اجرت ايران سلسلة تجارب جديدة لصواريخ بالستية اثارت "قلق" واشنطن التي تأسف لان طهران لم تغير سياستها بعد الاتفاق التاريخي حول برنامجها النووي.

ووفقا لوكالة الانباء الايرانية وموقع الحرس الثوري فان هذه التجارب التي تمت في اطار المناورات العسكرية الجارية منذ عدة ايام ترمي الى اثبات ان ايران مستعدة "لمواجهة اي تهديد للثورة وللنظام ووحدة اراضي البلاد".

واطلقت عدة صواريخ موجهة قصيرة ومتوسطة المدى (من 300 الى الفي كلم) في عدة نقاط من الاراضي الايرانية معظمها من قواعد تحت الارض اخرها الثلاثاء والاربعاء.

وصرح قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري "بدا اعداؤنا يدركون ان مضاعفة الضغوط الامنية والعقوبات لن تؤثر على تعزيز قدراتنا، لذلك يحاولون تقييدنا على المستوى الصاروخي بفرض عقوبات اقتصادية".

وتابع "على اعداء الثورة الاسلامية والامن الاقليمي ان يخشوا زئير صواريخ الحرس" الثوري، على ما نقل الموقع الرسمي لهذا الجهاز.

واعلن المسؤول الثاني في الحرس الثوري العميد حسين سلامي الاربعاء "تم اطلاق صاروخي قدر-اتش وقدر-اف اليوم (...) ودمرا الاهداف والمواقع المحددة" على الساحل الجنوبي الشرقي لايران.

وعلق قائد الوحدات الجوفضائیة العمید امیر علي حاجي زاده بعد اطلاق الصاروخين ان "سبب انتاج هذه الصواريخ (...) هو التمكن من ضرب خصومنا في مواقع بعيدة" خصوصا "النظام الصهيوني" في اسرائيل.

ووفقا لوكالتي فارس وتسنيم القريبتين من الحرس الثوري كانت الصواريخ تحمل عبارة "يجب ازالة اسرائيل من الوجود".

وتتزامن هذه التجارب مع وجود نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في اسرائيل حيث بحث ملف ايران مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وكان نتانياهو دان بشدة الاتفاق النووي المبرم في 14 تموز/يوليو 2015 بين الدول العظمى وبينها الولايات المتحدة، وايران حول برنامجها النووي.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت في 17 كانون الثاني/يناير فرض عقوبات جديدة مرتبطة ببرنامج ايران للصواريخ البالستية، وهي عقوبات احادية منفصلة عن العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامج ايران النووي والتي رفع قسم كبير منها مع بدء تطبيق الاتفاق في منتصف كانون الثاني/يناير.

وقال امیر علي حاجي زاده "كلما زاد خصومنا العقوبات، ضاعف الحرس الثوري قوة رده".

-"عدم توفر حيز لتخزين صواريخنا" -

وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لقواعد تحت الارض تخزن فيها الصواريخ. ومطلع كانون الثاني/يناير بث ايضا مشاهد لصواريخ يصل مداها الى 1700 كلم. وقال العميد سلامي "ليس لدينا حيز كاف لتخزين صواريخنا".

وفي تشرين الاول/اكتوبر اجرت ايران تجربة واحدة ناجحة على الاقل لهذا النوع من الصواريخ، اعتبرت بحسب خبراء في الامم المتحدة انتهاكا للقرار 2010 الذي يحظر استخدام طهران لصواريخ بالستية خشية حملها رؤوسا نووية.

ونفت ايران على الدوام السعي لحيازة السلاح النووي وتؤكد ان صواريخها غير مصممة لنقل مثل هذا النوع من القنابل.

لكن الولايات المتحدة ودول المنطقة وبينها دول الخليج واسرائيل "قلقة" من قدرات ايران المتعلقة بالصواريخ البالستية حسب ما اعلن الجنرال لويد اوستن رئيس قيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.

وقال "تبقى ايران اليوم عاملا يزعزع استقرار الشرق الاوسط بشكل كبير".

من جهتها اكدت الخارجية الاميركية ان واشنطن سترفع القضية الى مجلس الامن في حال تبين ان ايران اجرت تجارب نووية.

لكن المتحدث باسمها جون كيربي اكد ان هذه التجارب "لا تنتهك" الاتفاق حول النووي.

وبحسب الجنرال اوستن فان دول المنطقة "قلقة ايضا من قدرات ايران الالكترونية وامكاناتها في زرع الغام في المضائق وانشطة فيلق القدس (المكلف العمليات الخارجية) في الحرس الثوري".

واضاف "هناك عوامل عديدة تدفعني شخصيا الى الاعتقاد ان ايران لم تغير بعد الاتجاه" لانتهاج سلوك "اكثر مسؤولية".