طهران، فيلم عن التظاهرات الجماهيرية التي اعقبت انتخابات 2009 المطعون في شرعيتها، ويمثل عرض الفيلم تحديًا صريحًا لسلطة الملالي، التي تحاول دفن واقعة تزوير الانتخابات وإخماد كل ما يعيد التذكير بها.&
&
ويعيش المرشح الذي خسر تلك الانتخابات مير حسين موسوي تحت الاقامة الجبرية منذ سبع سنوات لأسباب منها تجرؤه على اتهام الملالي بالتزوير، وهو سياسي آخر ممنوع ذكر اسمه في وسائل الاعلام.&
&
قادمون!
&
وكانت رسالة الفيلم الذي يصور الاحتجاجات الجماهيرية على تزوير تلك الانتخابات تقول ان الاصلاحيين لم ينتهوا، واختتم الفيلم بشعار "نحن قادمون".&
&
وقال عارف بعد القاء كلمته في الاجتماع الانتخابي إن تعزيز مواقع الاصلاحيين في البرلمان سيكون خطوة تمهد لخطوات اخرى نحو التغيير.&
&
ويبلغ عدد النواب الاصلاحيين بضع عشرات في المجلس المؤلف من 290 مقعدًا، وتجنب عارف (64 عامًا) القول ما إذا كان الاصلاحيون يستطيعون حقًا ان يزيدوا عدد مقاعدهم بدرجة كبيرة، ولكنه قال في تصريح لصحيفة الديلي تلغراف: "نحن نعتقد بأننا، في ضوء اداء الاصلاحيين السابق، نستطيع متابعة السير على طريق التطور بصورة أفضل وأسرع"، كما تحدث عن امكانية التعاون مع الكتل الأخرى في البرلمان. &
&
ولكن الأشخاص الذين حضروا الاجتماع لم يكونوا كلهم مقتنعين، وقال طالب يدرس الطب إن صدمة 2009 اقنعته بأن المشاركة في الانتخابات لا معنى لها في ايران اليوم، واضاف ان عارف "ليس هو الرجل الذي يعتقد المواطنون انه قادر على تغيير السياسة الايرانية أو المجتمع الايراني"، في اشارة الى حديث عارف عن التعاون مع المحافظين في البرلمان.&
&
واختلف معه طالب آخر قائلًا: "إذا اردنا تغيير المجتمع فعلينا ان نشارك في الانتخابات وليس هناك طريق آخر".
&
وسيكون للرأي الذي يخرج منتصرًا من هذا السجال دور مهم في ارخاء قبضة الملالي على البرلمان، إذا لم يكن بالإمكان كسرها في انتخابات يوم الجمعة.&

&