أكد مسؤول إماراتي أن قضية توقيف 9 مدرسين إيرانيين تأتي في إطار التدقيق على تراخيص العمل الممنوحة لهؤلاء المعلمين، فيما أشارت طهران إلى أنّ رعاياها من الأساتذة الذين يعملون في الإمارات أوضاعهم قانونية.

دبي: أكدت مصادر إيرانية على رأسها وكالة الأنباء الرسمية، أن طهران قامت باستدعاء القائم بالأعمال الإماراتي لديها، وقدمت احتجاجًا على توقيف 9 مدرسين يعملون في مدارس إيرانية بالإمارات. وأضافت الوكالة أن إيران احتجت على هذه الاعتقالات وطلبت الإفراج عنهم.

لكنّ مسؤولاً إماراتيًّا برّر ما حدث بأنه تدقيق على تراخيص العمل الممنوحة لهؤلاء المعلمين، بينما أشارت طهران إلى أنّ رعاياها من المعلمين الذين يعملون في الإمارات أوضاعهم قانونية سواء في دبي أو في أبوظبي، وهم موجودون على رأس عملهم& منذ سنوات.

ووفقاً لما قالته وكالة أنباء فارس، فقد استدعى القضاء الاماراتي الاثنين 13 معلمة إيرانية، وقد يتم توقيفهن أيضًا، لكنّ متحدثًا باسم وزارة التربية نفى هذه المعلومة.

يذكر أن دولة الإمارات يوجد بها حوالي 10 مدارس إيرانية لتلبية احتياجات الجالية الإيرانية الكبيرة. وأرسلت طهران هذا العام 450 مدرساً الى بلدان مختلفة حول العالم للعمل في المدارس الإيرانية.

ويعتبر حجم التبادل التجاري بين إيران والإمارات كبيراً، لكن العلاقات السياسية بين الجمهورية الإسلامية، وبعض دول الخليج العربية مثل الإمارات تشهد تدهوراً بسبب النزاعات الدائرة في المنطقة، فضلاً عن تأثير الحرب في اليمن، حيث تشارك الإمارات في التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يحارب المتمردين الحوثيين الذين يتلقون دعماً من إيران.

غطرسة إيرانية

المتتبع للعلاقات الإماراتية الإيرانية، يجد أن هناك كيانات اجتماعية وتعليمية وصحية إيرانية موجودة على أرض الإمارات منذ فترات بعيدة، مثل المستشفى الإيراني، الذي قام شاه إيران& ببنائه في بداية السبعينيات والإنفاق عليه، وكان هذا المشفى يؤدي دوراً مهماً في مراحل سابقة، ولكنه في نظام الجمهورية الاسلامية صار& يشهد تراجعاً في الفترات الأخيرة ، قياساً على المعايير الطبية العالمية التي يتم تطبيقها في الإمارت.

كما أن الكادر الطبي في المستشفى لا تخضع غالبيته للفحوص اللازمة من قبل الحكومة الإماراتية قبل منحهم ترخيصاً لمزاولة المهنة. وقد تحايل الإيرانيون على هذا الأمر بارسال أطباء يحملون جوازات سفر دبلوماسية تفادياً لخضوعهم لأي مساءلة.

النادي الإيراني في دبي

ويوجد في دبي النادي الإيراني بمساحة كبيرة، ويضم ملاعب وفندقًا ومطعمًا وغيرها من المرافق. ومن المعروف أن هذه الأندية الاجتماعية التي تحمل جنسيات دول متعددة لا تعمل تحت سلطة حكوماتها، فالنادي المصري والسوداني وغيرهما تعمل بجهود أبناء الجالية، ولا علاقة للحكومتين المصرية و السودانية بهذا النوع من النوادي "بصفة رسمية"، ولكنها في نهاية المطاف تخضع للتسجيل من جانب الإمارات، وهو ما لا يمتثل له النادي الإيراني.

مساجد بعيداً عن الجعفرية

وبعيداً عن الجوانب الصحية والتعليمية والرياضية والإجتماعية، فإن هناك بعداً آخر يتعلق بالدين، وهو وجود مساجد شيعية تابعة لإيران ولكنها ليست مسجلة في الجعفرية الإماراتية بصفة رسمية.

وقد قامت "إيلاف" باستطلاع هذه الأوضاع ليتضح أن الحكومة الإماراتية، بدأت رحلة التصدي لهذه السلوكيات الإيرانية، حيث تتضح الرغبة في أن تكون العلاقات أساسها الإحترام المتبادل، وهو إرث إماراتي منذ عهد مؤسسي نهضة دولة الامارات الراحلين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.